فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 827 - 2004 / 5 / 7 - 05:32
المحور:
الادب والفن
لو كان أبي ملاكًا
لكانَ سيأتي كلَّ ليلٍ
ماسكًا طرْفَ الخَيْطْ
ليربطَ حُلمي
بُحلمِ الطفليْنِ في البقعةِ الصفراءْ
وراءَ البحرِ الأحمرْ،
يربِّتُ بعصاهْ
- التي نجمةٌ في نهايتِها –
فوق الرؤوسْ
فيبدأُ العرضْ.
المسألةُ على هذا النحوِ
تبدو غارقةً في الخيالْ
لكنّ الشاهدَ
أن أمورًا تحدثُ
بغيرِ الحاجةِ إلى لاهوتِ الشِّعرْ ،
فالأرضُ
معلقَّةٌ في الفراغْ
قبلَ :
" جرسِ الكنيسة الذي
لو تكلَّمَ لاشتكى
و لبانَ فيه مُذْ نأيتَ تصدُّعُ ".
لو كانَ كاهنًا
لفكَّ رموزَ تعويذةٍ
رسمَها الأصدقاءْ
كيلا أموتَ في حادثِ سيارةْ ،
بسببِ الغربةِ التي
تملأُ المسافةَ
بين الرائي والمرئيّ .
و لقالَ :
إن المصفوفاتِ الهندسيةَ
- التي كشفَها الرجلُ بين أوراقي
فيما يرشفُ القهوةْ –
حيلةٌ خائبةْ
تلجأُ إليها المرأةُ
لكي تحيلَ أطفالَها أرقامًا
سنواتِها
و هزائمَها
أرقامًا
فيسهُلُ الطرحُ والقِسْمةُ
والنومُ أيضًا .
كلُّ هذا ليس مهمًّا ،
الأخطرُ
أن أميّ التي أدخلتني المدرسةَ
لأغدو عالِمةً
لم تعرفْ
أن للقلمِ وظيفةً أخرى
كأن يخطَّ رسالةً في زجاجةٍ
مفادُها :
إن الهواءَ الذي دسّوه في بالوناتِ الصغارْ
مخصومٌ
من رئتيّ .
8 مايو 2003
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟