|
مختارات من قصائد سافو
أشرف أبو اليزيد
الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 07:23
المحور:
الادب والفن
في حياة سافو من الاسطورة ما هو أكثر من الواقع. وقد عاصرت جزيرة ليسبوس Lesbos اليونانية في القرن السادس والسابع قبل الميلاد، عصرا من ازدهار الأغنية اليونانية، ولم تكن سافو وحيدة ذلك العصر، لكنها كانت فريدته.وفي حين غاب مفهوم العاصمة الواحدة عن العالم الناطق باليونانية أنذاك، نجد أن ميتلين، وما جاورها من مدن علو شواطيء. آسيا الصغرى. فوكايا Phocaea. ميليتوس ميايتوس Miletus ايفيسيوس Ephesus وسميرنا Smyrna كانت جميعا من أكثر التجمعات اليونانية ثراء واستقرارا حينها. وازدهر في دوديكانيس Dodecanese تلك الجزيرة الصغيرة جنوبي شواطيء ليسبوس، الفن والادب معا.
ومن هنا كانت إشراقة سافو في أوج ذلك العهد، وكانت أمينة على أفكارها التي كانت كثيرة المعاصرة، ولا شك أنها لم تكن ضيقة الأفق، فلابد أنها قد سمعت بمصر وبابل، وربما بمرسيليا، لكون تلك الأخيرة قد أنشئت بها مدينة فوكايا مستعمرة، وطبقا لراوية النفي، فهي بالتأكيد قد تعرفت مسبقا على سرقسطة، وسيشل. وقد نفاها الطاغية بيتا كرس الأسباب سياسية. رغم أن قصائدها الناجية تركزت على حياتها الخاصة.
ويرجع الباحثين أغلبهم. أن مولد سافو كان في ميتلين. بربوع جزيرة ليسبوس، في العام 612 قبل الميلاد (كتابات أخرى ترى أن تاريخ ميلادها قبل ذاك في 625بإريسيرس في نفس الجزيرة )، واختلف اسم الأب من مؤرخ لآخر. فهو سكاماندرونيموس، أو يورجيوس، أو سيمون، أو يونيمنيوس، أو إيواركوس، أو إكريتوس، أو شيموس : وان اتفقوا على اسم أمها كليس. كما زعموا بأن لها 3 أخوة، أحدهم تشاراكوس الذي كان سبب شقاء أخته وتعاستها.
عندما أعتق محظية اسمها دوريشا، بل يدعي البعض أن سافو نفسها كانت مومسا وأنها جنت بسبب عشقها لفاونPhaon وهو صاحب عبارة، فألقت بنفسها من على جبل ليوكاديرن.ويقال أن سافو عاشت في تلك الجزيرة معظم سني حياتها. فتزوجت سيركليس Cercylas وأنجبت له فتاتهما الوحيدة كليس (ويرى آخرون أن هذا كله من الروايات المختلفة ).
وبلغ ما أبدعته سافو تسعة كتب، ضاعت بسبب الاضطهاد الذي صادفته، والنفي الذي كانت منه، وأحرقت الكنيسة جل ما تبقى منه، فلم يبق إلا صدى تلك الاشعار، حتى جاء العام 1900، ليعثر الباحثون عن الأثار في مصر على أوراق بردى تشتمل على مئات من سطورها، لتعيد الحضارة المصرية تقديم تلك الشاعرة اليونانية، ولترفد البرديات المصرية التراث الانساني الأدبي بالكنوز، عبر لفائفها الورقية المكتشفة حديثا، ولتضيف لرصيد شاعرتنا، وديوانها، المرة بعد المرة، القصيدة بعد القصيدة.
وقد اخترعت سافو قيثارة بها 21 وترا، كانت ترافقها دائما كلما غنت قصائدها. كما أسست جمعية نسوية أطلقت عليها إسم thiasos ضمت لها نساء كثيرات. وكسيدة أرستقراطية في ميتلين Myblene أنشأت سافو مدرسة نسوية صغيرة كرست لما ينضج صفات الأنوثة لدى الفتيات لتحضيرهن للزواج. أما الفتيات اللائي وردت أسماؤهن في القصائد فهن تلميذات سافو أو من كن يشاركنها في الطقوس الدينية :أناكترريا، أتيس، جونجيلا، هيرو، تيماس..وفي قصائدها، تبدي سافو الإعجاب بهذه التلميذة النجيبة أو تظهر بعض غيرة على تلك الأخرى. كما أنها تشدو لما تعانيه من أسر الفراق لهن، فيما ترمي في قصائد أخرى المشاعر المتناقضة لفتاة صغيرة على وشك الزواج ولعل هذه الثيمات المتكررة هي ما أوحي لمؤرخي كتاباتها بفكرة اتهام سافو بالمثلية مع فتياتها. وهي التهمة التي ينكرها اختيار عائلات أرستقراطية كبيرة لمدرسة سافو لتكون ساحة تدريب لبناتهن.
وقد تميز شعر سافو بالبساطة، والسيطرة الحذرة على العروض، والاستعمال المكثف للصفات، والغنائية منقطعة النظير. كما ابتكرت سافو مقطوعات عرفت باسمها، وهو ما سينبه الان الرباعيات، إذ كانت تتكون من ثلاثة أبيات طويلة ورابع قصير. وهو الشكل الذي أخذه عنها شعراء كثيرون..
مختارات
1 أبلغي كل إنسان الآن، اليوم، بأني في عذوبة سأغني لمتعة من صادقتني 2 ولسوف نستمه معا بالغناء مثل من تجد بالخطايا، وربما في الحماقة والحزن ما ينسيها 3 كانت وأقفة بجوار سريري بصندليها الذهبيين والفجر في ذات اللحظة أيقضتني 4 اسائل نفسي ماذا، ياسافو، بقدورك أن تمنحي لمن تمتلك كل شيء كأفروديت؟ 5 وأجيبها سأحرق قربانا من عظام الفخذ المكسورة بالدهن لعنزة بيضاء على مصلاها 6 أعتراف أنني عشقت قد ما أرهق حالي. وآمنت بما للعشق من نصيب في تألق الشمس وعفتها 7 في الظهيرة والأرض تضيئها ألسنة لهيب يتساقط كرمح عمودي يطلق صرصار الليل - عاليا كقذيفة- غناءه بحركة من جناحيه 8 أخذت قيثارتي وأنشدت تعالي الأن، يا صدفة سلحفاتي المقدسة: كوني آلة صادحة 9 برغم أنهن محض أنفاس وحسب، لكن الكلمات التي أملكتها خالدة 10 في ذلك العصر تينع الفتيات ليتزوجن وتلوح تيجان الزهور بقلائدهن 11 سمعناهما تنشدان: الصوت الأول: أدونيس الصغير يحتضر! آه سيتيريا ماذا نفعل الآن؟ الصوت الثاني اضربن صدور كن بقبضات الأكف، أيتها الفتيات ومزقن ثيابكن! 12 ما من فائدة أيتها الأم العزيزة، فأنا لا أستطيع أن أكمل نسيجي ولربما ألقيت اللوم على أفروديت فالناعمة كما هي كادت أن تقتلني بعشق ذلك الفتى 13 ماأكثر ما ينم البشر وهم يتقولون على ليديا، أنها وجدت بيضة تختفي تحت أحجار الياقوت الأزرق البري 14 السلام الحاكم في السماوات كان امبروسيا واقفا وقد عانق لتوه بآنية الخمر أما هيرميس فكان يرفع ابريق الخمر ويصب للآلهة 15 عندما شاهدت أيروس في طريقه نحونا قادما من السماء، كان يرتدي عباءة الجندي الأرجوانية الداكنة 16 أنت ياراعي قطعان المساء هسبيروس، يامن تهش نخو البيت كل ما شت من نور الفجر تهش على الشياه، وتهش على العنزات، وتهش على الاطفال باتجاه البيت، كل إلى أمه 17 نامي ياعزيزتي لي ابنة صغيري تدعى كليس، تلك التي تشبه زهرة ذهبية ماكنت لأبدلها مقابل مملكة كرويسوس بكل ما انتثر بها من عشق 18 رغم انها خرقاء إلا أن لدى مانسيديسكا طلعة أكثر بهاء من جيرينو النبيلة 19 غدا سيكون من الافضل لك أن تستخدمي كفيك الناعمتين، ياديكا، اتمزقي أشياءك الجميلة، وتغطي خصلاتك البهية فمن تريدي الزهور ستحظلاى بأسعد نعم الآلهة: النعم التي ستعود منرأس عارية. 20 على سطح السفينة وضعنا الجرة مع تلك الكلمات: هذا هو رماد الصغيرة تيماس التي لم تتزوج تنقاد إلى ظلام غرفة نوم بيرسيفون وهي الآن أبعد ما تكون عن بيتها،، والفتيات في عمرها يأخذن شفرات جديدة الحواف ليقصصن، حدادا عليها خصلات شعرهن الناعم 21 أيتها القبرصية، في أحلامي طيات منديلك الأرجواني وهي تظلل خديك- المنديل الذي أرسلته مرة تمياس هدية خوف، طوال الطريق من فوكايا 22 في فجر الربيع يبزغ القمر مكتملا: وتأخذ الفتيات أماكنهن كمالو كن يتحلقن حول المصلى 23 واقدامهن تتحرك وفق إيقاع، بينما الأقدام الرقيقة لفتيات كريتان تتراقص حول مذبح العشب الزهري الأملس الناعم 24 كن ملتاعات من بهاء النجوم القريبة للقمر الحبيب الذي يغطي وجوههن المشرقة حينما يكون في أكمل استدارة له ناشرا ضوءه الفضي على الأرض 25 الآن، وبينما نرقص تعالي إلينا أيتها الرقيقات جاييتي، ريفرلي، راديانس وأنتن،ربات الإبداع بالسعر الحبيب المصدر:SAPPHO: A Translation by: Mary Barnard, Sharmbhala, Boston & London, 1994. * ترجمة: أشرف أبو اليزيد
#أشرف_أبو_اليزيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|