أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - المعقول واللامعقول في السياسة..!؟















المزيد.....

المعقول واللامعقول في السياسة..!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2710 - 2009 / 7 / 17 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كي لا نذهب بعيداً في التفسير أو التأويل، لما يطرح في الساحة السياسية العربية، من أباطيل أو حقائق، ندلف الى الأشياء في مصادرها ونسعى اليها في مكامنها، ونتلقفها من أفواه قائليها..!


فالحدث الأكثر إثارة ، وما تداولته وسائل الإعلام العربية والإقليمية والعالمية لأسابيع خلت، بشكل غطى على أحداث المنطقة الأخرى حينذاك، وهو ما يدعى بنشاط (خلية حزب الله) اللبناني في الأراضي المصرية، والذي لا زالت آثار ذيوله شاخصة حتى اليوم، حيث تصدرت قصة الخلية المذكورة صفحات الجرائد ونشرات أنباء الفضائيات، وتعليقات الإعلاميين..!؟


من مفارقات تلك القصة، أن أبطالها لم ينكروا ما ورد عنها من تفاصيل على لسان السلطات الأمنية المصرية، بل على العكس من ذلك؛ فأنهم يسوقون التفسيرات والمبررات "الإفتراضية"، التي يعتقدونها أسباباً مشروعة ومنطقية لكل ما أقدمت عليه تلك "الخلية" من نشاطات تدخل في تكييفها ضمن إنتهاك سيادة الدول من جهة، وتعريض أمنها الوطني للمخاطر، وما قد تجره ورائها مما لا تحمد عقباه من نتائج وخيمة، أكبر مما يعتقده منفذوا تلك النشاطات التي تبدو في ذهنهم وحسب إعتقادهم ، وكأنها ألاعيب صبيانية، يمكن لأي دولة مهما بلغت من قوة أو جبروت أن تغض الطرف عنها، قبل أن تحسب لعواقبها ألف حساب، وتتخذ في مواجهتها الف تدبير، من جهة أخرى..!!؟


فأي تقليل كان من شأن الحدث، لا يعكس في الحقيقة إلا مستوى من عدم الشعور بالمسؤولية، إذا ما أراد المرء أن يبتعد عن كل بواعثه وأهدافه القريبة منها والبعيدة. كما وليس من المفترض أن يعتقد المرء؛ أن دولة ما، ستقف مكتوفة الأيدي أزاء إستخدام أراضيها بطريقة غير مشروعة، ولإغراض إذا ما تحققت، ستبنى عليها وتترتب بسببها، نتائج خطيرة لا تصب في مصلحة الدولة المذكورة ولا تخدم مصالح الأطراف التي خططت من أجلها تلك العملية..!؟


فمهما أخذ المرء بحسن نية الأطراف التي خططت لتلك العملية، ومع إفتراض "مشروعية" الأهداف والنوايا التي توختها من وراء ذلك، فإنها مع كل ذلك تظل محصورة في إطار إنتهاك سيادة الدول وتعريض أمنها للمخاطر والتجاوز على كرامة الشعوب..!؟


كما وليس من المنطقي القول، أو الوقوف وراء شعار "المقاومة" مهما بدت "قدسيته"، لتبرير اي عمل كان، وإن غلبت عليه صفة التجاوز على حدود الدول الشقيقة والصديقة، إذ ليس في حسبان المرء ان يحرس بيته من سطوة أخيه، بذريعة ما يدعيه ذلك الأخ من حسن نواياه وبراءة أهدافه؛ فالعالم مهما بلغت قسوة بعض أطرافه وعدوانية البعض الآخر، فهو لا زال محكوماً، بآلية دولية تلزم الجميع بشرعيتها، وتطالب الجميع بإحترام تلك الشرعية، في نفس الوقت الذي أجازت فيه حق جميع دول المعمورة بالحفاظ على سيادتها، وصيانة أمنها الداخلي، إتجاه اي محاولات لإنتهاك تلك السيادة أو تعريض ذلك الأمن للخطر..!


فمن منظور العلاقات بين الدول، شكلت محاولة "خلية حزب الله" إنتهاكاً لحدود الجمهورية المصرية الشقيقة، بهدف القيام بأعمال، يفترض بمقياس حزب الله، أنها موجهة ضد عدو محدد، ترتبط معه مصر، بإتفاقيات دولية وحدود مشتركة وتمثيل دبلوماسي، الهدف منها تزويد حركة حماس، ومن خلال إختراق اراضي دولة مصر، بالدعم اللوجستي؛ وبالتالي فإن تبعات ما يمكن أن يحدث جراء ذلك الفعل، فيما لو تحقق، ما يؤزم الوضع في المنطقة، أو قد يجر الى عواقب غير محسوبة النتائج، في وقت كانت فيه الجمهورية المصرية مغفلة كلياً عن كل ذلك؛ فمن يا ترى سيتحمل مسؤولية تبعات تلك "النوايا الحسنة"..؟!


كما وليس من الغفلة بمكان، أن يتناسى المرء، أو يتظاهر بالعمى، لما ستجره أعمال مثل تلك، إذا ما تحققت نتائجها على الصعيد التطبيقي ، من تبعات خطيرة على الأمن اللبناني، حيث وكما يعلم الجميع ، أن دولة لبنان في هذه الحالة، تمثل الدولة المصدر التي تنطلق منها مثل تلك "الخلايا"، في وقت تلتزم فيه لبنان ببنود قرار مجلس الأمن رقم/1701 لعام 2006، الذي بموجبه تم وقف وإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان. وفي مقال سابق جرى البحث عن أهمية ذلك الإلتزام دولياً، على أمن وسلامة لبنان في محيطه الدولي.!(*)


إن إلتزام لبنان هذا، قد فوت الفرصة على كافة التبريرات، التي ما أنفكت إسرائيل تتذرع بها للبدأ بالعدوان على لبنان وتكراره، ومنها بالذات التعلل بنشاط حزب الله في الجنوب، في وقت تأتي فيه مثل تلك النشاطات، من خلف ظهر الحكومة اللبنانية، أو حتى دون إشعارها بذلك، حتى ورغم ما يضفيه عليها حزب الله أو حركة حماس من "شرعية" و"معقولية"، تحت واجهة التعلل بمنطق و"سلاح المقاومة"..!؟(**)


ولعل الأنكى في هذه العملية الأخيرة، أنها ليس فقط قد تجاوزت حدود لبنان، الملتزم بروح ونصوص قرار مجلس الأمن أعلاه حسب، بل ووضعت الحكومة المصرية في المحضور، ورتبت عليها الإعتراف بالأمر الواقع، دون أي إعتبارات أخرى من قبل المخططين و القائمين بها، لكل ما قد تنتجه مثل تلك العمليات، من تبعات خطيرة..!؟(***)


فاين الحكمة وأين المعقولية يا ترى، في حشر دولتي مصر ولبنان قسراً في حالة الصراع المحتدم في المنطقة، وجرهما الى أتون مخططات الأجندات الإقليمية، التي أقل ما فيها، تأزيم الحالة الفلسطينية، وتعميق الشرخ الوطني، ومنح إسرائيل الذرائع والمبررات، للتنصل من إلتزاماتها الدولية، وتشديد عدوانها المتواصل على الأراضي المحتلة، في كل من لبنان وغزة والضفة الغربية..!
____________________________________________________
(*) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=73377
(**) http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=527609&issueno=11187
(***) http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=526919&issueno=11182



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادة/ 41 من الدستور ومبدأ المواطنة العراقية..!
- هندوراس والسودان.. قمتان وقراران..!؟
- جولة التراخيص الاولى، بين الحاجة والضرورة..!؟
- العراق: بين دولة العشيرة، والدولة المدنية الديمقراطية..!؟2-2
- المسألة الإيرانية في ظل الإنتخابات الرئاسية..!؟ 2-2
- صرخة في وجه دولة القانون..!
- لبنان يسترد المبادرة..!
- السخرية والأدب الساخر..!
- بين الإستذكار والإِعتبار..!
- المرأة العراقية في يوم المرأة العالمي..!
- العراق: آفاق زيارة رفسنجاني..!
- التميمي..قد مر عام..!؟*
- محمود درويش.. إنها غزة..!
- صورة الإنتخابات..!
- غزة وإشكالية الإنتصار..!؟
- أهمية الإنتخابات..!
- اللعب على حبال غزة..!؟
- القرار 1860 والموقف الإسرائيلي..!
- غزة والطريق الى الحل..!
- يعترفون بالمجزرة ويعاقبون ضحاياها..!؟


المزيد.....




- محمود الخطيب شهد على العقد.. لحظات مؤثرة من عقد قران ليلى زا ...
- مغني راب شهير يسخر من نفسه ضاحكًا في المستشفى بعد شلل جزئي ف ...
- الأردن: إحباط -مخططات لإثارة الفوضى- عبر تصنيع صواريخ وطائرا ...
- عاصفة ترابية تضرب دول الخليج (فيديوهات)
- أبناء الحيامن المتنافسة !
- أبرز ما جاء في تصريحات المشاركين في مؤتمر لندن حول السودان
- -بلومبرغ-: واشنطن ترفض إدانة الضربة الروسية لاجتماع قيادة قو ...
- في ذكراها السنوية الثانية: من ينقذ المدنيين من الحرب السودان ...
- أمير قطر يعقد جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس السوري في الديوان ...
- مقاطعة سومي.. طائرات مسيرة روسية تدمر قوات المشاة ومعدات أوك ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - المعقول واللامعقول في السياسة..!؟