أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - مع قرب الانسحاب .. التناقضات تفتضح














المزيد.....

مع قرب الانسحاب .. التناقضات تفتضح


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 2693 - 2009 / 6 / 30 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع قرب الانسحاب الامريكي من المدن العراقية الى معسكرات خارج المدن في اطار خطة انسحاب مجدولة تنتهي بالرحيل الكامل للقوات الامريكية اواخر العام 2011 ، برزت تناقضات لا ريب انها الاغرب او لنقل انها لم تكن متوقعة على الاقل لدى الشارع العراقي البسيط




التناقضات كانت و في ابرز صورها بمطالبة (جهات سياسية من داخل و خارج العملية السياسية و جهات مسلحة مصنفة بالارهاب او المليشيات) بعدم سحب القوات و ضرورة بقاءها ، وقت كانت نفس هذه الجهات من اهم المطالبين بالانسحاب و تحرير العراق من الاحتلال ؟

بل لم تقتصر مطالب هذه الجهات على الاليات الاعلامية و الدعائية ، بل اخذ قسم منهم و بشكل واضح يصعد امنياً في هجمات ارهابية شرسة على مدن العراق و مراكز التجمعات المدنية لغرض التقويض و الضغط لابقاء القوات الامريكية .. في حين صعد اخرون سياسياً من اجل ايقاف الانسحاب ، ويبقى التناقض عندما نلاحظ ان اشد المطالبين اليوم بالبقاء هم اشد المطالبين سابقاً بالتحرير هل هو فاصل تناقضي جديد في الواقع العراقي ام هناك رسائل معينة وراء ما يجري .

لعل احد اوضح الاسباب التي تختص بها الجماعات المسلحة في موقفها الرافض للانسحاب ، و المنعكس في التصعيد الارهابي الشرس من خلال العنف المنظم و استهداف التجمعات المدنية المكتضة المليئة بالمارة (العزل) بالانفجارات الدموية ، لترك اكثر عدد من الضحايا و اكبر مشهد من الدمار ، ينعكس برغبة هذه الجماعات بأبقاء القوات الامريكية .. لبقاء شرعية وجودها كجماعات تدعي المقاومة .. فحجة الارهابي عن اعماله انه يقاوم المحتل وفقاً للقاعدة التي تتيح للشعوب حق مقاومة محتليها ، و قد يتعكز على الخطأ او ا ي تبرير ضعيف اخر عندما يسأل عن اجرامه بحق المدنين في وقت ادعائه مقاومة المحتل ، ولكن لنتصور كيف ستكون المدن العراقية بعد الانسحاب المرتقب منها .. ستكون بلا قوات احتلال فما مبررات المدعي للمقاومة في البقاء على حاله .. الانسحاب سيسلب الشرعية (الغير شرعية) لمدعي المقاومة بالاستمرار بالعنف الاجرامي داخل المدن و ضد المدنين ، وهذا بطبيعة الحال ما لا يرغب في حصوله لا مدعي المقاومة و لا داعميهم .. بالتالي فهم يحاولون بأي صورة ممكنة افشال الانسحاب ليستمروا ، انها حال يمكن تشبيهها بمرتزقة حروب القرون اوسطى في اوربا (قبل النهضة) حينما يربكون الاوضاع السياسية بين المتخاصمين لتستمر الحروب و يرتزقوا منها ، فمع السلام لا رزق لهم .. يبدو ان التاريخ يعيد نفسه ولكن بتغيرات متعددة و بجوهر واحد .

كما ان التصعيد الارهابي يرسل للحكومة العراقية رسالة دول اقليمية تضغط على العراق لعدة اسباب و بعدة طرق ، مفادها (ان العراق قوته اليوم بالوجود الامريكي اما في عدمه فهو لقمة سهلة في ايدينا) ، وهذا التيار نشط بالخصوص بعد تأكيدات المالكي لجاهزية قواه الامنية .. بل لن اشطح بعيداً اذا افترضت ان جهات سياسية محلية و قد تكون مشتركة بالعملية السياسية .. تسعى لعدم انجاح الانسحاب الامريكي من المدن في هذا التوقيت كي لا يستغله المالكي و حزبه السياسي لصالحه في الانتخابات القادمة مطلع العام القادم ، نعم انها اللعبة السياسية القذرة في اقذر صورها .. عندما يصبح الوطن و المواطن لعبة بين المتصارعين .

نعم اجد ان التصعيد السياسي اخطر بكثير من التصعيد الامني ، وخاصة مع ترك المواطن في ريبة التناقضات و تحت خيمة الاشاعات و التحذيرات المختلقة من بحر من الدماء قد يسببه الرحيل الامريكي ، او على الجانب النقيض الذي يصف الرحيل بسيادة ما بعدها سيادة و استقرار غير متكرر ، و هنا لا بد التأكيد على ان اللعبة السياسية تعتمد على الواقعية في الطرح ، و هذا مفقود لدينا مما يساهم في بروز تناقضات عديدة .

فحديث المخاطر و الوضع الامني و التوافقات و المحاصصة ، كثيراً ما يكون اسهل الطرق للابتعاد عن الملفات الجوهرية في البلاد كالخدمات و الاستقرار و مكافحة الفساد و الاعمار .

ان انسحاب الجيش الامريكي من المدن ، هو تكريس لمفهوم التحرر و مصداق لجدولة الانسحاب ، و تعبير عن نجاح العراق الجديد في فرض نفسه كنظام ولد بأصعب مخاض عرفته التجربة الدولية خلال المراحل السابقة ..
www.alyasery.com




#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت استاذاً و صديقاً .. فليرحمك الله يا سلام الحيدري
- بين رفع الحصانة و سحب الثقة .. لا محاكمة للوزراء و النواب
- الإجابة على السؤال التقليدي .. المصالحة مع من ؟
- بخطوة متأخرة الحكومة العراقية توجه بإقامة تمثال للراحلة نزيه ...
- في الذكرى السادسة للتغيير في العراق
- حقيقة الجدل العراقي حول الانفتاح على (حزب البعث) السابق
- بين مفهوم المواطنة الأمريكية و مفهوم المواطنة العراقية .. في ...
- العراق الجديد (الديمقراطي) لا يمتلك سفيرة بالخارج !
- الانتخابات المحلية في العراق .. تعلن بداية فصل جديد في عراق ...
- العراق يعتزم طرد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من أراضيه
- اوباما يستبق وصوله للبيت الأبيض بالرغبة في الوصول لحل نهائي ...
- أسرار مرور الاتفاقية العراقية – الأمريكية .. تقرير مفصل
- العراق يسعى لإعادة عقوله المهاجرة
- هل إيجادنا الأمن يعني فقدان باقي الملفات
- الذكرى التسعون لنهاية الحرب العالمية الأولى
- الاتفاقية العراقية – الأمريكية .. محاور وخلافات وتحديات
- انفراج في أزمة مسيحي الموصل
- اصبت يا مصطفى العمار .. فالعراق بحاجة الى فن اخر
- الالوسي في إسرائيل مجدداً
- انتهى عصر الوئد وعصر الجواري و دخلنا عصر تفجير النساء


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - مع قرب الانسحاب .. التناقضات تفتضح