أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ثقافة السلام و المدنية هي ثقافة العصر














المزيد.....

ثقافة السلام و المدنية هي ثقافة العصر


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مرور العالم بعدة حروب مدمرة و ماساوية و لاسباب غير عقلانية و عصبية عمياء نتيجة الثقافة غير الانسانية المتشددة المنتشرة و العنصرية المسيطرة في حينه ، وكانت نتيجتها الخراب و الحقد و الضغينة و رفض الاخر و عدم التعايش و الاعتداء و انعدام العدالة الاجتماعية و الحرية في ظل عدم توفر متطلبات حياة الناس الخدمية الضرورية ، و كل هذا بسبب الثقافات اللاعقلانية الضيقة الافق و النابعة من الانانية و عبادة الذات و الافكار الخرافية و الايديولوجيات المنحازة الفئوية و الاثنية و الافكار و النظريات المرحلية غير الانسانية ، و لم تمت بمستقبل البشرية و مصالحها بشيء ، و اكثرها نابعة من مصالح مجموعات و تيارات و فئات هنا هناك .
بدون شك ان الحرية تمنح لاي كان التصرف وفق ما يرتضيه و في حدود مصالحه لحد عدم اعتراضه مع حرية الاخر او عدم تقاطعه معها باي شكل كان ، و الاهم احترام الاخر و حريته و رايه و مواقفه رغم اختلافه معه .
لو نظرنا الى التاريخ و مراحله و ما وصلنا اليه ، نحس بالفروقات و الاختلافات الشاسعة في طبيعة المراحل و ما تميزت بها من قبل و مما كان من الثورية و العنفوانية و حرارة و قوة في التحكم و بيان الراي و فرضه و خشونة المواقف و التعصب و الانحياز و كل حسب الثقافة و الوضع و المرحلة و مدى التفكير بانعدام العقلانية و التروي و الهدوء في طرح الافكار و الاعمال فيها ، اما اليوم و ما يتميز به العصر من التقدم و التطور و سيطرة العقلانية و التفكير السليم على الافعال و الاعمال ، نشاهد ثقافة السلم و التعايش السلمي و الامان و طرح الافكار بطرق مدنية و احترام الاخر ، بعيدا عن القمع و الغاء الاخر ، هذه هي الصفات المدنية التي تفرض نفسها على ما يتميز به العصر و على خطاب النخبة المثقفة التي يمكن ان يفسر واقع الحياة المدنية بشكلها و مضمونها المطلوب للجميع .
و مع سيادة الثقافة السلمية و عصر الهدوء و التمدن تزداد فرص ضمان حقوق الانسان و المدنية المطلوبة و الاهداف و الشعارات التقدمية التي تحملها النخبة و الطليعة من الاكاديميين و المثقفين البارزين الذين لهم تاثيراتهم الجوهرية الحقيقية على التغيرات التي تحصل في طبيعة المرحلة و ما تتصف بها من حين لاخر و كيفية الانتقال الى الافضل بكامل المواصفات المرادة من قبل المفكر العقلاني و بمنطق مدني عصري مقنع .
و هكذا عندما نمر بتغييرات مستمرة و انتقال المراحل المتعاقبة واحدة تلو الاخرى ، نحس بابتعاد فرص الاحتكاكات و الحروب و التعدي و نقترب من الهدوء و السلام و منه تنبثق النظم الديموقراطية العصرية و تتجسد الافكار و تتحقق الاماني الانسانية بروح العصر و الغاء التطرف و التشدد ويسود الاعتدال في التفكير و الخطاب و طرح الافكار و النظريات المدنية العصرية و تطبيق اليات الحكم التقدمية و الاستناد على النظام الديموقراطي المعاصر في كافة بقاع العالم .و من هنا تنتج اسس التربية و التعليم من اجل السلام و الوئام و التواضع و قبول الاخر و احترامه ، و هذا ما تحتاجه المناطق التي تمر بمرحلة انتقالية فيكون الانتقال من التشدد الى الاعتدال ومن الدكتاتورية الى الديموقراطية ،ومن الحروب و الدمار الى السلم و البناء ،من الاتغلاق و الانسداد الى الانفتاح و الشفافية . انها المرحلة التي تتطلب الثقافة العصرية التقدمية التي تفرض نفسها على الجميع رغم اختلاف طول و قصر مدتها من موقع لاخر او من منطقة لاخرى ، و العالم بحاجة اليها اكثر من اي شيء اخر ، و من هنا يمكن ان يبحث المجتمع عن العدل و المساواة وزوال الفروقات الطبقية و التوجه نحو العدالة الاجتماعية و الحرية الكاملة ، و به يفرض السلم نفسه على الواقع و يشرح صدر الفرد و يبدع في عمله و يعمل على المحافظة على استتباب الامن و انتشار الروح و ثقافة المدنية و الحضارة التقدمية و نبذ التخلف و العناصر المعيقة للعصرنة و التمدن ، و المنطلق الوحيد يبدا من مصدر رئيسي هام و هو الثقافة المدنية السلمية في ظل نظام تقدمي ديموقراطي حر و دولة المؤسسات .





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير في المجتمع و ليس الحزب فقط
- وسائل الاعلام و المثقف و الكيانات السياسية في عملية الترويج ...
- الاحداث تكشف الخفايا احيانا
- دور المثقف في حملات الترويج الانتخابية
- هل تستغل امريكا الثغرات في اقليم كوردستان ؟
- علاقة التغيير مع الحرية و العدالة الاجتماعية
- كيف يكون البرلمان القادم في كوردستان
- المثقف بين التفاؤل و التشكيك
- المشكلة اكبر مما بين المحافظين و المعتدلين في ايران
- الاستناد على العقلانية في التحالفات السياسية
- موقف المثقف الحاسم في تجسيد المجتمع المدني
- دور حرية الفرد في تطبيق مفهوم الديموقراطية
- لن يتم الاصلاح بيد من يقف ضد الديموقراطية
- الاسباب الحقيقية لاحداث العنف بعد انتخابات الرئاسة الايرانية
- ما الذي يدفع الناخب الى التصويت لبرلمان كوردستان
- متى ننتهي من الدوران في الحلقة المفرٌغة ؟
- استغلال الانتخابات الرئاسية للتنفيس عن المكبوت عند الشعب الا ...
- الانسحاب الامريكي و فرصة تضييق الحريات في العراق
- من سيدفع الثمن ؟
- ما الذي يقوي روح الانتماء للوطن دون غيره


المزيد.....




- -خليه يقاقي- حملة شعبية في المغرب لمواجهة -ثورة- أسعار الدجا ...
- بن سلمان يتحدث عن مخاوفه من الاغتيال: تطبيع العلاقات مع إسرا ...
- هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على بيلغورود الروسية: تضرر مبنى س ...
- -لانسيت- الروسية تصطاد -سترايكر- الأمريكية في مقاطعة كورسك
- بنك أهداف قد يشمل استهداف طهران.. سلاح الجو الإسرائيلي يعلن ...
- ملك المغرب يوشح العداء سفيان البقالي بوسام العرش من درجة قائ ...
- وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره الأمريكي آخر المستجدات في ...
- نبيه بري: حصول حرب كبرى أم لا الأمر متوقف على الأيام القليلة ...
- نتنياهو يقرر إرسال وفد كامل لمحادثات قـطر
- حماس: فقدنا الثقة بقدرة واشنطن على التوسط في محادثات وقف إطل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ثقافة السلام و المدنية هي ثقافة العصر