أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - ذبيحا رقصة تانغو














المزيد.....

ذبيحا رقصة تانغو


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2709 - 2009 / 7 / 16 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


أرتفعت بينهما نبرة الشجار وموجية حدتّه،لم تكن نشوة الخمر وحدها تقود مسار الحوار الاهوج المتعثر الخطى بل كانت ذكريات الأمس هي التي نحتت بالوشم سمة التحاور والتلاسن اللامفهوم حماقة ألفاظيته بحكم السكرة في شفاه مخارج الكلمات، ذكريات 8 سنوات حرب كانت تضغط عليهما لإنهاء التلاسن ولملمة جراح الصخب والصراخ الاحمق وإيقاف فضولية الإنصات ونزيف إستراق السمع التمتعي عند مرتادي الملهى. كانوا سوية يلاعبون الموت بل ويعانقونه كل يوم ويتحررون من أخطبوبية التفافيةخطفه فيراقصونه كالتانغو ساخرين ويتركونه في الحلبة يبحث عن صيد وغنيمة بعيدا عن ضفاف سخريتهم به! يركضون محمليّن بدفق مودتهم يوميا يتراقصون التانغو على أنغام القذائف المتنوعة القدوم والحصاد فيأبى الموت خجلا ان يزور حلبة تراقصهم جذلين لينسلوا خلسة بالاجازات الدورية سواءا لايتفارقان. انطوت جذوة الحرب ولم ينطفيء بريق الودّ بينهما ولم يخفت بريق تراقص التانغو في مسارهما فعادا للحياة بمشاريع البناء والمقاولات مبنيا على مهارتهما ولم يكن المال بينهما الامصدرا لسرورهم ومتعتهم فلم تمخر يد خالد يوما ما في بحر عمل الاوكانت يد قيس شراع سفينة الإبحار فكانت الايادي لاتفترق الا بالتصفيق على طاولات الفرح الليلي بالسهرات عند إرتفاع النغم ثم التلاعبّ المموسق الابتهاج بالسبابتين وبطقطقتها الانشراحية الإهتزاز الجذلّي المعروفة في الوسط العراقي.
دخلت بينهما [قتول] وهي راقصة غجرية تعمل في الملهى الليلي اذ فرّقت تناسّقهم وهشمت قمم الصداقة وقيمها فكان قيس يعتبرها نزوة من مسار السهرات تخبو بعد غلق الملهى ولكن خالد كان يرى إتقادهّا كل حين! فشقّت قتول عصا الطاعة عن تجانسهما وتوادهما فاستغلت شغف خالد بها وتركته يستعر بحركاتها الشهية وغنجها وجنونية شعرها القاتم السواد وهو ينسدل على وجه الهائم بها جهارا عندما تتمايل الاكتاف والارداف حول طاولتهما. جن جنون خالد فترك العمل وصار صباحه مع فندق قتول يرافقها منذ الإغلاق الى الإفتتاح، تجاوز على مال قيس ولم تنفع توسلات حميم روحه لثنيه عن المسار المتجذر جنونية في قتول! فعنفه ذاك المساء وجاهد لاثنائه عن الانزلاق في نزوته بلاجدوى فلم يحتمل خالدا تسديدات النصائح القيسية وسهامها البارقة التركيز والتوجيه وأمام انظار معشوقته قتول فكسر زجاجة خمر قريبة وغرز القبضة الزجاجية المتشوكة الشكل المتبقية في رقبة حميم روحه لتقطع أوداجها فينهمر الدم الغزير على الطاولة فهربت من الجميع النشوى! هربت قتول من مسرح الذبح وأنسكبت دموع خالد على طاولة رقبة ذبيحه الحميم وصلت مفرزة الشرطة القريبة تحرزت على الواقعة ونُقلت الجثة للطب الشرعي هاهما راقصا التانغو كلً في طريق!! للمال قوة بدنية في تزييف الوقائع الإجرامية دفع خالد للجميع لينجو أشترى ذمم الشهود فصار شجارا بين سكارى ودفاع عن النفس بين منتشين لاعلى حقيقة نشواه ب قتول!!!
كان اهل قيس لايصدقون رواية ماحدث ، لجأ أحد اخوته للغجرية قتول وقد عرفت مصير قيسها خالد بالسجن فاخبرت الأخ بما حصل فقد كانت شاهدة عيان ولكنها لم تسُتدعى للمحكمة ولم تصعد المنّصة مع إنها أٍّس الموت الدرامي لقيس. أحُيل خالد للمحكمة التي مسارها لصالحه لتحكم عليه ب3 سنوات سجن ودفع تعويضات لذوي المجني عليه.
كانت الشرطة تستخدم بالتنقلات سيارات مدنية على حساب الجناة بنقلهم من مواقع المحكمة للسجن الابتدائي القريب، صعد خالد منتشيا من قلة مدة الحكم فقد نجا من حبل المشنقة، كانت سيارة الأجرة تويوتا كراون موديل 1982 فيها شرطي في المقدمة ويجلس خالد في المقعد الخلفي متوسطا حراسة شرطيين، توقفت السيارة في التقاطع لإشارة المرور وسط ساحة الطيران ببغداد وهي غابة من عشرات الاقدام تتجول وتتنقل وتتقافز وتتوقف بلاهدى من طرف لطرف، قفز رجل من وسط الجموع على صندوق سيارة الأجرة برشاقة كانت الظن بانه أحد سكارى الظهيرة،ألتوى جسده بسرعة فوق الصندوق ملتفا بنظره حول الجالسين في المقعد الخلفي كان يراهما راسين يرتديان البيرية العسكرية وبينهما رأس حاسر كان يعرف ملامحمه إنه خالد رحيق روح اخاه المغدور، سلّ من حزامه مسدسا واطلق دون إرتباك رصاصتان على الرأس الحاسر من خلف الزجاج تناثرت شظايا الدم وفروة الرأس واحشائه على حديقة جلوس الشرطيين بالدم لابالخضرة ،انبهرت الشرطة وترجلوا وسط ذهول المشاةومسكت القاتل الهاديء الاعصاب اخو قيس وسلبته المسدس عندها علم خالد بعد فوات الآوان لماذا ثنائية رقصة التانغو حتى بالموت جمعته مع ذبيحه قيس!
عزيز الحافظ
=============================================================



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جردل الخطيئة
- وزارة الفقراء والمساكين في العراق
- التعويضات لزكة كويتن بدل جونسن!
- إبتهاج لمانعة البهجة
- فحيح زقاق الخطيئة
- يُتمْ بمنجنيق الغضب
- عودوا للمقارعة ايها اليساريون!
- ماذا بعد عبور كأس القارات ياعراق؟
- طابوقة أوسكار القيظ!
- الوصايا العشرة للكويت الشقيق
- المراة ذات الوجه القططي
- محاذير الصراحة في العراق
- لندفع تعويضات الكويت برسوم شعبية!
- الكويت قلوبها معنا وسيوفها على أعناقنا!!
- من هم مرشحوا التسوية لرئاسة وزراء العراق ؟ج3
- شوطان الاول انتهى والثاني لم يبدأبعد
- رحلة سفر قصيرة من الداخل للجوادر لمدرب مبدئي قدير
- ماهي حظوظ المالكي برئاسة الوزراء القادمة؟ ج2
- مرؤة في طعام تقود للاعدام!
- لاتضللونا فإيران ليست ارض المعاد لشيعة العالم!


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - ذبيحا رقصة تانغو