أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - موسى ناصيف - تحيّة اكبار واجلال للشعب الاسباني ويساره














المزيد.....

تحيّة اكبار واجلال للشعب الاسباني ويساره


موسى ناصيف

الحوار المتمدن-العدد: 827 - 2004 / 5 / 7 - 05:44
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


التفجيرات التي سبقت الانتخابات البرلمانية الاخيرة في اسبانيا لم تثنِِ زعيم الاشتراكيين خوزيه ثاباتيرو عن تنفيذ وعده لناخبيه بسحب قوات بلاده من العراق وبعكس ما توخاه اولئك الذين يحركون تلك القوى الاصولية الظلامية التي ارادت توسيع وتعميق العداء بين الشعوب العربية والاوروبية، وخاصة الشعب الاسباني الذي خاض حربا اهلية دموية في سنوات ما بين الست والثلاثين والتسعة والثلاثين من القرن الماضي دفاعا عن الجمهورية الاسبانية آنذاك، التي وصلت الى الحكم بانتخابات دمقراطية، ومواجهة الانياب الفاشية لقوى اليمين الاسباني والكنيسة. وبمساعدة الفاشي موسوليني وهتلر قضى الدكتاتور فرانكو على تلك الجمهورية واقام نظاما فاشيا شبيها بنظام موسوليني في ايطاليا والنظام النازي في المانيا. وما جرى الآن في اسبانيا هو العكس تماما لِما جرى سابقا وذلك بفضل وعي الشعب الاسباني العظيم.
ان التصريح الذي اطلقه الاصولي بن لادن المشكوك بامره ان اسبانيا كانت دولة مسلمة وسوف نعمل جهدنا لأن تعود الى ما كانت عليه، ما هو الا تزوير للتاريخ لأن اسبانيا لم تكن ابدا دولة مسلمة بل دولة شملها الفتح العربي الاسلامي، ان هذا التصريح الغبي لا يخدم سوى اعداء العرب والمسلمين الذين يحاولون بكل قواهم وجهدهم اقناع شعوبهم بأن ما يسمونه "الارهاب العربي المسلم" هو خطر علينا ويجب محاربته بكل الطرق كتقوية النعرات الدينية والتعصب اللذين حتما سيؤديان الى الفاشية وهذا ما يريده اصحاب الفكر اليميني في كل بقاع الارض.

حاول اليمين الاوروبي ان يتخذ بعد تفجيرات الحادي عشر من شهر آذار 2004 في محطات القطارات في اسبانيا ذريعة للتعصب ومعاداة الشعوب العربية والاسلامية وبالضبط كما فعلت امريكا بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001 واتخذت ذلك حجة لاحتلال افغانستان تحت ستار محاربة الارهاب وبعدها العراق بذريعة كاذبة كحيازته على اسلحة الدمار الشامل، وتأييده لما يطلقون عليه "الارهاب العالمي" بقيادة بن لادن الذي خلقته امريكا وسلّحته بأحدث الاسلحة للقتال ضد الجيش الاحمر السوفييتي في افغانستان الذي دخلها بطلب من حكومتها الشرعية وذلك للدفاع عنها من الخطر الاصولي الذي جندته امريكا بمساعدة وموافقة الانظمة العربية الموالية لها، المكتوية الآن بنار، تلك الجماعات الاصولية التي سلحتها وقوّتها لمحاربة الشيوعية "الكافرة" كما كانوا يتشدقون ويحاولون اقناع العالم بتلك الكذبة الخسيسة بمساعدة بعض رجال الدين المسيحيين والمسلمين في كل انحاء العالم.

ومما يثير الدهشة والغضب والعجب، ان قسما من اركان العالم العربي الاسلامي "العجيب" يتصورون ان اتخاذ ذلك القرار بسحب القوات الاسبانية بعد نجاح اليسار الاسباني في الانتخابات الاخيرة جاء نتيجة لتلك الاعمال المؤسفة التي قام بها الاصوليون ولكنهم نسوا او تناسوا ان اغلبية الشعب الاسباني كان ضد قرار حكومة ازنار اليميني الغبي الاشتراك في تلك الحرب، وضد رغبة الشعب الاسباني الذي لقّن ازنار درسا لن ينساه سواء أكانت هناك اعمال ارهابية او لم تكن مع العلم ان الانظار كانت متجهة الى منظمة "ايتا" الاسبانية وقت الانتخابات وليس لمنظمة بن لادن الاصولية.
المظاهرات التي خرجت بملايينها في معظم المدن الاسبانية وخاصة في مدريد متجهة الى محطة "انوشا" للسكك الحديدية التي وقعت فيها تلك الجريمة النكراء والتي راح ضحيتها 199 مواطنا ومئات الجرحى وكان من بينهم عرب ومسلمون ايضا. وكانت تلك الجماهير تصيح بأعلى صوتها "القتلة المجرمون الجبناء" ومن هنا فليس من المعقول ان هؤلاء المتظاهرين الاسبان اعطوا اصواتهم لاولئك "القتلة الجبناء" ولكن المسألة اعمق من ذلك بكثير لمن يريد ان يدرك حقائق الامور وهي بالعكس تماما لما يدركه البسطاء ويروّج له من لا يتعمقون ويكتفون بمظاهر الامور فقط.

ان الاسبان رفضوا ازنار لأن معظمهم كان ضد الحرب على العراق. ومن هذا المنطلق ان الانسان العاقل عليه ان يفكر ويسأل: لماذا تحرك الارهاب الاصولي ضد الاسبان الذين كانوا منذ البداية ضد الحرب على العراق؟!! وبعد الذي حصل لا بد للانسان العاقل ان يتساءل عما اذا كان هؤلاء المتعصبون مجموعة من الحمقى لا تدرك انها تعمل ضد مصالح العرب والمسلمين ام ان هناك قوة سرية معادية لنا تعمل على تحريكهم في اتجاهات معينة؟ ان النتيجة التي اسفرت عنها تلك الهجمات واتخاذ الاتحاد الاوروبي قرارا بالحاق بند جديد بدستوره يتضمن تعهد الدول الاعضاء بدعم ومساندة كل الدول الاعضاء لمحاربة الارهاب الاصولي.

على ضوء الاحداث المؤسفة الاخيرة في مدريد خرج الشعب الاسباني كله في مسيرات غضب ضخمة صائحا. "كلنا اسبان" ومن بعدهم خرج الاوروبيون يقولون كلنا اوروبيون" واستطرادا لهذا الاتجاه العملي والمنطقي ليس مستبعدا اننا سنسمع عما قريب صحية كلنا غربيون او بالأحرى: كلنا متضررون ومتحضرون.

ليس هناك فرق ابدا في التعصب الاعمى بين الاصوليين العرب وجماعة الكوكلاكس كلاند الامريكية المتطرفة و "منظمة الحقيقة القصوى اليابانية" وباقي المنظمات المتطرفة والمتعصبة في كل انحاء العالم وتُعد بالمئات.

الفكر الاصولي المتطرف لا يخدم قضايانا ابدا ومردوده ينعكس سلبا علينا وعلى جميع تطلعاتنا حاضرا ومستقبلا. واذا اردنا ان نلحق بركب العالم المتحضر علينا ان نشجع ونقوّي الفكر العلماني الدمقراطي بيننا ونحترم حقوق المواطن البسيط ونؤيد الحركات التقدمية واليسارية في العالم اجمع لتكون حليفا لنا ولقضايانا، وكسب الرأي العام العالمي لحقوقنا وذلك يكون فقط بالحوار وليس بالتعصب الاصولي الارهابي.

(حيفا



#موسى_ناصيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الماركسي هو البديل الوحيد لمحاربة العولمة الرأسمالية


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - موسى ناصيف - تحيّة اكبار واجلال للشعب الاسباني ويساره