|
الألحــان الفارسيــة - 7 /19
مسوح مسوح
الحوار المتمدن-العدد: 827 - 2004 / 5 / 7 - 05:56
المحور:
الادب والفن
سيرغي يسينيــن (1924 – 1925)
ترجمها بتصرف د. مسوح مسوح
ذهبَُ القمـر ِ البـارد ْ رائحـة ُ الـدُّفـْـلى والزنبقِ ْ آه ٍ مـا أحلـى أن تشـرد ْ في هـدأة هـذا البلـد الأزرق ْ في البعـد تلـوح لنـا بغـداد ْ فيـها عاشت ْ فيـها غنـت ْ شــهْـرزاد ْ لكـن ْ لا يلـزمهـا شـيءٌ هـذا الوقت ْ فرنيــم ُ حدائقـها الغنـاء ْ الرّيــحُ بـه أودت ْ في البعـد ِ ومـا عـاد ْ
أطيـافُ الأرض تغطيهـا أعشـابُ قبــور في البـُعد ِ يـا عابرَ لا تنصت ْ للمـوت وللأمـوات ْ لا تـركع ْ لا تـَحن ِ الرأس َ خشـوعـا ً لقبـور وبـلاطـات ْ
تنــبـَّه ْ بـديع ٌ هنـا كلُ شيءٍ بهـذا المكـانْ تشــدُّ الـورود ُ لتقبيلهــا كـلَّ ثغــر ٍ تـَصـالح ْ بقلبــك َ ســامحْ عـدوَّك َ يغمـرْك َ بـالغبطـة الزَّعفـران ْ إذا داهمتــْك َ الحيـاة ُ فعشـْهـا كمـا ينبغـي أن تـُعـاش ْ إذا اجتـاحك الحب ُّ فـاعـْشق ْ كمـا يقتضي العشـقُ قبــِّل ْ وغـازل ْ ونــاج ِ القمـر ْ تمتـع بما يفرش ُ البدر ُ من ذهـب ٍ في انحسـار ِ الغسـقْ ولكـنْ إذا شئت َ أن تحـلم َ أن تنحنـي للقبـور ِ فـلا ينبغي أن تسمـِّم َ بـالحلـْم هـذا نفوس َ البـشر ْ هـذا مـا غنــَّتـْه يـوما ً شـهرزاد مـرة ً أخرى سيحـكي الورق ُ المصفـرُّ ذو لـون النحـاس ْ أن مـن لا يشتهـي شيئـا ً بهـذا العمر لا يحتـاجُ إلا الشفقــة ْ
8 / 19
تـوجد في خراسـان ْ أبـوابٌ عاليــة ُ العتبـات ْ بالورد مـُزركشـة ٌ بالعطر مـُرشرشةٌ بالسحـر مـُقنـَّعـة ٌ تتفاخـر ُ بالأسـرار ِ وبـالآهـات ْ خلف الأبـواب العـالية العتبـات ْ تتمـايلُ حسنـاً وبهـاءً أنعـمُ أنثــى وأحـلى الحـوريـات ْ حـالمـة ً بالحب وزافرة ً بالنهـدات ْ وأنـا أتحسـَّرُ وجـدا ً تحت الأبواب العـالية ِ العتبــات ْ لا أقدر ُ أن أفتـح َ تلك الأبـواب ِ الموصـدة ِ العـالية ِ العتبـات ْ مـا أصلب َ قلبـي ويـدي والقـوة عندي كـافيـة ٌْ شعـري من ذهب ٍ ونحـاسْ مـا أنعـم َ صوتُ الحـورية ْ والقـوة ُ عندي كـافية ٌ لكـن ْ لـم أقدر ْ أن أفتـح َ تلك الأبـوابْ الجـرأة ُ غيـر ُ مبرَّرة ٍ في حبـي ولمـاذا ؟ ولمن سـأغني ؟ مـادامت ْ تهملنـي (شــاهه) هي شـاغـاني الفتـاة التي أحبهـا الشاعر في خراسان وبمـا أني لـم أقدر ْ أن أفتـح َ تلك الأبـواب ْ فالجـرأة غيـر مبررة ٍ في حبـي
لي ْ آنت ْ ألآنَ العــودة ْ لبـلادي المحبـوبة ِ روسيــا لي ْ آنت ْ ورحيــلي قــد آن ْ أصحيــحٌ أني بـلا رجعـة ْ يـافارسَ عن سـحرك ِ أرحـل ْ ؟ وفـراق ُ العشــاق تـأكد ْ وحنيــنُ العـائـدِ يتزايـــد ْ للقـاء بـلادي المحبــوبة ْ قـد حـانتْ ألآن َ العـودة ْ لبـــلادي وفـراقُ العشــاقْ مـرٌ كـالعلقـم ْ وفـؤادي يتلـظـَّى غيظـا ً إذ أنـِّي لـم أقدرْ فتـحَ الأبواب ِ ولكنــــي قـد نلْـت ُ جـزاءً لفؤادي ألمـا ً من لدنــك ِ حـوريـة ْ عذبـا ً كنسـائم َ صيفيـَّـة ْ وجميــلا ً سوف يـذكـِّرنـي بغرامي بوجـه الحورية ْ وبشِعري بـفـارس َ بالأبـوابْ وبقصص ٍ أرويـهـا ممتعــة ٍ لعزيز الأهـل وللأصحـاب ْ
9 / 19
وطـن َ الفردوسيِّ الأزرقْ الفردوسي شاعر فارسي معروف حتـى لو خـانتـْـكَ الـذاكرة ُ اليـوم ْ لـن تقـدرَ أن ْ تنسـى ذاك الروسـيَّ الحـالم ْ وطـن َ الفردوسيِّ الأزرقْ مـا أبـدع َ أرضـكِ يـافارس ْ فـأنــا أعلم ُ أعلـم ْ كـم ْ أنت ِ بـلاد ٌ حـلوه ْ الوردُ تـلألأ فيـها مثـل َ قنــاديل ٍ تحكــي عن وطنـي النـائي ْ وأنـا أعلــم ْ مـا أبـدع َ أرضـكِ يـافارسْ
لآخــر مـرة ٍ أسكـــب ْ لآخــر مـرة ٍ أشــرب ْ عطــورا ًمسكــرات ٍ مـن خمـور البيت ِ لا تنضـب ْ وصـوتـُك ِ شــاهتي فـي أصعب ِ السـاعات ِ سـاعات ِ الفـراق المــرِّ أسمعـُه لآخــر مـرة ٍ يذهـب ْ ولكـن هل سـأنسـاكِ وفي تجـوالي َ المفـروض ِ من قـَدري سـأحكـي عنـكِ مـا عندي سـأرويـه لـزهر الروض ِ للبشـر ِ ولـن أنسـاكِ لـلأبـد ِ ولـن أخشـى شـقاءً حـلَّ في الكبـد ِ إذا مـارحت ُ ملتـاعـاً وهمـِّي يقتفـي أثــريٍ سأترك للهوى ذكـرى قصيـدا ً عن ربـا وطنـي وشعـرا ً فـاض بالفـَنـن إذا غنيتـِه طـَرَبـا ً ترَينـي في مـدى الصور ِ أعـانقُ خصرك ِ الـدافي أقبــَّل ُ خـدَّك ِ الوردي أمسـِّد ُ شـَعرك ِ الغـافي ووجهي مـن لهيب الحـب ِّ ذاب َ بـوجهـك ِ النضـر ِ
#مسوح_مسوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الألحــان الفارسيــة - سيرغي يسينيــن - 4/19
-
الألحــان الفارسيــة - سيرغي يسينيــن
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|