أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم سوزه - اين حريتي














المزيد.....

اين حريتي


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2697 - 2009 / 7 / 4 - 04:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مصطلح ضبابي مطاط ومخادع كان غاية ً لوجود الانسان وهدفاً تنشده العقول عند كل فلسفات التاريخ قبلا ً وبعداً، ونسبيتها هي ما زرعت الحيرة عندي وعند الجميع، اذ لا اتفاق على ماهيتها ولا اجماع حول دلالاتها.

تلك هي "الحرية"

مفردة ملموسة مع دلالة مفقودة طالما تختلف باختلاف الاذواق والافكار.

لغة ً، لا اعتقد ان هناك كلمة تضاهيها في مدلولاتها، بل هي الفضاء الكبير لرزمة معاني ارهقت عقول المتفلسفين، وكلٌ يراها على ليلاه.

ففي الاسلام كما ذكر رواده الاوائل، الانسان حرٌ اذا ما عبد الله، وان الحرية تتجسد في عبودبة الله، الخالق، العظيم، الجبار، الواهب، الرازق، .... الى المتكبر.

ولرجلي صدر الاسلام علي بن ابي طالب وعمر بن الخطاب الاثر البالغ في ترويض المسلمين على قبول هذا التفسير للحرية، وكلٌ منهم خاطب شريحة من ابناء مجتمعه، حيث قال الاول للمُستعبَد (بفتح الباء) ما نصه "لا تكن عبداً لغيرك وقد خلقك الله حراً" فيما كان المُستعبِد (بكسر الباء) هدفاً لمقولة بن الخطاب في حديثه "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً". ويبدو ان الاثنين قد اتفقا على ان الحرية رديف للانسان في ولادته وتنتفي حال اختيار الانسان عبودية غير الله.

صورة اخرى من صور الحرية بمفهوم مغاير عما قاله خليفتا الاسلام، من امام ينتمي لذات الدين وهو الامام موسى بن جعفر الكاظم، احد احفاد الامام علي بن ابي طالب والامام السابع للشيعة الامامية الجعفرية .. حيث تذكر النصوص كان موسى بن جعفر يوماً عائداً لمنزله في احدى احياء بغداد القديمة وفي الطريق شاهد اَمَة ً وهي تلقي كيساً من النفايات خارج منزل ٍ علت فيه اصوات المزامير وصدحت دفوفها بالغناء والرقص الماجن مع طيب الخمر والمنكرات، ليسألها عن سيدها، أهو عبدٌ ام حر؟ قالت الاَمَة: حرٌ ياسيدي .. فقال لها صدقت، لو كان عبداً لاستحى من الله.

المنطق الصوري للنص المذكور اعلاه يعطي انطباعاً بان الحرية في غير عبودية الله، وان الانسان حرٌ متى ما لم يعبد الله!

ما هي الحرية اذن في المنهج الاسلامي؟ ايعرف الانسان المسلم؟ ام هو ليس حراً في اختيار اجابته من بين الاجابتين اعلاه طالما بناءه اللغوي المقدس سبق وجوده وشكّل له عقله؟
اللغة بنية مقدسة تحكم الانسان مهما كان جنسه ولونه وعرقه، وابن هذه البنية عبدٌ لها، لا حرٌ في التمرد عليها .. وان استطاع فسيسقط في عبودية اخرى ومنظومة بنيوية جديدة.

لقد زحفت صلعتي الى نصف ظهري وانا ابحث اين يمكن ان نجد الحرية بمعناها المطلق؟ وايّ نظام ٍ سياسي ٍ يكفلها حقاً؟

باعتقادي ان "الحرية" كلمة شعاراتية اكثر مما تكون "حقيقية" وان "الاحرار" المطالبين بها سرعان ما يتحوّلون الى ضدها حال تمكنهم من السلطة والحكم .. لتنتقل ارثها من جديد الى آخرين مصطفين في طابور التتابع على الدكتاتورية وبنفس الطريقة الرتيبة ايضاً.

ليس هناك فكراً تحرّرياً استطاع ان يحكم في بلد ٍ ما، ولم يتحوّل الى منظمة عسكرية خانقة للحريات، ترى هل السبب عدم ايمان مُدّعي الحرية بها واستخدامها شعاراً فقط، ام ان الامر يعود لاختلاف الرؤية والفهم في تفسيراتها!!
الامر سيّان، فالكل يبحث عن الحرية طالما تحقق رغباته ويحاربها اذا كانت تحقق رغبات غيره، وان كل احرار العالم لو اجتمعوا وحكموا الكوكب برمّته، ستبقى الحرية معدومة او مفقودة وستطالب بفضاءات اخرى مستحيلة التحقق في ظل "حكم الاحرار" هؤلاء.

فهل هناك تعريف محدّد للحرية عند اهل الفلسفة والدين؟ باعتقادي، كلا والف كلا، ما دمنا وانا واحد منهم نعيش في غابة الايديولوجيات.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست ولاية الفقيه في مأزق تاريخي بل الحوار المتمدن
- هل فشل الاسلام في ايران؟
- النظام الاسلامي في ايران والثورة الخضراء
- الى دولة رئيس الوزراء ووزير المُهجّرين المحترمين
- وَحدَه أدونيس يُلهمني
- الى الحركة الشعبية لاجتثاث البعث، البعثي بعثي ولو طوّقته بال ...
- معسكر اشرف يُطيح برأس الربيعي
- بعيداً عن السياسة وقليلاً من الفكاهة، هادي ابو رجل الخضرة
- امتيازات اعضاء مجلس النواب العراقي
- محكمة الفيليين ام محكمة سامية عزيز؟
- الدويتو، ظاهرة جديدة في عالم الكتابة
- صراع اتحاد كرة القدم، الى اين!!!
- ايرانيون وان لم ننتم
- ثقافة الاستقالة ودورها في تأصيل المجتمعات المسؤولة
- حزب الدعوة يُشهر كارته الاصفر بوجه المجلس الاعلى
- وجهة نظر في المُعترك الانتخابي القائم
- -مدنيون- في مدينة الصدر
- انبثاق الاتحاد العراقي لاساتذة الجامعات والكفاءات المستقل
- (قندرة) تصنع بطلاً قومياً جديداً
- هل هي مرحلة الشيوعيين الآن؟


المزيد.....




- انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال ...
- حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس ...
- هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون ...
- ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
- بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة ...
- منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
- فستان متحدثة ترامب -صيني-
- الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن ...
- -لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
- الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم سوزه - اين حريتي