أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاكم كريم عطية - المحاصصة في العراق وفرت الحماية لمافيات الفساد














المزيد.....

المحاصصة في العراق وفرت الحماية لمافيات الفساد


حاكم كريم عطية

الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 06:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتعقد ظاهرة الفساد الجارية في العراق وتنخر في جسد الدولة العراقية يوما بعد يوم وتغتني فئات كثيرة على حساب ملايين المحرومين من أبناء الشعب العراقي كما ويذهب ضحية هذه المافيات كل صوت شريف يحاول ألقاء الضوء على هذه الموضوعة ويدعو ألى سبل معالجتها وقد راح العشرات من الكتاب والباحثين المعنيين بهذه الظاهرة أما قتلا أو خطفا أو تهديدا مما يدلل بوضوح هيمنة هذه المافيات على قطاعات واسعة من الأقتصاد العراقي وكذلك تبؤها لمراكز أدارية وسياسية في الدولة العراقية حيث وصلت ظاهرة الفساد ألى مستويات تنذر بتحولها ألى خطر يوازي خطر الأرهاب في العراق من منابعه المختلفة .
ومع تطور وأستفحال هذه الظاهرة لا توجد أية محاولات جدية للشروع بمعالجة هذه الظاهرة ومخاطرها الجدية على مستقبل العراق السياسي والأقتصادي والأجتماعي حيث يتم أحلال الطرق غير المشروعة في حياة العراقيين محل مجتمع القانون وحقوق الأنسان ودولة المؤسسات .
تناول هذه الموضوعة الكثير من الحريصين على مستقبل العراق وفيهم الكثيرين ممن خبرو المجتمع العراقي ومشاكله السياسية والأقتصادية والأجتماعية وتراكمت لديهم خبرة أضافية نتيجة وجودهم في بلدان المنافي ومشاهدة ما يجري في العراق عن بعد وقد كتب وحذر الكثيرين من سياسة المحاصصة وما ستجر البلاد أليه من ويلات ومن خلق اسوار منيعة يحتمي فيها الأرهاب والمفسدين ومافياتهم حيث لم تعد أية تأثيرات لقوانين العقوبات العراقية أذ نجحت مافيات المحاصصة في ترك هذه القوانيين بعيدا عن محاسبة المجرمين والمفسدين والأرهابيين وقتلة الشعب العراقي وسراق قوته والسبب الرئيسي في معاناة شعب لعقود وسنين طويلة ولعل ما جاء على لسان مسؤولين في دوائر ووزارات ومنظمات مجتمع مدني يعكس مدى خطورة نفوذ مافيات المحاصصة وعدم تأثير القانون وسير العدالة وأتخاذ مجراها أزاء ما يجري في البلاد من خراب ودمار وهدم وصلت خطورته حد مساواته بخطورة فلول القاعدة والأرهابيين على مستقبل العراق وعمليته السياسية فقد وصل تأثير ظاهرة الفساد ومن يقف ورائها ألى الحد الذي طال مفوضية النزاهة وهيئاتها ففي تصرح لرئيس هيئة النزاهة القاضي رحيم العكيلي حيث أشار الى( أن موضوع الفساد في العراق معقد ومتشعب الجوانب وتحتاج مواجهته ألى التوسع بأيجاد أساليب كثيرة وأضاف في تصريح صحفي أن هذه العملية تحتاج ألى كفاءاتقادرة على وضع القرارات قيد التنفيذ موضحا بأن التقييم للأشخاص في المواقع المختلفة ما زال يعتمد على أساس المجاملة والمحسوبية مشيرا ألى وجود حالة من الجفاء وعدم التعاون والتنسيق بين المفتشين العامين والهيئة مما يوثر سلبا على عمل الهيئة)
أن هذا التصريح قد تكرر لمرات عديدة وعلى لسان مسؤولين في الدولة ومنظمات مجتمع مدني وأحزاب سياسية ووزارات وكلها دلائل تشير ألى أن كل الجهود في محاربة ظاهرة الفساد تصدم بجدار المحاصصة والحماية الذاتية للمفسدين وما زالت الدولة تدار وتخطط على هذا الأساس بل وصل الحال حد طرح مشاريع متعددة لمعالجة ظاهرة ما في المجتمع ألى التحاصص وأختيار مشروع هذه الكتلة لهذا الجانب ومشروع الكتلة الأخرى لجانب آخر وهذا ما أفرغ الكثير من قرارات مجلس النواب ومطالبات الأحزاب السياسة من مسؤوليتها الوطنية في أدارة البلاد وأختيار البرامج والحلول لها .
أن معالجة الفساد في العراق بعد أستفحال مدياته وتشعب أمتداداته ليصل ألى أعلى تشكيلات الدولة يحتاج ألى جهود كبيرة وألى فترة زمنية ليست بالقصيرة ويشمل وضع البرامج لمعالجة هذه الظاهرة على كل الصعد أبتداءا من مناهج التربية والتعليم وأعادة تشكيل شخصية المواطنة العراقية ومسؤوليتها أزاء بناء العراق وأعادة ثقة المواطن بعملية البناء ومحاربة الفساد على أساسها لا أن تكون البرامج المطروحة لمعالجة هذه الظاهرة برامج تخدم حملة أنتخابية أو تبؤ منصب ما في الدولة العراقية .
أن أول ما يحتاجه العراق وعمليته السياسية هو الوقوف بوجه أخطر عامل يهدد كل عملية البناء وهو داء المحاصصة الطائفية السياسية وهذا ما يتطلب تضحيات كبيرة وجهود جبارة تتطلب تكاتف كل القوى الخيرة وكل الكفاءات العراقية في الداخل والخارج وهي مهمة ليست بالهينة سيما وأن التحاصص نهج تسير عليه معظم الكتل النيابية والسياسة في العراق اليوم وهو ما يجعل كل الحلول والبرامج التي ستوضع لحل المشاكل التي تواجه المجتمع العراقي ومعالجة موضوعة الفساد ألى أن تصدم بجدار المحاصصة .
لقد نجحت سياسة المحاصصة في حماية اللصوص والمجرمين والأرهابيين والأمثلة صارخة ولا تحتاج ألى برهان وهذه الآفة شلت القانون العراقي ومنعت تطبيقه بنجاح كامل والحديث عن معالجة ظاهرة الفساد سيكون حديث أجوف بدون القضاء على السدود المنيعة التي يحتمي خلفها الفاسدين ومنها المحاصصة الطائفية والسياسية فبدون معالجة هذه الظاهرة أولا لا يمكن الحديث عن أجراءات وقوانيين لردع المفسدين.
أما ما يجب أن يتوفركعامل مهم آخر للشروع بمعالجة ظاهرة الفساد هو وجود أحصاءات حقيقية وتقارير يعتمد عليها لوضع البرامج لمعالجة هذه الظاهرة ولا يكفي الأعتماد على تقارير منظمة الشفافية العالمية رغم أهميتها للأشارة ألى موضوعة الفساد ومدياتها لأنها لا تمتلك أرقام وأحصاءات دقيقة تلقي الضؤ على هذه الظاهرة حيث أن هذه التقارير هي مجموع تقارير تخمينية تعتمد وجهات نظر وتصورات رجال أعمال وأكاديميين ومهتمين بالشأن العراقي وتعطي نسب تخمينية عن نسبة الفساد في العراق وللشروع مرة ثانية لوضع برامج للقضاء على هذه الظاهرة نحتاج ألى مؤسسات ومعاهد تعتمد أحصاءات وأرقام دقيقة لحالات الفساد ومن يقف ورائها ونحتاج ألى دراسات معمقة لوضع حلول للشروع بالقضاء على الفساد .
أن القضاء على أية ظاهرة سلبية في أي مجتمع يجب أن تعتمد الدراسة والتحليل بشفافية وهي عملية مبعثرة في العراق وتصدم بحواجز كثيرة ومنها حيطان المحاصصة الطائفية السياسة ما دام هدفها الأساس الأستحواذ على السلطة السياسية بأي شكل من الأشكال.


حاكم كريم عطية
لندن في 5/7/2009



#حاكم_كريم_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة التزوير في العراق_ الحلقة الثامنة والأخيرة
- ما الفرق في حال العراقيين بين مرحلتين
- ظاهرة التزوير في العراق - الحلقة السابعة
- ظاهرة التزوير في العراق - الحلقة السادسة
- شاكر الدجيلي كلمة وفاء أينما كنت
- ظاهرة التزوير في العراق- الحلقة الخامسة
- ظاهرة التزوير في العراق- الحلقة الرابعة
- ظاهرة التزوير في العراق- الحلقة الثالثة
- باقة ورد من الشهيد دكتور أبو ظفر لرفيقاته النصيرات
- ظاهرة التزوير في العراق الحلقة الثانية
- ظاهرة التزوير في العراق
- يوم الشهيد الشيوعي
- نحو المؤتمر الخامس والمهرجان الثقافي الثالث لرابطة الأنصار ا ...
- النداء الأخير لمن يتوجه لأنتخاب أعضاء مجالس المحافظات
- ما هي الضمانات لأنتخابات نزيهة لمجالس المحافظات العراقية
- ثنائية المحاصصة والفساد الأداري والمالي
- لا مغريات ولا أمتيازات صوتوا لعراق يحفظ كرامة العراقيين
- ظاهرة فجج الرؤوس هل تتناسب مع المجتمع الحضاري
- من أجل أن لا يلدغ العراقيين من صناديق الأقتراع مرة أخرى
- محاكمة أعوان النظام في جرائم قتل وتعذيب


المزيد.....




- إسرائيل.. إعلان وزارة الدفاع عن إنشاء مستشفى ميداني للأطفال ...
- استطلاع: 80% من الأمريكيين متشائمون عقب محاولة اغتيال ترامب ...
- شاهد: بوتين يقود -لادا أورا- الجديدة ويفتتح بها الطريق السري ...
- ألمانيا تعلن مبادرة لتعليم مليوني طفل بمنطقة الساحل الأفريقي ...
- تقرير يتحدث عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب وطهران تنفي
- البنتاغون: نعتزم تسريع تطوير واختبار الصواريخ فرط الصوتية
- تدمير تسع مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة كورسك الروسية
- -نيوزويك-: أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية تشل فعالية الأسلح ...
- انقلاب حافلة عند دخولها نفقا بالقرب من برشلونة
- صيادون يرصدون تحليق صواريخ روسية فوق بحر قزوين


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاكم كريم عطية - المحاصصة في العراق وفرت الحماية لمافيات الفساد