|
الشاعر والزجال المغربي إدريس الهكار التازي... في ضيافة المقهى؟؟
فاطمة الزهراء المرابط
الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 09:05
المحور:
مقابلات و حوارات
- الحلقة 40 -
قلم يجمع بين الشعر والزجل والقصة، يختار الكلمة بعناية فائقة لينسج نصوصه الإبداعية، ورغم أنه قطع أشواطا كبيرة في تجربته الأدبية، إلا أن بساطته وتواضعه وعصاميته الأدبية أثارت انتباهي، فكان الحوار التالي.....
من هو إدريس الهكار التازي ؟
من مواليد ضواحي مدينة تازة بالمملكة المغربية وذلك يوم الخامس عشر من مارس 1952. امتهنت مهنتي تقني فلاحي ثم محاسب بعدما تابعت دراستي الابتدائية والثانوية والتقنية بمدينة الرباط. كيف بدأت حياتك الإبداعية؟
رغم أن تكويني تقني، لم أخجل يوما أن الأدب استهواني وجلبني وصرت بقدرة قادر ملهما، فكتبت الشعر والزجل والقصة القصيرة وبدأت كباقي أقراني وأنا بالثانوية بكتابة خواطر شجعني من خلالها أحد أساتذتي العراقيين ونصحني بالمثابرة والاستمرار. ولما نلت التشجيع من أهلي ومن المتتبعين ومن أهل المعرفة، فاضت قريحتي ووجدت نفسي كما أنا الآن، فانخرطت في عدة جمعيات محلية بالمدينة التي أقطن بها حاليا – مدينة الخميسات – وشاركت في عدة تظاهرات ثقافية محليا ووطنيا خصوصا بقراءات زجلية، كما نشرت لي العديد من الجرائد الوطنية الكثير من كتاباتي الزجلية والنثرية وحوارات أيضا. ليس لي شهادات عليا، لكن شهادتي الوحيدة نلتها من تجربتي وعصاميتي وموهبتي التي منَّ بها الله علي، وليسعني إلاّ أن أكون فخورا أني ساهمت وأساهم بالقليل مما حباني الله في مجال الثقافة والأدب. وكانت أول محاولاتي الزجلية سنة 1995 عنوانها : ماديت ماجَبْتْ مَا دِّيتْ مَا جَبْتْ وْمَا قْرِيتْ قْرَايَا عَقْلِي خَاوِي وْ قَلْبِي تَايَهْ فَـهْوَايَا مَا عْرَفْتْ وَالُو غِيرْ دْخَلْتْ فْجْوَايَا نَجْمَعْ لَحْرُوفْ وْكْلاَمِي هُوَ غْنَايَا بِيهْ نَفْتَخَرْ وْبِيهْ نَتْعَـنَّى عْنَايَا صْحَابِي حَبُّوهْ وْحَتَّى عْـدَايَا كُلّْ حَرْفْ زَهْرَة تَقْطَرْ بَنْدَايَـا وْ كُلّْ كَلْمَة هِيَ طْعَامِي وْ غْذَايَا نْفِيقْ وْ نْعَسْ وْمَا نْتْعَشَّى عْشَايَا حَتَّى تْكُونْ شْعَارِي بْجَنْبِي وْحْدَايَا تَلْهَمْنِي خَاطْرِي وْ تَهْنَا بَهْنَايَا نَرْقَصْ مْعَاهَا وْ نْغَنِّيهَا بَالْـمَايَة كْنَانْشِي عَمْرُو ، كْتَبْتْ فِيهُمْ شْقَايَا وْ حْلَمْتْ رَاسِي مَجْدوبْ لابَسْ لَعْبَايَا نَحْضَنْ حْروفِي، هِيَ رْجَايَا كْتَبْهَا لِي لَفْقِيهْ وْ شْرَبْتْهَا فْدْوَايَا
ما هي وضعية الزجل في المغرب، وهل هناك طقوس خاصة بكتابته؟
الزجل جنس من أجناس الشعر، طقوس كتابته لا تختلف عن باقي الكتابات الشعرية، كإلهام يشعر به أي شاعر، والاختلاف فقط هو ترجمة ذلك الإلهام بلغة عامية. ويبقى الزجل تراث شعبي يحكي للناس همومهم بقالب إبداعي وفني. وقد لا يجب أن تختلط الأمور ونسمي ما يُغنى حاليا زجلا، بل هو شعر غنائي لا يرقى كما نلاحظ إلى القصيدة الزجلية إذا استثنيتا الزجل الرائع من الرواد الذين أسسوا للزجل بما يسمى بالملحون، هذا النوع من الزجل الذي مازال يطربنا وهو الذي نُظِّم منذ قرون خلت. وإذا تكلمت عن وضعية الزجل فسوف أكشف لكم أنه بخير وعلى خير، فحاليا نجد الكثيرين من الزجالين والزجالات وخصوصا بمدينة الخميسات التي أصبحت مدرسة زجلية قائمة بذاتها وذلك لتواجد زمرة من المبدعين والمبدعات الغنيين عن كل تعريف وأذكر على سبيل المثال لا الحصر، الأستاذ محمد الراشق، احميدة بلبالي، نعيمة الحمداوي، نهاد بنعيگيدة وآخرون... وعلى الصعيد الوطني هناك أسماء كثيرة التي تساهم بالكثير في تطوير هذا الجنس من الشعر. ولا أريد أن أمرّ من هنا دون أن أشير أنه أصبح للقصيدة الزجلية الهادفة جمهور واسع ، وليس من الغريب أن نشاهد العديد من الأساتذة الجامعيين الحاملين لشهادات عليا أصبحوا يكتبون الزجل. هل للمقهى دور في حياتك؟
المقهى كفضاء للترفيه واحتساء قهوتي المفضلة واللقاء بالأصدقاء والدردشة والتعرف على الناس، أشياء أحبذها بما أني كتبت العديد من كتاباتي بالمقهى فأصبحت من روادها. المقهى فضاءً إبداعيا حسب رأي بعض المبدعين والمثقفين، ما رأيك في ذلك؟
بما أن مدينة الخميسات تعج بالمثقفين والمبدعين، تمنيت وعملت أنا وبعض الأصدقاء على إنشاء صالون بإحدى المقاهي لكننا لم نوفق... فبجل المقاهي بالمدينة فضاءات مستعدة أن تصبح فضاءات ثقافية بامتياز يلتقي فيها الجمهور بالمثقفين، أولا للاستمتاع بالإبداع وثانيا لمناقشة العديد من المواضيع الثقافية والأدبية ... وكنت دائما مع رأي خلق وإنشاء هذه الفضاءات. ماذا يمكن أن تقول لنا عن طبيعة المقاهي في مدينة الخميسات؟
طبيعة المقاهي بمدينة الخميسات كطبيعة المقاهي بالمدن الصغرى، تجدها مليئة بالشباب العاطل وما أكثرهم، أو بعامة الناس ينتظرون مرور الوقت أو بالمسافرين لأخذ الوجبات أو للاستراحة. ماذا تمثل لك: الطفولة، الحرية، الصداقة؟
الطفولة : من يعرفني يصفني بأني طفل كبير. الحرية : غصن زيتون لا يجب أن نكسره. الصداقة : عندما يكتشف الاثنان أنهما بفكر وإحساس واحد وبجسدين مختلفين. كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا؟
أتصوره وأتخيله فضاءً محترما يوزع كل ما هو فني وإبداعي وأدبي وثقافي. وكفانا من الجلوس بالمقاهي للتباهي بالكلام اللغو الذي لا يغني ولا ينفع.
************
في الختام، أود أن أقدم امتناني وشكري لأخت فاطمة الزهراء المرابط التي لا تذخر أي جهد بالتعريف بالمثقفين والمبدعين من كل أرجاء الوطن العربي، وقد يسعدني اليوم أن أكون ضيفا لها في هذا اللقاء الحواري بالإجابة بعجالة على تساؤلاتها بكل صدق وطواعية.
#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكاتبة المغربية العالية ماء العينين... في ضيافة المقهى؟؟!
-
القاص والروائي المغربي محمد فاهي ... في ضيافة المقهى؟؟
-
الشاعرة التونسية أمال جبارة… في ضيافة المقهى؟؟!
-
نادي -رحاب- بمدرسة أولاد عنتر يحتفي بعيد الأم
-
القاصة والروائية العراقية تصدر مجموعتها القصصية - الثابوت-
-
مشرع بلقصيري تحتفي بالملتقى الوطني السادس للقصة القصيرة
-
القاص والناقد المغربي محمد معتصم... في ضيافة المقهى؟؟!
-
الشاعرة المغربية البتول العلوي تصدر ديوانها - تداعيات قلب-
-
المرأة ... الشعوذة أية علاقة؟؟! - الجزء الرابع -
-
المرأة ... الشعوذة أية علاقة؟؟! - الجزء الثالث -
-
المرأة ... الشعوذة أية علاقة؟؟! - الجزء الثاني -
-
شعراء في ضيافة المطعم الثقافي الأندلسي بأصيلة
-
القاص المغربي زهير الخراز... في ضيافة المقهى؟؟!
-
القاصة والروائية المغربية بديعة بنمراح.. في ضيافة المقهى؟؟!
-
الشاعرة والإعلامية اللبنانية ابتهال بليبل... في ضيافة المقهى
...
-
الشاعر والناقد المغربي إبراهيم القهوايجي... في ضيافة المقهى؟
...
-
المرأة... الشعوذة أية علاقة؟؟
-
الشاعر المغربي حسن الوسيني... في ضيافة المقهى؟؟!
-
الشاعر العراقي عبد الوهاب المطلبي... في ضيافة المقهى؟؟!
-
الشاعرة السورية ندى الشيخ ... في ضيافة المقهى؟؟!
المزيد.....
-
بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال
...
-
الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك
...
-
بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
-
ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
-
الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
-
قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
-
الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير
...
-
مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
-
جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت
...
-
مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟
المزيد.....
-
تساؤلات فلسفية حول عام 2024
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
المزيد.....
|