أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال جزء من استراتيجية فاشلة لحل الازمة العامة للراسمالية وخدعة لا تنطلي على الشعب العراقي














المزيد.....

الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال جزء من استراتيجية فاشلة لحل الازمة العامة للراسمالية وخدعة لا تنطلي على الشعب العراقي


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2693 - 2009 / 6 / 30 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمر النظام الراسمالي العالمي باقسى واعقد ازماته ولم تعد تجدي كل الحلول التي مارسها خلال مراحل تطوره وما تتفتق عنه قرائح علمائه ومؤدلجيه من وسائل واساليب لحلها او حتى التخفيف منها، بل واصبحت كل محاولة لحلها اسهاما في تعميقها . فاذا كانت الحروب في المراحل السابقة الوسيلة الجراحية التي تكلف البشرية عموما تضحيات جسيمة، لانقذها من الازمات السابقة، فالحروب في عصرنا اصبحت احد الاسباب الرئيسية لتفاقم الازمة الحالية ولاسيما الحرب على العراق واحتلاله . فقد جاءت الحرب لمد وتعزيز الهيمنة الامريكية على الشرق الاوسط ولتعزيز الهيمنة على العالم من خلال الهيمنة على مصادر النفط واسواقه باعتباره المصدر الرئيس للطاقة، وتشجيعا لسباق التسلح في المنطقة والعالم لانعاش شركات السلاح الامريكية، واظهار الجبروت الامريكي لترويع الشعوب وضمان رضوخها للهيمنة الامريكية. في حين فاقمت هذه الحرب ، كل تناقضات الهيمنة الامريكية وعمقت كل ازماتها. فقد تميزت .: اولا بانها اطول حرب في التاريخ، وهي تمر بعامها السابع ، بفضل استمرار تصاعد مقاومة الشعب العراقي المتنوعة ورفضه للاحتلال، رغم كل ما اقترفته قوات الاحتلال من جرائم الابادة والتدمير بما فيها استخدام الاسلحة النووية والفسفورية المحرمة دوليا، وكل ما احدثته من تخريب ايديولوجي وسايكولوجي . وثانيا تميزت بعظم تكاليفها الاقتصادية التي تجاوزت الترليون دولار ، الامر الذي لم يتحمله اكبر اقتصاد راسمالي عالمي وساهم الى حد كبير في تفاقم الازمة الاقتصادية العالمية . وثالثا تميزت بالادانة العالمية وتعرية كل ما ابتكره حكماء الراسمالية عبر جميع مراحلها، و ما صاغوه حكامها من قوانين ومواثيق تتيح لهم تستير جرائمهم او التهرب من احكامها ، وكل ما شوهه مؤدلجوها من اخلاقيات ومثل كحقوق الانسان والديموقراطية . وعمقت هذه الحرب من ازمتها الاخلاقية والاجتماعية على الصعيد العالمي . وتحمل الشعب الامريكي العبء الاكبر بعد الشعب العراقي من تبعات هذه الاستراتيجية الفاشلة. وتصاعدت نضالاته ضد الادارة التي نفذتها واعلنت الجماهير رفضها للحرب والاحتلال وطالبت بسحب القوات الامريكية من العراق . الامر الذي اجبر الادارة الامريكية الى اجراء تغييرات شكلية لاتمس جوهر الاستراتيجية التي تضمن ادامة الهيمنة الامريكية بل والحلم بتوسيعها الى جانب تقليص التكاليف الاقتصادية والتضحيات البشرية وتلميع الجانب الاخلاقي والتظاهر بالتعاطف الانساني مع الضحايا وتستير الجرائم والهاء البشرية عموما بما فيها الشعب الامريكي بامال ووعود كاذبة واللجوء الى الدين للايغال بتضليل الشعوب وشل ارادتها. فوجدوا باوباما ضالتهم التي تجمع كل هذه الامكانيات متسترا بلون بشرته السوداء وباسمه الديني وفصاحته واسلوبه المخادع. مع احكام احاطته بكل اقطاب الادارة السابقة ومنفذي استراتيجيتها الاقتصادية والمالية والسياسية والعسكرية ، المحلية والعالمية . وسمح له باغدق الوعود قبل انتخابه. فتعهد بحل الازمة الاقتصادية بما يخدم الجماهير المكتوية بالافقار والبطالة وتدهور الخدمات ، قبل الشركات والمؤسسات المالية. وبانهاء الحرب على العراق وسحب جميع القوات من العراق .
وما ان تم انتخابه حتى بدأ في التراجع عن وعوده وتجزئتها . فاغدق المليارات لانقاذ البنوك والشركات المفلسة قبل ان يحقق أي شيء لتخفيف العبء عن الجماهير. وتحول الانسحاب الكلي من العراق الى انسحاب جزئي وآمن للقوات المقاتلة مع الابقاء على قوات غير مقاتلة دون تحديد لاماد بقائها ، وتحت مسميات مختلفة . فضلا عن ابقاءعشرات الالاف من الخبراء والمستشارين المتغلغلين في كل اجهزة الدولة و عشرات الالاف من المرتزقة التابعين للشركات الامنية الامريكية الممول بعضها من البنتاغون واخرى من وزارة الخارجية . واثارة الصخب والتهليل مع ادواته في اجهزة الحكم المنصبة للبدء بالانسحاب من المدن الى القواعد العسكرية المنتشرة في جميع انحاء العراق!! كخطوة اولى لانسحاب القوات المقاتلة عام 2011 انسجاما مع الاتفاقية الامنية التي صيغت بامعان لا دامة الاحتلال وترسيخه بمعاهدات هيمنة اقتصادية واجتماعية وسياسية وعسكرية .
فالانسحاب الجزئي الامن من المدن جزء من استرتيجية فاشلة لمعالجة هذه الازمة المركبة للنظام الراسمالي العالمي الذي فقد كل مبررات وجوده في تطوير البشرية وقدم البرهان على ذلك بنتائج حربه واحتلاله للعراق الذي ارجع العراق قرون الى الوراء تحت ستار تحريره من الدكتاتورية واشاعة الديموقراطية وحقوق الانسان!! ولا يشكل سبيلا لحل أي من ازماته بل ولاحتى لتأخير تفاقمها . كما ان الانسحاب الجزئي الامن من المدن خديعة لايمكن ان تنطلي على الشعب العراقي الذي تتصاعد جميع اشكال مقاومته للاحتلال وتتخذ طابع الاعمال الجماهيرية ضد اجهزة الحكم المنصبة لخدمة الاحتلال وحرمان الجماهير من وسائل عيشها وامنها، ومن اجل فرض الرقابة الجماهيرية ومحاكمة اقطابها على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب من ناحية، وتطوير اساليب مكافحة قوات الاحتلال المتحصنة بقواعدها والمتغلغلة في اجهزة الدولة والغاء جميع اتفاقياتها وقواعدها العسكرية . ويتصاعد تاثير مقاومة شعبنا وتحديه لجبروت الاحتلال على نضالات شعوب المنطقة والعالم وتأثره بها. فالشعب الايراني اليوم ينطلق للتحرر من النظام الدكتاتوري السلفي الذي احكم استعباده وتخلفه متاثرا بنضالات شعبنا وتحديه، يسهم في نفس الوقت في التخفيف من نفوذ النظام الايراني الرجعي الذي لم يتوانى عن تقاسم الهيمنة الامريكية على العراق وعن اقتراف مختلف الاعمال الارهابية لالهاء القوات الامريكية عن طموحاتها في الهيمنة على ايران بحجة امتلاكها للاسلحة النووية.
سعاد خيري في 30/6/2009





#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب الايراني اخترق في انتفاضته عصرين من التخلف ودخل عصر ال ...
- دعم كفاح عمال وزارة الصناعة ضد تعليماتها بغلق معامل الدولة م ...
- الماركسية علم ونهج مادي دايلكتيكي وليس ايديولوجيا
- الانتفاضة الايرانية اسطع برهان على افول عصر الايديولوجيا
- لن يقتلوا السليقة الثورية للشعب العراقي وضميره الحي بقتل حار ...
- تحت شعار الحرب ضد الارهاب لبوش وغصن زيتون اوباما نفقات التسل ...
- استرشاد رئيس القطب الاكبر للعولمة الراسمالية بحكمة خادم الحر ...
- في يوم الطفل العالمي يباد ملايين الاطفال في العالم رغم القوا ...
- كيسي يدق طبول الحرب ويعلن العراق قاعدة متقدمة لها في محاولة ...
- نوارس دجلة تعزز الثقة بقدرة المرأة العراقية على تحدي ظلام ال ...
- الغاء المادة 41 من الدستور العراقي والالتزام بقانون الاحوال ...
- في اليوم العالمي للطفل صرخة لانقاذ اطفال العراق ضحايا جرائم ...
- الشعب العراقي رغم الكوارث والافساداحبط امكانية تحويله منطلقا ...
- اصطناع اسرائيل اداة للهيمنة الامبريالية سلاح ذو حدين 61 عاما ...
- في الذكرى 64 للنصر على الفاشية والبشرية ترزح تحت اخطر اشكاله ...
- انهاء الاحتلال الامريكي للعراق رهن بتصعيد جميع اشكال مقاومته ...
- ويبقى الشعب العراقي يذهل البشرية بانجازات نوابغه رغم سدل الظ ...
- مؤتمر دربن مسرحية فاشلة لتيئيس البشرية واشغالها عن مكافحة جر ...
- تحية لعمال العراق في يومهم العالمي يوم وحدة كفاحهم الطبقي وا ...
- تطوير الطبقة العاملة ليومها العالمي انقاذ للبشرية من مخاطر ا ...


المزيد.....




- صعدت الرصيف وصدمته.. شاهد لحظة دهس سيارة لطفل يركب دراجة هوا ...
- الكرملين يكشف عن رسالة بعثها بوتين إلى ترامب بشأن أوكرانيا
- مع تصاعد تهديدات ترحيل الطلاب الدوليين بأمريكا.. ما حجم تمثي ...
- لبنان.. 2700 خرق إسرائيلي منذ وقف النار أوقعت 180 قتيلا
- بعد تحسن العلاقات الروسية الأمريكية... شركة معلبات قد تفجّر ...
- ترامب يتهم -هارفارد- ببث -الكراهية والغباء- وتهديدات بمنع تس ...
- صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية .. ...
- إطلاق أكبر عملية لمكافحة المخدرات في تركيا (فيديو)
- بوتين خلال استقباله تميم بن حمد: قطر أحد أهم شركاء روسيا في ...
- دوديك يحدد أسباب رفض الإنتربول ملاحقته بطلب من قضاء البوسنة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال جزء من استراتيجية فاشلة لحل الازمة العامة للراسمالية وخدعة لا تنطلي على الشعب العراقي