أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - أين مشاعر المودة بين أفراد الشعب الواحد؟














المزيد.....

أين مشاعر المودة بين أفراد الشعب الواحد؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 08:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قرأت فى جريدة المصرى اليوم الصادرة يوم الخميس 25 يونيو المنصرم مقالا يتساءل كاتبه: فى الغربة.. لماذا يكرهون بعضهم؟ ويقصد هؤلاء المصريين الذين لا يحملون مشاعر الود لبعضهم البعض خاصة فى بلاد الخليج. فجميع أفراد الشعوب الأخرى يبقون متكاتفين متماسكين فى الغربة ولا يسعى أحدهم لإلحاق الأذى بمواطنه. أما المصرى فهو الوحيد الذى لا يهدأ له بال إلا بعد أن يوغر صدر صاحب العمل تجاه مواطنه وصديقه المصرى أو يستولى على وظيفة أخيه المصرى من خلال الإيحاء لصاحب العمل بأنه على استعداد لتأدية مهام الوظيفة التى فى حوزة مواطنه مقابل نصف الأجر الذى يدفعه. وفى ظنى فإن سلوك المصريين ومواقفهم تجاه بعضهم البعض فى الغربة لا تختلف كثيرا عما نشاهده فى أرجاء المحروسة.

من الملاحظ أن المصريين أصبحوا سريعى الغضب لأتفه الأسباب وأسرع وسيلة يلجأ إليها رجل الشارع هى اليد قبل اللسان والعقل. لا نبالغ إذا قلنا إن المصرى لا يتحمل المواقف التى تثير الغضب ويتساوى فى ذلك المتعلم والجاهل والمسئول والمواطن العادى. لقد شاءت الأقدار أن أشاهد سيارة تقف فجأة فى شارع فيصل بالهرم لتصطدم بها سيارة من الخلف، حينئذ نزل سائقا السيارتين ليتبادلا الاتهامات وينتهى الأمر بالتشابك بالأيدى والأرجل. وفى المقابل فقد شاهدت أكثر من مرة سيارات تتصادم فى شوارع الولايات المتحدة الأمريكية ليتوقف السائقان ويتبادلان التحية ثم يعترف أحدهما بالخطأ ويقدم بطاقته التأمينية ثم ينصرف الطرفان كل إلى حال سبيله. ما يدعو للأسى هو أن هذا الكلام ينسحب أيضا على كبار المسئولين وصفوة القوم. أذكر أن مسئولا كبيرا فى محافظة من محافظات الجنوب لم يتحمل الجدل فصفع مرشدا سياحيا أمام السياح الذين وقفوا غير مصدقين. وأذكر أيضا أن عميد كلية كان يلقى محاضرة لطلابه فى قاعة الدرس عندما سمع ضجيجا خارج القاعة فخرج ليجد بعض الطلاب يتحدثون بصوت مرتفع فطلب منهم الوقوف بعيدا عن القاعة غير أنهم أصموا آذانهم واستمروا فى الحديث فخرج لهم مرة أخرى ففروا جميعا عدا طالب واحد فتقدم نحوه العميد وصفعه على وجهه. ولا يمكن أن أنسى ذلك الأستاذ الجامعى الذى كان يتفقد قاعة الامتحانات عندما وجد معيدا يجلس على مقعد فطلب منه عدم الجلوس غير أن المعيد لم يلتفت لأوامر الأستاذ فما كان من الأستاذ أن سبه بأمه لترتفع الأصوات وتتحول القاعة إلى سوق عكاظ.

المثير للدهشة هو أن مشادة بين طرفين على أمر تافه فى قرانا وأحيائنا الشعبية قد تتحول إلى مشاجرة يشارك فيها أقارب الطرفين وتنتهى بسقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وتتعقد الأمور وتتعدد التفسيرات إذا كان طرفا النزاع ينتميان إلى ديانات مختلفة حيث تزداد دائرة المشاجرة وتتأجج المشاعر وتتفاقم الأزمة وتشتعل النيران ولا تهدأ الأوضاع إلا بعد تدخل قوات الأمن المركزى. وهذا ما شهدته قرية «ميت القرشى» فى ميت غمر حيث توجه شاب فى الثامنة عشرة يدعى "محمد" إلى محل البقالة المجاور لمنزله وطالب البقال "اميل جرجس" باسترداد باقى المبلغ "وقدره أربعة جنيهات ونصف الجنيه" الذى دفعه عند شراء زجاجتين مياه غازية فرفض البقال رد المبلغ إلا بعد أن يسترد الزجاجات الفارغة وتحول الأمر إلى مشاجرة شارك فيها أقارب الطرفين وسقط فيها الصبى متأثرا بطعنة فى الظهر.

وإذا كانت الأحداث التى سردناها غير كافية لتأكيد ظاهرة انفلات الأعصاب فإننى لا املك سوى أن أذكر القارئ بمشاهد الكاميرا الخفية التى قدمها الممثل إبراهيم نصر وغيره فى التلفزيون المصرى، وهى مشاهد توضح لنا أن المواطن المصرى لا يتحمل الاستفزاز. لقد شاهدنا مواطنين لا يترددون فى الاستعانة بالعصا أو بأية وسيلة لمطاردة ممثل الكاميرا الخفية. وفى المقابل فهنالك برنامج تعرضه القناة الكندية تحت عنوان "ضحكات" ويعتمد البرنامج على كاميرا خفية تسجل المواقف المختلفة حيث يتعرض المواطن فى شوارع كندا لمواقف مثيرة للغضب تماما كتلك التى نشاهدها فى الكاميرا الخفية وإلى هنا تنتهى نقاط التشابه. أما الاختلاف فيكمن فى أن المواطن الكندى يتحكم فى أعصابه ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يفكر فى اللجوء للعنف للتعامل مع مصدر الاستفزاز.

وفى ظنى فإن المعاناة اليومية التى يعانى منها المواطن المصرى منذ الصباح وحتى يخلد إلى النوم هو السبب الرئيسى فى انفلات الأعصاب وعدم القدرة على السيطرة عليها، الأمر الذى يجعله لا يستطيع أن يفرق بين المزاح والجد ولا وقت لديه لإعمال العقل والتفاهم بالكلمة. من المؤكد أن تقويم سلوك ومواقف المواطنين داخل أرض الوطن سوف ينعكس على مشاعرهم تجاه بعضهم البعض فى خارج أرض الوطن.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنوب أفريقيا: من العنصرية إلى العالمية
- المنتخب المصرى وتجربة كأس القارات
- الإعلام ورجال السياسة فى بلاد العم سام
- شعار أوباما: نعم نستطيع ... أن نتحاور
- انتبهوا أيها السادة...
- من هم العبيد ومن هم الأسياد فى مصر؟
- حزب الله أم حزب إيران؟
- هل يمكن التخلص من السرقات الفكرية؟
- الصحافة وروز اليوسف وملف النوبة
- أزمة القيادة فى النوبة
- هل من سبيل للقضاء على الشكاوى الكيدية؟
- أهالى النوبة ومنطقة كركر
- فرحة أهل النوبة... هل ستكتمل؟
- الفساد فى ولاية أوباما
- قضية الفرص الضائعة
- حرب غزة ومعايير النصر والهزيمة
- هل ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة؟
- متى تتحد حركات المقاومة فى الأراضى المحتلة؟
- سقوط أقنعة وعمامات التحريض
- المتاجرة بدماء الفلسطينيين فى غزة... إلى متى؟


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - أين مشاعر المودة بين أفراد الشعب الواحد؟