طلال الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 05:18
المحور:
الادب والفن
كررت حديثي لمن هو على يميني، وكان ضخم الجثة عريض المنكبين، فلم يرد على ما قلته، فرفعت صوتي أكثر، ولكن لا تعبير على قسماته إطلاقا، فأدرت وجهي إلى النحيف الوسيم على يساري، وسألته هل رحلتنا ستطول، فلم ينبث هو الآخر ببنت شفة، فرفعت صوتي، وقلت له بعصبية، الرحلة مطولة يا رفيق، فلم يرمش له جفن، واستمر مثبتا وجهه بلا تعبير نحوي، وعندها التفت إلي يميني مرة ثانية، وأشرت بالسبابة نحوه مرتين، ثم رفعت يدي قرب رأسي مقلصا أصابعي، وهززتها في حركة دائرية مرتين، فلكمني في وجهي بكل قوة، فأدرت وجهي نحو اليسار مرة أخرى، فإذا بالنحيف الوسيم واقفاً كرجل المرور حين يوقف سيارة ، يمد يده المنبسطة الأصابع نحو عريض المنكبين، ويده الأخرى تملس في ذقنه، يترجى بلغة الإشارة، كي لا يكرر عريض المنكبين ضرباته لي، وعرفت عند ذلك أن الرحلة ستطول، وصار أمامي خيارين ،إما تحمل ذلك الحال الأصم، أو أن أغادر هذه الحافلة.
10/7/2009م
[email protected]
www.dtalalal.jeeran.com
#طلال_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟