أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوعبيد - جاكسون العربيّ














المزيد.....

جاكسون العربيّ


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


حين يلعب منتخب البرازيل مع نده، نجد أنفسنا، نحن أبناء يعرب، برازيليين أكثر من الأصليين. وإذا رحل نجم من هوليوود، يتصرف كثيرنا بما يوهم أننا أصحاب هوليوود ومكتشفو الراحلين، علماً أن حزننا وطريقة التعبير عنه تختلف عن الآخرين الذين "يمنطقون" التعبير عن آلامهم وأحزانهم بما يترك للمرء فسحة أمل للمستقبل، بينما عندنا يشعرك المحزونون أن الحياة توقفت بتوقف قلب من رحل.
وحتى لا يساء الفهم، ليس المقصد مما سبق دعوة لعدم إبداء مشاعر الأسى على من يرحلون أو يصابون بسوء أيا ًكانت أديانهم وأجناسهم وألوانهم، خصوصاً هؤلاء الذين يتركون بصمات جلية على الصعد كافة، بل واستطاعوا التغيير وكسر القواعد المألوفة، حتى صار الكسر قواعد بحد ذاتها كما في حالة مايكل جاكسون. القصد أن لا نُبقي أنفسنا في خانة المشجِعين فقط، بدلاً من أن نكون شجعاناً مشجَعين.
رحيل مايكل جاكسون المفاجئ صدم محبيه وكارهيه على السواء، وانضمت العرب العاربة إلى جموع الأسى، فلم نختلف عن أفريقيا موطنه الأصلي، ولم نتباعد عمّن تجنّس بجنسيتهم. لكننا نتناسى الكليات على حساب الجزيْئات، كعادتنا الأصيلة، وبدلا ً من دراسة وتحليل ظاهرة جاكسون، انكفأنا إلى أحاديث من قبيل هل سيدفن على الطريقة الإسلامية أم لا، وهل مات قتيلاً مسموماً أم ميتة طبيعية، مع أن الأمر متروك لأهل الاختصاص، فعند جهينة الخبر اليقين ولو بعد حين. لذلك اكتفينا فقط بسد رمق الحاجة إلى إبداء الحزن على رحيله من دون أن نفتح شهيتنا لخلق ظاهرة عربية توازي الظاهرة الجاكسونية، أو أدنى قليلاً.
وهنا قد يحمل لنا أمرؤ أسماء من أصول عربية هي أيضا ظاهرة، لكن ما الجدوى إذا كانت تتنكر لأصولها العربية. وكضربة استباقية لمن سيقول إن جاكسون هو أيضا تنكر للونه، فإن ما حدا به إلى القيام بذلك ما انفك سراً مهما كثرت التكهنات والاجتهادات.
حين يراقب المرء أخبار وفاة جاكسون التي اجتاحت شاشات التلفزة قاطبة، واكتظ الإعلام بجل وسائله بالأحاديث عنه، محللاً، مهللاً، معدداً المناقب وحتى المثالب، ينتابه أسى، غير أسى الرحيل، خالٍ من الحسد، وإن انطبق على جاكسون القول "حتى على الموت لا أخلو من الحسدْ". فهذا الخبر الذي أطاح الأخبار الأخرى رغم أهميتها وثقلها، وأقصى أحداث إيران من المرتبة الأولى على "تويتر" إلى الخامسة، وأبطأ من سرعات الانترنت، قد يسوق أحدنا إلى التمنى أن نرى عربياً ذات حين احتل مكانة جاكسون و إلفيس بريسلي، ولكن مع طول العمر، أو عربية تربعت على عرشٍ إعلامي مثل أوبرا وينفري، وممثلاً ينافس ويل سميث و مورغان فريمان في بلاد هوليوود بدلاً من الاكتفاء بعمر الشريف. ولا ريب، حينئذ، في أن الفخر سيكون سيد أحوالنا ونحن نرى غير العرب يضيئون الشموع على رحيل عربي، أو حين نرى البرازيليين، مثلاً، يشجعون منتخباً عربياًً ويطلقون أبواق سياراتهم في شوارعهم حين فوزه، ولم يعد ينطبق علينا المثل الشعبي القائل "القرعة بتتباهى بشعر بنت خالتها".



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها
- لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة
- أقزام في الانتماء
- و كثيرُنا كان قليلا ً
- المُسْتثقِفون
- من يمنح من؟
- المدينة الفاضلة كما أراها
- إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط
- عام جديد وما انجلى الصدأ
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم
- صواريخ عقل – عقل
- تفكير مثل الرصاصة
- فياغرا فكرية
- أهلاً يا -عرب إسرائيل-
- إسرائيليات ولكِنْ
- صفات لا تنمحي
- نًحْنُ
- الحرام لا ينفي سمة الإبداع
- الحرام لاينفي سمة الإبداع


المزيد.....




- ترقية المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أد ...
- -كناوة- والصويرة ..شغف فني في -المدينة السعيدة-
- شرور الديكتاتورية وترياق الأدب.. رحيل كاتب ألبانيا الكبير إس ...
- لينك مباشر بضغة زر.. نتيجة الدبلومات الفنية ” زراعي وصناعي و ...
- -في قلبي- الإصدار الرّوائيّ الأوّل للمحامي رضوان صندوقة
- استمع/اغنية مشتركة تجمع سامي يوسف والفنان الايراني همايون شج ...
- -زيارة خاطفة-.. مغني الراب الأمريكي الشهير كاني ويست في موسك ...
- رحلة السقوط الحر.. المخرج شريف عرفة تحت المجهر
- الآن ظهرت..  نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2024 جميع ال ...
- الحلقة الاولي مترجمة.. شاهد الموسم الثاني من مسلسل صلاح الدي ...


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوعبيد - جاكسون العربيّ