ماهر طلبه
(Maher Tolba)
الحوار المتمدن-العدد: 2693 - 2009 / 6 / 30 - 10:08
المحور:
الادب والفن
"واذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا ...من كل فج عميق"
صدق الله العظيم
دخل بين الجبلين .. "رب ادخلنى مدخل صدق.." .. سعى بيديه وضعهما على الأسود الشريف ومضى يمسحه فى عشق مجنون ..."كسوته الحريرية الحمراء هى التى جذبتنى إليها , فقد علمت منذ البدء أن خلف هذا اللون الأسود تشع الدماء نورها السماوى .." طار لبه .. تذكر كيف كان الحلاج يرى فيجن , فتعربد ذاته نشوة ويبوح كاشفا عن حاله ..أحرم تخلص من المخيط .. صار عاريا كيوم ولدته أمه ..طاهرا كيوم صوره الله على صورته .. اقترب من البئر المقدس بشفتيه ... نهل من زمزم حتى ارتوى جسده .. أعاده "الرضاب " نورانيا من جديد ..ربانيا من جديد..أحس باقتراب الله منه .. حلوله به .. صرخ من النشوة .. "ما فى الجبة ألا الله "1.. ألقى بالعالم كله خلفه , متخذا القبلة وجهته وبدأ السعى من جديد .. كان على وشك أن يعبر السدره سمت روحه فى عشق مجنون , أشبع ناظريه وفؤاده بكمال الوجود احتواه عطر ذاك الأسود الكريم .. اسكره فأسرع فى سعيه .. صاعدا المنحدر الجبلى ,, وضع يده على القمة الأولى هتف .(."واغوثاه .. واغوثاه ... يا شبلى .."... "أراد الله أن تجلى محاسنه وتستعلن أنواره فأبدع من اثير القدرة العليا مثالا صاغه طينيا ... وجلاه وزينه فكان صنيعه ....")2 .. ما أعظم صنيعك ياالله ... اذ وحدت فى منطقة واحدة بين بهاء العلو وسمو الهبوط ... فمنحتنا القدرة على حسن الصنيع كذلك أنت فعول خبير .. "حبات اللؤلؤ التى تفصد عنها جسده أكدت له أنه قد عبر السدرة واتحد " .. احتضنت يده القمة الثانية زاد وجده ...صرخ كمن مسته نارا ...( سامحك الله يا شبلى .."هل أوقد قلبى نارا ألا الحج ..هل أنضج قلبى ألا وقد الصحراء وسعى الرمضاء ..")3.. مجذوبا نحو النور الصاعد من تلك البقعة المقدسة صار ..ذاب فى داخلها ..اصابه التعب ..قذف بالجمرات .."يأتوك رجالا ..".. انتفضت تحته ذبيحة .. ألقى بجسده بعيدأ متحللا من رباطه المقدس .."هنا نهاية سعيك " .. طاف بنظره المشتاق طواف الوداع ... وخرج من إحرامه .
هامش
1- مقولة للحلاج الصوفى الكبير
2و3 – من مسرحية الشاعر المصرى صلاح عبد الصابور مأساة الحلاج
http://mahertolba.maktoobblog.com
#ماهر_طلبه (هاشتاغ)
Maher_Tolba#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟