((( مارتين اندراوس ملكة الجمال الطبيعي الربّاني )))

أغادير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 2709 - 2009 / 7 / 16 - 09:16
المحور: الادب والفن
    

لأول مرة منذ سنوات عديدة تنجح لبنان بصدق في أن تنتخب ملكة للجمال.
( مارتين اندرواس ) ملكة متوّجة على عرش الجمال الطبيعي الربّاني سواء بتاج او بدون تاج ,
صاحبة الإطلالة البهية الناعمة الرقيقة , في طلتها انوثة مبهجة متناغمة مع دلال بسمة الطفولة البريئة على محياها كأنها رسم من شخصيات فتيات افلام الكارتون الخيالية, في عينيها لون ساحر بنظرة ثاقبة وبريق لامع يجذب الأنظار, تتمتع بجمال نقي لم تزيفه أيدي التجميليين ولا أطنان مساحيق المكياج ولا حتى قرصات اداة الملقط ( المنقاش ) التي تزجّج الحاجبين , كل ذلك يتمازج مع شخصيتها القوية الواثقة وذكائها في انتقائها بهدوء ورصانة لحروف اجابتها لكل سؤال طرح من خلال حفل انتخاب الجمال , رغم صغر عمرها الذي لا يتجاوز 18 سنة. بسيطة راقية ناعمة قوية جميلة هادئة بشوشة هكذا بدت لنا في حفل الجمال, وإن كان يعيبها القصر قليلا فالكمال لله سبحانه وتعالى.

منذ اللحظة الاولى التي ظهرت على الشاشة تمنينا ان تكون هي الملكة , سعدنا كثيرا بانتخابها اخيرا متوّجة.

مارتين اندرواس بجمال طلتها ذكرتني بحقبة الثمانينات وبداية التسعينات عندما كنت طفلة صغيرة اشاهد طلات ملكات الجمال بسحرههن الأخاذ من خلال برنامج ( 30 دقيقة حول العالم ) الذي كانت تقدمه المذيعة القديرة المتميزة ( امل المدرس ) بصوتها الدافىء "اطال الله في عمرها" . كان لتلك الحفلات بجميلاتها الفاتنات نكهتها الخاصة و اشراقتها المشعة التي مازالت عالقة في ذاكرتي حتى الآن.

حفل ملكة جمال لبنان 2009 بدا تقليديا كاد أن يكون بسيطا مقتضبا بعيدا عن بهرجة اللبنانيين المعهودة في هكذا حفلات, اقتصر على متسابقات قليلات ,أحياه الفنانان المتألقان( وائل كفوري ونانسي عجرم ), قدمه المميز الجنتلمان ( مالك مكتبي ) مقدم برنامج ( احمر بالخط العريض) الذي امتعنا في الحفل بشخصيته الهادئة وخفة دمه الرصينة مع المتسابقات بعفوية واضحة دون تملق . لجنة التحكيم بدا عليها الفرح والتناغم دون تكلف يتحاورون يتناقشون منسجمين مع بعضهم متمتعين بالحفل.

لشدة فرحتي هممت في ان اكتب مقالي هذا ليلتها لكنني ارتأيت ان انتظر نشره قليلا عندما أثار استغرابي بعد يومين اعلان عن حلقة برنامج (عندما يفتح الملف يقدمه الإعلامي جو معلوف ) من على قناة (الجرس) يهاجمون فيه انحطاط مستوى جمال المتسابقات ورداءة لجنة التحكيم في انتخابها للجميلة مارتين .

شاهدتُ الحلقة بُثت يوم الاثنين وفيها هجوم عنيف على مصداقية اختيار لجنة التحكيم كون أكثرهم غير مخولين للإختيار, وهجوم أعنف على الجميلة مارتين كون فتيات أخريات غيرها هنّ احق منها بالتاج, ما أثار دهشتنا ان كل الاتصالات الهاتفية كانت مع (جو ) ضد الملكة مارتين وضد اللجنة , اما المسجات القليلة جدا جدا التي ظهرت اسفل الشاشة فهي التي كانت مع الملكة مارتين . !!!

كان الحريّ بحلقة ( عندما يفتح الملف) ان تسعد وتشكر لجنة التحكيم في روعة انتخابها للملكة ,لكن للأسف ماجاء فيها كان عكس ذلك و مشيناً.

منذ سنين والجمال في حالة تردٍ و هبوط , اصبحت مفاهيم الجيل الجديد معكوسة ومقاييس الجمال ذميمة, كل قبيح بشع اصبح للأسف جميلا ليس فقط في لبنان وانما في كل بقاع العالم, يظهر هذا جليا واضحا في كل حفلات انتخاب الجمال سواء ( لبلد معين او للعالم او للكون ) نرى المتسابقات لا يحظين باي جمال ولا حتى بعبق عطر الحلاوة , اصبحت كل الحفلات مسّيسة ولا تمت للجمال بصلة لا شكلا خارجيا ولا روحيا داخليا متذرعين بحجة ذكاء المتسابقات حتى لو لم يتمتعن بالجمال, حينها كان الأفضل لو تسمى ( ملكة الذكاء لا ملكة للجمال ) هذا إن كانت المختارة المتوجة تتمتع حقا بالذكاء والحضور وقوة الشخصية.

همسة إلى ألإعلامي (جو ):
"عزيزي ان اللجنة ان كانت مدسوسة فهي تعلم ان كاميرات التصوير تلتقطهم امام مرأى الأعين و بعضهم يتناقشون كجماعات ويتهامسون متحدي النقاط والعلامات على ( لابتوبات ) الآخر, وإن كانت اللجنة مُشتراة في ان ينتخبوا هذا الجمال أقولها وسأقولها وأبقى أقولها : " الف مرة سلمت يدا هذه اللجنة التي اختارت لنا هكذا جمالا نقيا طبيعيا نفتقده منذ سنين طوال ".

والى تلك الفئة من الشعب اللبناني التي تعيب جمال حاجبي (مارتين ) اقول لكم بأعلى صوتي:
" انتم للأسف لا تفقهون للجمال عنوانا وانكم تشجعون على عمليات التجميل وإلا لِمَ اصراركم على جميلة مزيفة هي من صنع جراحي التجميل غيّرت بعضا من شكلها وأتت مرشحة نفسها كي تنتخبوها ملكة مصطنعة ؟!.

وإلى الجميلة (مارتين ) اهمس لك بمحبة قائلة :" أتمنى الا ّ تنصاعي لأيدي التجميليين مرغمة في ان تشوّهي جمال حاجبيكِ المميزين العاليين الطبيعيين فتغدين حينها الأخريات تشبهين ,إبقي كما انتِ بجمالك النقي تبهرين" .

أدركُ ان الجمال نسبي ويختلف من ذوق لآخر , ولأنني أعشق الجمال بكل أنواعه وأعشق بالذات حفلات انتخاب ملكات الجمال التي تأخذنا من عالمنا الموحش الى دنيا كأنها الحلم والخيال ولو لسويعات قلائل , آثرت ان أكتب مقالي المتواضع هذا عسى أن يلقى الإستحسان , مع احترامي لأذواق وآراء الجميع.

#أغادير_أمين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات