أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم














المزيد.....

مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بغض النظر عن الجانب الإنساني في وفاة أي شخص، يمثل هذا الاهتمام غير العادي من جانب وسائل الإعلام برحيل ملك البوب ما يكل جاكسون أمرا يدعو للاهتمام. ربما يكون أحد جوانبه بحث الإعلام عن شيء يشد اهتمام الناس بعيدا عن أخبار الكوارث والمآسي والويلات التي باتت طبق الوجبات كلها في يوم إنسان هذا العصر.
لكن الأبعد من ذلك قد يكون تعلق هذا العالم المفلس بشخص مات مفلسا ومدينا بأرقام كبيرة بلغت 500 مليون دولار. وفي هذا مغزى كبير له علاقة بصناعة الأبطال والرموز الذين يشكلون قدوة الأجيال الحالية. فمن غير الطبيعي أن يتم تمجيد الخواء وعبادة اللاشيء بهذه الطريقة التي تصل حد الهلوسة بأشخاص لا يعني وجودهم أية قيمة حقيقية للحياة ولا يصنع غيابهم أي تغيير فيها.
قد يكون ما يكل جاكسون أو مادونا أو أوبرا وينفري أيقونات في العالم الغربي. وقد يشكلون قيمة فنية أو ثقافية في مجتمعات أنتجتهم في وقت لا تحتاج فيه إلا المزيد من الترف والرفاه. والشيء ذاته قد ينطبق على الولع المفرط بكرة القدم وغيرها من الرياضات التي لم تعد تعني أكثر من الترويج لصناعة الأبطال الذين يصبحون دجاجات تبيض الذهب لصانعي الأبطال وشركات الدعاية والإعلان ومن يريدون انشغال الناس باللاشيء لتسهيل قيامهم بكل شيء يخدم مصالحهم وفسادهم واستبدادهم .
هل يصلح ما يكل جاكسون أن يكون قدوة الشباب الجديد؟ وهل نجم كرة القدم هو النموذج الذي يطمح المجتمع لتنشئة أبنائه على شاكلته وهو الذي لا يطمح إلى أكثر من إيجاد من يشتريه في سوق نخاسة محترمة يلمع فيها الدولار واليورو؟
قد لا يعني هذا في مجتمعات مثل مجتمعنا أكثر من إفراغ العقل من كل شيء وملؤه باللاشيء ليسهل إدخال أي شيء إليه عند الحاجة. وهذا ما نلمسه في الوقت الحالي من خلال نجاح وسائل الإعلام الغربية التي تخدم المشروع الصهيوني، ونجاح القوى الأصولية المتشددة في استغلال هذا الفراغ ودفع الشباب إلى حالة واحدة تصب في مصلحة هذين الطرفين. إنها حالة التطرف، التي لا تكاد تترك لك مجالا لقول جملة كاملة حتى تكون في مواجهة تهمة تبني عقلية المؤامرة والعداء للسامية، أو التكفير.
إنها ليست مؤامرة بالتأكيد، لئلا يجد المرء نفسه متهما وراء قضبان العدالة الكاذبة ذات يوم. ولكنها نهج تربوي مهّد لعولمة الحرمان والنهب الممنهج باسم العدالة. وإلا ما معنى محاولات تفريغ هذه المنطقة من كل رموزها وعقائدها وثقافتها والاعتداء عليها عبر تسفيهها وتسخيفها بكل الأشكال الممكنة. وللإنصاف هذا ما يحدث للعالم كله باستثناء الثقافة الغربية اليوروـ أميركية. وبالتحديد كل ما عدا ثقافة الرأسمالية المتوحشة بالوجه الذي أسفرت عنه في السنوات الأخيرة. ولهذه الأسباب نجح الغرب ومعه إسرائيل في تجنيد قوى معينة في المنطقة دائما لتخوض حروبه ضد الفكر اليساري والقومي والماركسي. وها هو ذا الآن ينجح في تجنيدها ضد ذاتها وضد ما تدعي أنها تمثله من خلال أعمال ومواقف مناقضة للعقل وحركة التاريخ ومصالح الشعوب.
هذه مسائل يمكن أن نلمسها بسهولة في منطقتنا التي لم يظهر فيها بادرة أو فكرة خلال المائة سنة الأخيرة إلا وبدت سخيفة تستحق الحرق والاستنكار والإدانة، باستثناء تمجيد الغرب بوجهه القبيح، بعيدا عن وجهه الإنساني المتنوّر. هذا ما لقيه الفكر القومي الذي عومل معاملة الأبالسة من قبل الغرب من دون إغفال دور من أساؤوا إليه من أبنائه. والشيء ذاته ينطبق على الإسلام المتسامح الإنساني الذي حاصره هذا الغرب من جهة والمتشددون الذين خلقهم هذا الغرب ذاته من جهة أخرى. فتمكن الطرفان من تقديم إسلام مختلف ومختلَق يمكن مهاجمته وإدانته بسهولة. وحتى الأفراد الذين تحولوا إلى رموز وطنية، كانت هناك محاولات مستميتة لإقناع الجميع بأنهم لم يكونوا شيئا يستحق الاحترام تكريما للقضايا التي عملوا من أجلها.
وبذلك تم تصحير العقول وإفراغها، وجاء دور حشوها بما يناسب أهداف ومصالح هذا الغرب ومن معه. وهنا يسهل توظيف الجميع ضمن الجهود التي تخدم هذه المصالح. والأدلة على ذلك ليست قليلة. فأنت ديمقراطي وعقلاني وإنساني بقدر ما تخدم مصالح إسرائيل والغرب في المنطقة، أو على الأقل لا تقف ضدها. ولكنك مستبد ودكتاتور وفاسد ومتخلف إذا كنت ضد إسرائيل. وبناء على هذا المعيار يصبح الموقف ذاته قبيحا في بلد معين وجميلا محببا في بلد آخر. ولنا في الموقف من إيران أوضح مثال. ففي منطقة لا يعرف أبناء بعض بلدانها ما هي الانتخابات، وفي بعضها تزَّور قبل شهور من إجرائها لا يشعر الغرب بوجود شيء غير طبيعي. أما في إيران( ولست معنيا بالدفاع عنها وإن كان هذا المثال يسعفني في توضيح الفكرة)، فقد تم انتخاب أكثر من رئيس وهناك مجالس منتخبة بشكل من الأشكال. ولا يحلم بعض بلدان المنطقة بأقل منها بكثير. ومع ذلك تنهمر دموع الغرب على الحريات في إيران ويفقأ عينه حجاب المرأة الإيرانية التي خرجت إلى الشارع لتتظاهر وتطالب وتعبر عن رأيها في حين أنها لم تحظ ببطاقة هوية تعرف بها عن نفسها في بلدان أخرى.
إن الفراغ والخواء، الذي صنعوه بأيديهم، يساعدهم على إقناعنا أن إسرائيل هي الحليف والحامي والصديق. وأن إيران اليوم، وربما تركيا أو ماليزيا أو الصين او فنزويلا ذات يوم، قد تكون العدو الذي يهدد وجودنا ومستقبلنا.




#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليت أوباما يصدق
- من الأرض مقابل السلام إلى الوقت مقابل السلام
- هل نبكي على العلمانية والديمقراطية
- مساكين أطفال غزة مساكين حكامنا
- القيم الأميركية من التسوق إلى التسول
- اقتلوا حزب الله فقد كشف خزينا
- ليت لنا نبل البهائم
- الأصولية المتحضرة والديمقراطية المتخلفة
- التعادل السلبي يعني ضياع الحقوق الفلسطينية
- تحسين صورة أميركا ومؤتمر أنابوليس
- من يرض باللاشيء لن يبقى له شيء
- البحث عما هو أقل سوءا
- بنت جبيل وذاكرة الأطفال
- بولتون داعية سلام فاستعدوا للموت
- بين وحشية النازية ورحمة الغربان
- التعذيب الديمقراطي والتعذيب الدكتاتوري
- بيان ضد الديمقراطية
- رسالة مستعجلة ومتأخرة إلى بان كيمون
- الحلم الجميل وتجربة الهنود الحمر
- الصندوق


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم