أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - «الديمقراطيون» العرب والاختبار الإيراني














المزيد.....

«الديمقراطيون» العرب والاختبار الإيراني


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنفق الديمقراطيون والتقدميون العرب عقوداً من الزمن وهم يمارسون خطيئة لسنا نبرىْ أنفسنا منها، يلتمسون الأعذار لعددٍ من الأنظمة العربية التي تقمع شعوبها ويسوغون تقييد نشاط نخبها السياسية والمفكرين والمثقفين فيها تحت حجة أن هذه الأنظمة تقارع الصهيونية والامبريالية.

أكثر من ذلك جرى خلع صفات رنانة طنانة على هذه الأنظمة التي وصفت تارة بالتقدمية وثانية بالوطنية، ولم يتردد البعض عن وصفها بالديمقراطية أيضاً، واجترِحت في سبيل ذلك مآثر" فكرية" في وصف طريق التطور الذي تسير عليه هذه الأنظمة بطريق التطور ألا رأسمالي، فيما كانت الجسور ممدودة بينها وبين مراكز الرأسمال العالمي، أما الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاشتراكي يومها، فلم تكن بالنسبة إليها أكثر من مصدر للسلاح بأسعار متهاودة، وبقروض يجري شطبها بعد حين.

لن نُذكر بالمخازي التي ارتكبتها هذه الأنظمة بحق شعوبها وبحق نخبها السياسية التقدمية والديمقراطية وبرجال الفكر والثقافة فيها، وبالتدمير الممنهج الذي مارسته بحق مؤسسات المجتمع المدني، ولن نذكر بالمآلات البائسة لهذا النوع من الأنظمة، فذلك ما لا يحتاج إلى إثبات أو برهان. لكن الكثير منا يمعن في تكرار الخطيئة مثنى وثلاثاً وأكثر من ذلك، وهذا ما تبدى في صورته الفادحة في الموقف من الاحتجاجات في إيران التي جوبهت بالقمع الدموي في الشوارع الذي راح ضحيته الكثيرون، بين قتلى ومصابين ومعتقلين. إذ تعالت الأصوات هنا وهناك مسوغة لهذا القمع الدموي، تحت ذريعة موقف إيران «المناهض للاستكبار العالمي، والمعادي للصهيونية، والمناصر للحق العربي»، فإذا بعشرات آلاف المحتجين في الشوارع من النساء والرجال والمطالبين بالحرية والتغيير مجرد عملاء وأذناب للغرب.

على التقدميين والديمقراطيين العرب، وعلى الإسلاميين أيضاً ممن يجأرون بالشكوى من القمع في بلدانهم، ولهم في ذلك كل الحق، أن يبرهنوا على صُدقيتهم في المطالبة بالديمقراطية بالانتصار لكل من يطالب بها، فالديمقراطية في عالم اليوم قيمة إنسانية مطلقة لا تحتمل التجزيء ولا التوزيع بالقطاعي. أذا أردنا الديمقراطية لأنفسنا فعلينا أن نريدها بالمقدار نفسه لسوانا من الشعوب والقوى التي تناضل من أجلها، ومعاداة الامبريالية والصهيونية لا تستقيم مع تقييد الحريات وتكميم الأفواه في أي بلد، وهذا هو الدرس القاسي الذي يفترض أن التجارب علمتنا إياه.

أن من يقيد حريات شعبه، تحت أي حجة، لا يمكن أن يكون صادقاً في الدفاع عن حقوق هذا الشعب، في عالمٍ باتت فيه الحرية في مقام لقمة الخبز الضرورية، خاصة عندما يدور الحديث عن أنظمة لم تؤمن لشعبها العيش الحر الكريم، حتى تبرر نقص الديمقراطية أو غيابها، فلا هي حسنت أوضاع معيشة الناس ولا هي مكنتهم من حرية الاحتجاج على نهجها المضر بالحيوي من مصالحهم اليومية، هذا إذا ضربنا صفحاً عن الحقوق السياسية.

في اختبار الديمقراطية الذي وفرتهُ الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة أثبت الكثير للتقدميين العرب انهم مازالوا في الجوهر غير ديمقراطيين، فهربوا إلى الأمام، أو إلى الخلف والله أعلم، حين دمغوا حركة احتجاج شعبية واسعة، انطلقت شرارتها من داخل هياكل المؤسسة الحاكمة ذاتها، وليست من خارجها، بالعمالة للخارج، لكي لا يصغوا لنداء الحرية الذي بلغ صداه عنان السماء.





#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «الديمقراطيون» العرب والاختبار الإيراني
- أمن الخليج: حديث متجدد
- الانشقاق أو الا ندماج
- حكاية من هونج كونج
- تاريخنا لم يبدأ في التسعينات
- خطورة أن يكون التصدي للتجنيس طائفيا!
- أبواب التغيير في إيران وقد فتحت
- أوباما في خطاب ثقافي
- تسريحات بنك الخليج الدولي
- ما قبل الدولة وما بعدها
- المزيد من الحريات وليس العكس
- الدوائر الخمس والنساء الأربع
- النساء قادمات على الدوام
- كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المؤتمر العام الخ ...
- صحافة الورق وصحافة الإلكترون
- الجواهري في براغ
- هكذا تكلمت المرأة
- مَن ضد الحوار إذاً؟
- بأي أسئلة يجب أن ننشغل؟
- خطر في ذهني في الأول من مايو


المزيد.....




- تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ ...
- 6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران ...
- الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
- صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
- وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار ...
- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - «الديمقراطيون» العرب والاختبار الإيراني