أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسب الله يحيى - الدرس الرابع عشر في التربية الشيوعية














المزيد.....

الدرس الرابع عشر في التربية الشيوعية


حسب الله يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2700 - 2009 / 7 / 7 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما هاجم ثلاثة شبان صديق وشريك أخي الشهيد وعد الله النجار في دكان النجارة الذي كانا يديرانه معاً ، فوجئت بصمت أخي ورقة طبع صديقه محسن الذي خاطبهم بود وهدوء :
- لقد استعرتم الدراجة وكان ينبغي اعادتها سالمة مثلما اخذتموها او اصلاح الخلل والعطل الذي الحقتموه بها .
قال كبيرهم :
- هي دراجة قديمة وتعطلت .. ماذا نفعل بها ؟
أضاف الثاني :
- هل تريد اصلاحها من جيوبنا ؟
علق الثالث :
- محسن .. شوفلك غيرها .
نما الغضب في صدر محسن جراء الاجابات الثلاث .. قال :
- يابا .. عليّ الغلط ، كان يجب ان استورد لكم دراجة من الشركة .. لتركبوها آمنين ، مطمئنين،سالمين ،غانمين ..
- ها .. محسن تسخر منا !؟
قال الاول:
- حضرتك تستمن بالدراجة علينا ؟
قال الثاني :
- هل نحن مابعينك ؟
عندئذ نهض أخي وعد الله وخاطبهم :
- يابا .. اكسروا الشر .. مايكون الا خاطركم طيب ، الدراجة دراجتنا ونحن مسؤولون عن اصلاحها عندما يعطلها من استعارها منا .. إدللو .
- إدللو .. شنو !
قال اكبرهم
قال أخي :
- يعني .. نحن المقصرون ، كان يجب اصلاحها واعارتكم اياها !
اجاب الثاني :
- شنو يعني ، هل تريدون توريطنا بدراجة عاطلة ؟
صرخ محسن :
- أخي انتم مشكورون ..الدراجة عاطلة ، اتركونا والسلام .
صاح الثاني :
- ولماذا تصيح .. ولماذا هذه المنّة علينا ؟
بقيت اراقب الموقف .. وعجبت كيف كان يجيب هؤلاء الاخوة ، وكيف يسعى أخي وصديقه محسن الى تجاوز الموقف الذي بدأت وتيرته تتصاعد وتأخذ مساحة الحوار جواً من السخونة والحدة والترقب والحذر ..
خاطبهم أخي وعد الله بهدوء :
- اخوان .. ما صار شيء ، الدراجة عاطلة ..
ولم يدعه كبير الاخوة يكمل :
- أنت شيوعي ، ماعلاقتك بالموضوع ؟
عندئذ وجدت وعد الله يتقدم خطوة الى الامام ويواجه كبير الاخوة :
- ما علاقة الشيوعية بالموضوع .. نعم أنا شيوعي .. وعلاقتي بالموضوع أن صاحب الدراجة صديقي وشريكي .. وانا اريد أن اصلح بينكم .. ولا اريد تصعيد الامور ..
قال الثاني :
- نحن لانقبل النصيحة منك .
لاحظت وعد الله وقد بدأ ينفعل واندفع الى المتحدث قائلاً :
- اذا لم تقبل النصيحة من شيوعي يتعامل معك باحترام .. انصرف أنت وإخوانك ..
هذه آخر نصيحة لك .
واندفع الثلاثة باتجاه أخي ..فيما وقف محسن خلفه .. ليكون ظهيره .
وفوجئت بوعد الله يمسك بأكبرهم ويدقع به نحو الأخوين فيسقطان وقبل أن ينهض الثلاثة حمل بوجههم عموداً من الخشب :
- من يتقدم سأضربه .. هيا إنصرفوا .
طأطأ الاخوة رؤوسهم وانصرفوا .
بعد انصرافهم ، توجه اخي الى محسن وسأله :
- أهذا طراز من البشر يمكن اقامة صداقة معه ؟
- وعد الله ، لقد فوجئت بطريقة كلامهم ، واحسست انهم كانوا يريدون تصعيد الامور حتى يجروك انت بالذات الى معركة ..
- ولماذا انا .. انا لا اعرفهم ، ولا علاقة لي بهم .. انهم أصدقاؤك ..
- اعتقد ان هناك من دفعهم لاقامة خصومة معك .
وانفعل وعد الله :
- اذا لم تكن الكلمة مفيدة ، والنصيحة مجدية ، فهناك امور يمكن حسمها بالقوة .. واذا لم تحسم القوة المشكلة .. فان خصمك سيسيء اليك مرة ثانية ..
وبالفعل عاد الاخوة الثلاثة بعد قليل وهم يحملون الخناجر فيما كان احدهم يحمل مسدساً وأطلق هذا رصاصة في الهواء وتوجهوا الى وعد الله مجتمعين .. واستبق أخي الهجوم ، فكان ان ضرب حامل المسدس بلوح خشبي على يده فسقط ، فالتقطه فوراً فيما كان الاثنان يتوجهان اليه بخنجريهما .. وقبل ان ينالا منه واجههم بالمسدس .. وكما في الحالة الاولى .. إنصرفوا .. فيما بقي المسدس بيد أخي .
كانت صورة اخي هذه المرة مختلفة تماماً عن سابق عهدي به ، فقد كان بالنسبة لي صورة لرجل حكيم ، قبل ان تكون لرجل يمتلك القدرة على مواجهة الآخر بيد قدت من القوة والحسم والشجاعة ..
وتذكرت أن اخي كان يأخذ تمارين رياضية في البيت بهدف أن يكون بوضع صحي جيد وسليم .
- وعد الله انت تمتك القوة في مواجهة اعدائك ، مثلما تمتلك الحجة والبرهان في النقاش مع من يختلف معك .
- حسيب .. لكل حالة اسلوبها .. وحين يعجز الحوار عن اقامة الجسور مع الآخرين .. لاينبغي أن يكون المرء خروفاً وسط جمع من الذئاب .. انهم سيفترسونه .. وعندئذ لانفع من الحوار .. ولابد من مواجهة الامور بالقوة .. القوة وحدها تحسم الامور .
- وعد الله .. كدت ترتكب جريمة قتل !
- لايمكن أن افعلها الا عند الضرورة القصوى ، عندئذ اجد نفسي مشروع قتيل لاذنب له .. لذلك أجد نفسي مضطراً للدفاع عن نفسي .. هذا حق قانوني وشرعي وإنساني .. والا هل يمكن انتظار خصمي الذي لم أخاصمه ولم أكن اعرفه من قبل .. يفتعل معركة واستسلم له حتى يقتلني ..؟
هذا ضعف وهزيمة .. وما كنت ارضى لنفسي أن أهزم أبداً .. وما كنت يوماً أقبل الخضوع والركوع أمام أحد .. أياً كان هذا الأحد ..
- ولكنك داعية سلام ..
- نعم .. السلام مع من يبادلني السلام .. وليس بوسعي أن اكون حمامة سلام مع من يريد أن يصطادني ويقطع عنقي .. هل ترضى هذا لنفسك وللآخرين ..؟
قلت وأنا خجل من موقفي :
- لا .. لا






#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرس السادس عشر في التربية الشيوعية
- الدرس الحادي عشر في التربية الشيوعية
- الدرس الثاني عشر في التربية الشيوعية
- الدرس العاشر في التربية الشيوعية
- الدرس الخامس في التربية الشيوعية
- الدرس السادس في التربية الشيوعية
- الدرس السابع في التربية الشيوعية
- الدرس الثامن في التربية الشيوعية
- الشهيد وعد الله النجار .. علمني كيف يحب بعقله!
- الدرس الرابع في التربية الشيوعية
- الدرس الثالث في التربية الشيوعية
- الدرس الثاني في التربية الشيوعية
- النقد في منظورين : الجفاء والوفاء
- الدرس الاول في التربية الشيوعية
- للكوارث في العراق الراهن..تسلسل خاص.
- الاعلام العراقي في شبكة
- نهار المدى .. شارع وحياة
- في ثقافة المصالحة والتسامح
- إعدام حلم
- الزعيم يختار الخراف الرشيقة


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسب الله يحيى - الدرس الرابع عشر في التربية الشيوعية