إبراهيم حسون
الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 06:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بالأمس قررت أن أسهر حتى يتمكن مني السلطان , وطبعاً ليس أحد سلاطين العرب , فهؤلاء أدامهم الله فوق ظهورنا إلى أن يملوا هم من ركوبنا ويستبدلونا بمركوب آخر , هؤلاء الكرام لا حاجة لنسهر ليتمكنوا منا , نحن أدام الله علينا نعمهم والتي هى أكثر من أن يتمكن بشري من حصّيها وعدّها , لا نكلفهم عناء التمكن منا , بل وفاءً منا لربوبيتهم الخلاقة , نذهب نحن , حقيرين , ذليلين , تافهين , خانعين , لجلالهم حافظين , ونمكنهم منا , كخواتمهم الباهرة , التي في أناملهن القادرة الطاهرة .
بالأمس قررت , بعد أخذ الإذن من أصحاب القرار , أدام الله قرّهم وكتم قرّنا , وهو صاحب القرار الذي لا مرد لقراره .
قررت أن أمكن سلطان النعاس مني , كي أتخلص من هذه الأحلام بل هذه الكوابيس اللعينة .
لذلك تسمرت أمام التلفاز , أكحل ناظري بتلك القامات , وأهذب أذني بسماع تلك الفصاحة , وأعلم نفسي أصول السماحة , لتقرّ عينيَّ بعدها وتنام .
غفوت ... يا ليتني لم أغفو ..يا ليتني نمت ولم أفق .. وإذا بملاك لا شكل له ولا هيئة يلكزني ...
: أنت بالأمس طلبت الموت من مولاك , وهو أرسلني إليك ليلبي لك طلباً أخير قبل أن يستجيب لك ويقصف عمرك , فاطلب وتمنى ...
فصفنتُ برهة وأجبته .. يامولاي لا حاجة للتفكير .. إذا تكرّمتم عليّ أريد أن يمسخني الله ربنا العظيم , إلى كلبٍ أو قطٍ أو بغلٍ أو أي حيوانٍ أليفٍ , في بيت أو مزرعة أحد زعمائنا الكرام ...
قال : فليكن لك ذلك وإياك أن تنقّ بعد ذلك وتعرّ
وبرمشة عين رأيت نفسي... في أحد البيوت ... ياه ..إنها الجنة الموعودة .. بملائكتها , بمؤمنيها , بجواريها وأ نهارها ولبنها وعسلها , بحيواناتها.. قططها وبغالها وكلابها وأولاد كلابها .. أمثالنا
وإذا بزوجتي تنعرني بمنتهى اللطف
: قم ونم في سريرك يا ملك !!...أنت الفتى ما أجملك !!..
يا عزيزتي .. يا ليتك تركتني أكمل حلمي .. أنت تسخرينّ مني .. لقد كنت في إحدى جنان الخلد ..
#إبراهيم_حسون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟