أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - العلقم














المزيد.....


العلقم


سيمون عيلوطي

الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 09:36
المحور: الادب والفن
    



تذكَّرتُ وأنا أقرأ هذا الكم الهائل من الكتابات التي تطل علينا كل يوم من قبل العديد العديد من الكتَّاب والأدباء يتحدَّثون فيها عن الشاعر محمود درويش بعد مغادرته لنا. أقول : ذكَّرتني هذه الكتابات بحكاية رواها لي المرحوم والدي عندما كنتُ صغيراً.. مفادها أن الشخص الكبير وصاحب الجاه والنفوذ، يحاول الجميع التقرب منه ومصادقته..بل حتى من تربطه به صلة قرابة بعيدة تخص جد جد الجد، يُظهِر نفسه وكأنّه ابن عمه(البدري) اللزم ، بهدف الإستفادة من سلطانه ونفوذه، في حين يتنكّر ويتهرَّّّّب ويخجل من أخيه إذا كان فقيراً معدماً، خوفاً من أن يسأله ذات يوم عن حاجة ما. ولما رأى انفعالي ودهشتي مما سمعت، ألحقها بحكاية أخرى، قال اسمع يا بُني: النَّجاح له مئة أب ، ذلك لأن الجميع يدَّعي بأنه صاحب الدَّور البارز في تحقيقه..، أما الفشل فيتيم، الجميع يتهرَّّّّّّّب من الإعتراف بالمسؤولية عن حدوثه .
ولأن محمود درويش شاعر كبير، ابتليَ ( وكان الله في عونه) بأن أصبح "من الواجب" على كل من عرفه أو لم يعرفه، وعلى كل من قرأه أو لم يقرأه، وكل من آمن بطريقه أو من أشاح بوجهه عنه خوفا على وظيفته من هذا الطَّريق،أن يكتب عنه كلاماً الكثير منه لا" يسمن ولا يغني عن جوع "، ولم يتوقَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّف الأمر عند هذا الحد، بل أصبحت تقام الندوات والمنصًّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّات يتحدَّث فيها كل من ادَّعى أنه على صلة به أو على اطِّّلاع على شعره ، وأنا أستغرب أن كاتباً رفض أن أقرأ قصيدة أهديتها لمحمود درويش في أحد البرامج الإذاعية التي كان يقدِّّّّّّّمها ، وذلك خوفاً على وظيفته من اسم محمود درويش ، يكتب عنه اليوم ،(بعد تقاعده طبعاً) مقالة يشعرك فيها وكأنَّّّه من أقرب المقرَّّّبين إليه ، والأدهى أن كاتباً آخر انسحب من ندوة شعرية أقيمت في بيت الكرمة في حيفا، لأنني أعلنتُ أنني سأقرأ قصيدة وطنية في هذه الأمسية ، ولم تنفع معه شفاعة عريف النَّّّدوة آنذك ، طيَّّّّّّّّّّّب الذِّّّّّّّّّّّّكر الشاعر مؤيد إبراهيم ، فأصرَّعلى الإنسحاب لأنه كان مدير احدى المدارس ويخاف على موقعه هذا أن "يطير من بين يديه"، والغريب العجيب أن هذا الكاتب اليوم ، وبعد غياب شاعرنا الكبير ، نراه يُفيد من هذا الغياب ، (فمصائب قوم عند قوم فوائد) والذي تزامن بعد تقاعدة ومحاولة تقرُّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّبه من المنابر والوطنية.. فأصبح يكتب في الصُّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّحف التي كان يخاف أن (يجيب سيرتها) بالأمس ، ويتحدَّث في النَّدوات عن علاقته الحميمة بدرويش بعد أن منعَ توزيع كُتبه على المعلِّّّّّّّّّمين في مدرسته، إلى درجة أن درويش لم يكن يعرف تناول طعام العشاء – كما يقول - إلا بمشاركته له ، وأنا على يقين من أن الصحف التي تنشر له والقيِّمين على النَّدوات الذين يدعونه، لو كانوا يعرفون عنه هذه الأمور لما جعلوه يظهر بمظهر (دلِّّّّّّّّّيلوني ما إلْكو غيري) ولما دعيَ كذلك إلى مثل هذه المنابر والمنصَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّات ، وأعرف أن من تركه بعد التخرج من المدرسة ، لينتسب إلى حزب صهيوني بهدف الحصول على وظيفة معلِّم ، أصبح اليوم ، وبعد أن تقاعد ولم يعد بحاجة إلى ذلك الحزب ، إذ ضمن المعاش ، فأخذ يُظهر نفسه وكأنه أقرب إلى محمود درويش من محمود درويش إلى ذاته . والملاحظ أنهم لا يتحدَّّثون عن شعر محمود درويش ، أو عن ابداعه الذي تطوَّّر من خلال المراحل التي مرَّ بها مثلاً ، بل عن أمور لا تهم الجمهور ولا تفيده بشئ ، وأنا كنتُ قد عبَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّرتُ قبل مدَّة قصيرة عن ذلك في تلخيصي لبرنامج " أوراق" الذي يقدمه الإعلامي والكاتب نادر أبو تامر ، حيث توقَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّفتُ عند بعض ما ورد أعلاه ، منتقداً هذه الكتابات التي تُكتب حول هذا الشاعر ، والتي بمعظمها تأتي باهتة ولم تضف جديداً إلى ابداعه ، وسرَّّّني أنني وجدتُ كاتباً كبيرأ، وهو محرر الملحق الثقافي في جريدة الحياة ، عبده وازن، يكتب مقالاً حول هذا الكم الهائل من الكتابات التي خصَّّّّّّّّّّّّّّّّت محمود درويش بعد رحيله ، ولكن فاته وفاتني أن نذكر أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، بل تجاوزه إلى منح جوائز على اسمه، ولولا أن لحق نفسه ، وفزَّّ من مرقده في رام الله وفي اللحظة المناسبه، رافضاً تسمية جائزة اسرائيلية على اسمه،لربَّما مرَّّّّّّّّّّّ هذا الأمر، وذاق "لا سمح الله"، كل ما فيه من علقم .



#سيمون_عيلوطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع المرشد السياحي في معالم فلسطين فوزي ناصر
- ليس بالماوس وحده يحيا الطفل
- مقابلة ادبية
- حوار مع الكاتبة راوية بربارة
- حَوَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّام هايِج ْ بِالرُّّّّّّّّعود
- الأنتفاضة
- قصيدِة غزل للقدس العَتيقَة
- بشارف لغسان كنفاني
- بلاد بخروم الابر
- جروح خطى الاحلام
- جُزُر العَجايِبْ وِالغرايِبْ
- منديل جفرا
- صورة
- قطَّّّعو حروف الكتب
- القاهرة نبع الوحي
- نخل العراق
- تنين البراكين
- شوبان
- مدد .. مدد
- حافية ومفرعة


المزيد.....




- أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21 ...
- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...
- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - العلقم