أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - حكاية من هونج كونج














المزيد.....

حكاية من هونج كونج


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2698 - 2009 / 7 / 5 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينقل رجب البنا حكاية مفادها أن حاكم هونج كونج منذ عدة عقود أراد أن يحاسب أحد كبار ضباط الشرطة الذي تورط في فضيحة فساد كبرى، فقرر الحاكم تشكيل لجنة مستقلة لمحاربة الفساد، ومن أجل ضمان استقلال وحيادية هذه اللجنة قرر أن ترفع تقريرها إلى الحاكم شخصياً وبشكل مباشر. كما قرر لأعضاء اللجنة مكافآت تزيد على ما يتقاضاها أمثالهم حتى لا يقعوا فريسة لإغراء الفساد، بأن يقوم المستهدفون بالتحقيق برشوتهم بمبالغ كبرى لضمان ألا يأتي التقرير لغير صالحهم، كما تضمن قانون تشكيل هذه اللجنة العليا استقلال أعضائها عن السلطة التنفيذية، وعدم جواز عزلهم أو نقلهم وحظر اشتغالهم في أعمال حرة أو مشاركة رجال الأعمال إذا استقالوا أو تركوا عضوية اللجنة لأي سبب.
القانون أعطى أعضاء هذه اللجنة سلطات كاملة للتحقيق والاتهام ومخاطبة الرأي العام بكل وسائل الإعلام لتوعية الجمهور برفض الخضوع لابتزاز الفاسدين من الموظفين والإبلاغ عنهم دون تردد أو خشية من بطشهم، ولكي يدلل الحاكم على حدية هذه الوقفة اختار لرئاسة اللجنة شخصاً معروفاً بالنزاهة والاستقامة وبعيداً عن الشبهات.

هذه الحكاية وردت أساساً في تقرير للبنك الدولي ساقها مثلا على ما يمكن للفساد أن يكون عليه من استشراء، بحيث انه حتى محاربته لا تعدو ممكنة، لأن أي جهاز إداري للتحقيق فيه لن يتمكن من بلوغ مهمته بالسهولة التي نظنها حتى لو كان أعضاء هذا الجهاز يتمتعون بالنزاهة والاستقامة وشرف الضمير.

لا تحتاج شرور الفساد إلى المزيد من الشرح، إنها آفة تعيق التنمية وتمثل تطاولاً على المال العام وانتهاكاً لحرمته. لكن من أبلغ ما قرأت في توصيف الفساد، تشبيه رجب البنا له بأنه مثل الانفلونزا، ولا علاقة للأمر بانفلونزا الطيور أو انفلونزا الخنازير الرائجة حاليا ،لأن هذا التشبيه أطلق قبل ظهور هذا النوع من الانفلونزا، لكنه بالغ الدلالة، ذلك أن الانفلونزا تملك إمكانية قلّ نظيرها في الانتشار والعدوى، وأكثر من ذلك فإنها تبدأ عادة باختراق الأجسام ضعيفة المناعة، شأنها شأن الفساد الذي يعم حيث يغيب القانون والرقابة الشعبية وشفافية الأداء المالي والإداري في الحكومات والمجتمعات. أورد هذه الحكاية لعل فيها لنا بعض العبرة وسط الحديث المتزايد هذه الأيام لمحاربة الفساد.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخنا لم يبدأ في التسعينات
- خطورة أن يكون التصدي للتجنيس طائفيا!
- أبواب التغيير في إيران وقد فتحت
- أوباما في خطاب ثقافي
- تسريحات بنك الخليج الدولي
- ما قبل الدولة وما بعدها
- المزيد من الحريات وليس العكس
- الدوائر الخمس والنساء الأربع
- النساء قادمات على الدوام
- كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المؤتمر العام الخ ...
- صحافة الورق وصحافة الإلكترون
- الجواهري في براغ
- هكذا تكلمت المرأة
- مَن ضد الحوار إذاً؟
- بأي أسئلة يجب أن ننشغل؟
- خطر في ذهني في الأول من مايو
- عن إرث التنوير الخليجي
- « أجراس »
- للتجربة وجوه
- لزوم الفساد تعميمه


المزيد.....




- تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ ...
- 6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران ...
- الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
- صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
- وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار ...
- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - حكاية من هونج كونج