أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - الإعلام والفوضى الخلاقة














المزيد.....

الإعلام والفوضى الخلاقة


عباس عبد الرزاق الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلما اجتاحت الفوضى الخلاقة جميع تفاصيل المشهد العراقي بعد التغيير النيساني 2003 فان المشهد الاعلامي العراقي لم يكن بعيد عن هذا المد الذي يجتاح أي مشهد مؤهل للتغيير الشامل وبعد فترة طويلة من "السبات" الديكتاتوري وتجسدت تلك الفوضى بالفلتان الإعلامي الذي ساد من خلال إصدارات لاعد لها ولا حصر الى درجة قيام شخص واحد فقط بإعداد وتحرير وإصدار وتسويق "مطبوع" في حين ان أي مطبوع وضمن القياسات والسياقات الإعلامية المهنية يحتاج الى كادر متخصص تقع على كاهله جميع المفردات العملية التي بموجبها يتم إصدار المطبوع بشكله الصحيح فضلا عن إيجاد آليات التسويق التجاري وضمن مقاربات الجدوى الاقتصادية ...
وينطبق هذا الحال على جميع وسائل الإعلام خاصة القنوات الفضائية والمحطات الأرضية وموجات الراديو العاملة لتشمل الفوضى الإعلامية الخلاقة جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة يضاف إلى ذلك الصحافة الالكترونية حديثة العهد، ولأسباب شتى منها الانتقال المباشر بين عهدين متناقضين تماما ؛ عهد الديكتاتورية العسكريتارية والاستبداد الشمولي والعهد الثاني هو عهد العبور المفاجئ إلى الديمقراطية والحرية والتداول السلمي للسلطة ، إضافة الى ذلك عدم وجود قانون ينظم آليات العمل الإعلامي والصحفي كما هو معمول به في اغلب دول العالم خاصة الدول المتحضرة وعدم وجود مؤسسة رسمية متهيكلة تحتضن جميع الفعاليات الإعلامية وتحمي الصحفيين وتضمن لهم حقوقهم وتنظم حرية وآداب النشر وبحسب المعايير المهنية المتعارف عليها كي لا يتحول الميدان الإعلامي إلى دكاكين وحبال لنشر الغسيل وسوح للمهاترات او حواضن للتهريج والتهييج السياسي والطائفي ومنابر للتسقيط والتحريض والإساءة الى الذوق العام بحجة المناخ الديمقراطي الذي صار من حق الجميع ان يستمتعوا به وكيفما وأنىّ يشاؤون ..
ان السلبيات التي طرأت على الفعاليات المجتمعية والسياسية ضمن أجواء الديمقراطية التي أسيء فهمها وهضمها وتطبيقها نتيجة لقلة الوعي المجتمعي بها ولحداثة التجربة الشعبية بالممارسات الديمقراطية ، لحقت بالفعاليات الإعلامية التي انجرفت هي الأخرى في هذا التيار وهذا شيء طبيعي جدا لأية مرحلة انتقالية ولكن في أمد زمني محدود ينتهي بزوال أسباب الفوضى والعشوائية ودخول جميع الفعاليات ومنها الإعلامية مرحلة التنظيم والتقنين والنضوج وضمن القوانين التي تسنها المؤسسة التشريعية لتحظى بالقبول العام ولا تتجاوز الخطوط السياسية والاجتماعية والدينية والأخلاقية العامة وبعيدا عن التخندقات التي لا تصب في المصلحة الوطنية العامة...
انه من الطبيعي لأية جهة مهما كانت وضمن السياقات الديمقراطية المبرمجة وليست العشوائية التي تعبر عن هوس فوضوي ونزعة غوغائية، ان تمارس دورها في اية فعالية يمليها منطق القانون المشرع وفي دولة القانون والمؤسسات الدستورية وبحرية مسؤولة وتحت قبة البرلمان وينفذ بميكانيكية تكنوقراطية شفافة ومنها الفعاليات الإعلامية التي يجب أن لا تكون عشوائية التوجه او مؤدلجة المضامين بحسب الجهات التي تصدرها او تطلقها وضد السياق المجتمعي او الأخلاقي او السياسي العام لان إثارة الحساسيات الطائفية والقومية والعرقية وتتبع مثالب الأداء الحكومي من اجل تحريض الرأي العام على الحكومة بهدف إشاعة الفوضى في الشارع تحقيقا لأجندات سياسية مشبوهة وبمضامين مغرضة بعيدة كل البعد عن المهنية الإعلامية ولا يعد من دواعي الحرية التي كفلها الدستور لجميع المواطنين ...
كما ان تبني بعض الجهات الإعلامية التوجه الفئوي والتسقيطي المشاغب وتبني فلسفة الجهة التي "تمولها" وتحاول فرض سياستها على ذوق وعقل وقناعات المواطن وتشكيكه بالاداء الحكومي سيما في وقت الأزمات والمراحل العصيبة التي تتطلب توافق وطنيا لا يعد ذلك طقسا من طقوس الحرية الفاعلة بل فصل من فصول الفوضى الخلاقة المبرمجة لتسقيط التجربة الديمقراطية الوليدة في عراق مابعد عصر الديناصورات الديكتاتورية المتحجرة .
اعلامي وكاتب
[email protected]



#عباس_عبد_الرزاق_الصباغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدبلوماسية العربية في العراق
- من صنعَ الوحش ؟
- العراق ومحنة الجيوبوليتيك
- حراك متأخر ولكن !!
- التكفير ... ثغرة فقهية أم شذوذ أخلاقي؟!!
- عقدة التاسيس الطائفي
- حكومة الدولة وحكومة القرية
- الاعلام العربي واشكالية المشهد العراقي
- الاعلام العراقي ...هل هو سلطة رابعة؟
- القرضاوي والهلوسة الطائفية
- الاعلام العربي وصناعة الوهم
- فلسفة التغيير
- البرلمان العراقي ..قبة ام مسرح؟
- الحوار بين الاديان وجدلية الفرقة الناجية
- الانتخابات خارطة طريق لصحوة سياسية
- العراق والاستحقاق الليبرالي
- داء عضال اسمه المد الاصولي
- قوائم كربلاء الانتخابية ..برامج صاخبة وشعارات صارخة
- الطاغوت القومي واللاهوت الاصولي
- الاعلام العربي بين بغداد وغزة


المزيد.....




- انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال ...
- حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس ...
- هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون ...
- ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
- بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة ...
- منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
- فستان متحدثة ترامب -صيني-
- الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن ...
- -لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
- الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - الإعلام والفوضى الخلاقة