أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كيف يموت ُ العظماءْ!؟1















المزيد.....

كيف يموت ُ العظماءْ!؟1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 08:56
المحور: كتابات ساخرة
    


طبعاً أنا واحد منهم و لا أريدُ أن أتعلم (كيف يموت ُ الحبُ وتنتحرُ الأشواق) بل أريدُ أن أتعلم كيف يموت ُ المفكرون والأدباء والعظماء , ويبقى الحبُ والأشواق.

في سنة 1933 أمر هتلر بأن يبتلع المؤلف أرنست تولر كتابه الذي ألفه ضد النازية و الكتاب من 470 صفحة تقريبا أو 400صفحة على ما أعتقد و ظل المؤلف المسكين يأكل بكتابه حتى مات , ولم أجد أكثر من هذه الدكتاتورية دكتاتورية , وتشابهها أيضاً ميتة شهاب الدين السهروردي سنة 586 هجري ولم يتجاوز الفيلسوف ال 36 سنة من عمره , وأمر صلاح الدين الأيوبي بأن يبقى الفيلسوف في القلعة مسجونا بدون ماء ولا شراب , فمات من شدة العطش والقائد المسلم الجبار محرر القدس ينظر إليه , فهذه الدكتاتورية تشبه نازية هتلر , مع المؤلف (أرنست تولر), راجعوا حول ذلك مقالنا المنشور في الحوار المتمدن على هذا الرابط:http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=1619&aid=100157

ويقال وما أدري مدى الدقة في ذلك بأن الملك الأديب مثير يادس (132-63 ق.م) كان يخاف من الإغتيالات السياسية فحصن نفسه جيداً , ثم تنبأ له العرافون بأنه سيموت مسموما، فطلب من خادمه أن يضع له القليل القليل من السُم في طعامه. حتى أعتاد الجسم على ذلك, و في يوم من ذات الأيام قرر الانتحار فأخذ كمية من السُم، و لكنه لم يمت، فطلب من أحد حراسه أن يضرب رأسه بحجر كبير .

ويقال أيضاً بأن الفيلسوف العظيم هرقليطس صاحب الفلسفة الغامضة وصاحب مقولة (لا تجهر بديانتك لعامة الناس ) وصاحب مقولة (لاتحرك النار بالسكين), مات بعد أن غطى نفسه بوسخ الحيوانات .

و الفنان (كالخاس) مات من الضحك فقد عاش يوما واحداً فقط لا غير بعد اليوم الذي حدده العرافون لمماته , فضحك منهم كثيراً لأنهم لم يصدقوا , فمات من كثرة ما ضحك عليهم !
أكثر ميتة تعجبني هي ميتة فارس السيف والقلم أبي فراس ٍ الحمداني , ودائماً تحضرني تلك الصورة والمشهد التراجيدي حين هاجمه القوم وهو يجالس بناته , فنصحنه بناته ألا يخرج لملاقاة القوم , فقال لإبنته والدمعة تسقط منه :
أبنيتي لا تجزعي

كل ُ الأنام إلى ذهابْ

نوحي عليّ وانحبي

من خلف سترك والحجابْ

زينُ الشباب أبو فراس ٍ

لم يُمتع ْ بالشبابْ.

وخرج إلى القوم ولاقى حتفه ومات , فبكت بناته عليه بصوت عالي وشققن الثياب عليه .

إن أبا فراس لم يُمتع طوال شبابه بالشباب وكان وجود المتنبي في عصره سبباً في عدم شاعريته , رغم أنه عاطفياً ما زال يبتز آلاف الشعراء , والموت أو الميتة التي ماتها أبو فراس حسده عليها أعداءه .
وكقول الشاعر العربي الكبيرعبد الرحيم محمود :
.
ساحمل روحي على راحتي


والقي بها في مهاوي الردى


فاما حياة تسر الصديق


واما ممات يغيظ العدا

ونفس الشريف لها غايتان


ورود المنايا ونيل المنى


وما العيش ؟لا عشت ان لم اكن

مخوف الجناب حرام الحمى


اذا قلتُ, اصغى لي العالمون


ودوى مقالي بين الورى


لعمرك اني ارى مصرعي

ولكن اغُذ اليه الخطى


لعمرك هذا مماتُ الرجالْ

ومن رام موتا شريفا فذا

فكيف اصطباري لكيد الحقود

وكيف احتمالي لسوم الاذى

إن موت العظماء أيضاً يغيض أعداءهم , فالعمالقة يقهرون أعداءهم طوال حياتهم وحتى في أثناء مماتهم , والشاهد على ذلك أن كل العظماء يموتون ميتة يحسدهم عليها الكبار والصغار , الأعداءُ والأصدقاءُ.

وكل عملاق من عمالقة الفكر والأدب والسياسة يتمنى أن يموت وهو يمارس مهنته أو هوايته , بعكس أصحاب المهن العادية فإنهم لا يتمنون الموت وهم يؤدون واجباتهم , بعكس المفكرين وأصحاب الأقلام الكبيرة والجبارة وأصحاب المواهب الكبيرة , كل أولئك لهم تصورات خاصة عن الموت وكل صاحب موهبة يتمنى أن يموت وهو يؤدي موهبته .

وكانت الست العظيمة أم كلثوم تتمنى أن تموت وهي تغني على خشبة المسرح , وكان مصطفى أمين يتمنى أن يموت وهو يمسك بيده قلما ً للكتابة , فكانت ذات مرة أم كلثوم مع مصطفى أمين فقالت له :
- إبتعرف أتمنى إيه يا مصطفى ؟
- بتتمني إيه ؟
- أتمنى أن أموت وأنا على خشبة المسرح بعد أن أغني لجمهوري أروع أغنياتي فأغني لهم وفي نهاية الوصلة الثالثة أموت بعد أن يغلق الستار , فيرفع الجمهور الستارة وإذا بأم كلثوم , خلاص ميته ما فيش فايده.

- طب ..وليه بتتمني تموتي في نهاية الوصلة الثالثة ؟ ليه يعني ما تموتيش في نهاة الوصله الأولى أو الثانيه؟

- لو مت في الوصله الأولى أو التانيه أو الأولى الجمهور حيبكي على فلوسه مش على أم كلثوم.

الجمهور مش حيبكي على أم كلثوم , بالعكس يمكن يشتمها ويقول : طب تستنى شويه لما تخلص الخفله , , على شان فلوسه حتروح عليه وهو ما إستمعش لأم كلثوم لنهاية الحفله , يعني زي البروح رحله وما بكملهاش وزي اللي بياكل أكله حلوه وما بستلذش فيها.
أما مصطفى أمين فقد قال لها : أتمنى أن أموت وبيدي قلم أكتب به للقراء.

وهذا يذكرني بما قرأته عن مسرحية (المريض بالوهم) وكان موليير (1725-1783) يمثلها بنفسه على خشبة المسرح وكان دوره أن يتظاهر بالمرض فظل يسعل ويقح و ينزف و عندما أسدل الستار مات موتاً طبيعياً , فبكت الناس عليه وليس على فلوسها .
وهنالك حوادث إجتماعيى لشخصيات عادية ماتت ميتة الأبطال , وهنالك أبطال كبار ماتوا ميتة الناس العاديين .

وكان سلامه موسى المفكر العربي القبطي الكبير يقول : أتمنى أن أموت وعلى صدري كتاب .

وكان طلال مداح الفنان السعودي لا يتمنى تلك الميتات ولكنه مات رغماً عنه وهو يؤدي دوره الكبير على خشبة المسرح .
ومعظم السياسيين ماتوا إغتيالاً وهو يؤدون واجبهم السياسي , سواء أكان رمياً بالرصاص أو تفجيرا عن بعد بالقنابل .

العظماء يكون موتهم موتاً غير طبيعي , تماماً كما تكون ولادتهم غير طبيعية , وحياتهم غير طبيعية , ومعظم قادة التاريخ والفرسان ماتوا وهم على أحصنتهم , ماتوا وهم يفكرون أو يكتبون , كما مات الخليل بن أحمد الفراهيدي وهو يفكر بمسألة حسابية فضرب رأسه بعامود سارية المسجد فمات على الفور.

للمثقفين عن الموت فلسفات كبيرة , تماماً كما يعيشون أو يتمنون أن يعيشوا حياتهم , إلا عبد الحليم حافظ , فقد كان يكره الذهاب للفراش لكي ينام لأنه كان يعتقدُ أنه سيموت أثناء النوم .
ومن العظماء من إختار أجله بيده منتحراً فللإنتحار فلسفات كبيرة أيضاً ورغبات مشروخة , فمن العظماء من يفضل أن يموت منتحراً على أن يموت وهو متقاعد لا يمارس مهنته ومواهبه .

إنني أيضاً أستذكرُ هنا مقولة خالد بن الوليد الذي إنزعج من الموت على فراشه وقال : أأموتُ على فراشي كما تموت ُ البعيرْ؟!.

ومن الميتات التي أزعجتني ميتة الشاعر الكبير بدر شاكر السياب , الذي وصلت جنازته إلى منزله في نفس الوقت الذي أجبر به صاحب المنزل عائلة السيلب على إخلاء المنزل , فلم تدخل الجنازة على منزل السياب وإنما دخلت على منزل جار السياب .


و المؤلف المسرحي يوربيدس هاجمته الكلاب فمزقته و مات!

و الفيلسوف ذيوجانس اللايرسي طلب أن يدفن على رأسه، وذلك أيمانا منه بأن العالم سوف ينقلب رأساً على عقب، فأذا أنقلب صار وعاد هوكما كان واقفا على قدميه
ويقال بأن الفيلسوف العظيم أرسطو (384-322 ق.م) ألقى بنفسه في البحر, بسبب عجزه عن تفسير بعض الظواهر الطبيعية .











#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتح الإسلامي1
- الفتح العربي للنساء2
- المرأة تفتح بيتا
- مكتشفات بالصدفة
- إحكي إنت ليش ساكته؟؟
- رسالة شكر إلى معالي الأستاذ الدكتور صبري إربيحات وزير الثقاف ...
- زيادة وزني
- إنتخابات رابطة الكتاب الأردنيين 2009-2011
- تفكيك الجسد
- جسد المرأة
- الإحتراف في الحوار المتمدن
- في بيتنا روسيه
- أنثوية العلم
- أنا هذا اليوم
- من العصر الأنثوي إلى العصر الذكوري
- أعطونا الطفوله
- الحرية مسألة شخصية
- ظل راجل ولا ظل حيطه
- رسالة من امرأة عادية
- بإنتظار رسالةٍ مهمة


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كيف يموت ُ العظماءْ!؟1