عمران العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2691 - 2009 / 6 / 28 - 10:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الانسحاب الامريكي في نهاية هذا الشهر( 30حزيران 2009) من المدن العراقية يشكل الحدث الأهم خلال هذه المرحلة ، كونه يمثل التطبيق الفعلي للجزء الاول من اتفاقية الانسحاب الامريكي من العراق والمتعلق بأنسحاب القوات الى خارج المدن.
وحسب هذا المفهوم ستخلوا المدن العراقية من التواجد العسكري الامريكي وهو امر جيد فيما يخص الاستعادة التدريجية لسيادة العراقيين على شؤون بلدهم ، في المقابل وكلما اقترب ذلك التاريخ ،هنالك ترقب يشوبه التوجس والحذر على المستويين الرسمي والشعبي.
الانسحاب لابد أن يحدث والمصلحة العراقية تتطلب ذلك من اجل الاعتماد على الجهود الذاتية ، ومادام هذا الانسحاب ليس بالانسحاب النهائي خارج العراق ، بل هو وكما معروف انسحاب اولي خارج المدن ، فهو بذلك يشكل فرصة حقيقية لأستكمال الاستعدادات للانسحاب النهائي عام 2011 .
ما يتم ملاحظته في مثل هذه الظروف ،هو ارتفاع سقف التوقعات ، لذلك تنطلق التحذيرات المسبقة في ارتفاع وتيرة العنف وتأخذ مداها على نطاق تصريحات الجهات الأمنية بأعتبار ان خلايا الارهاب تحاول ان تبعث برسالة تؤكد فيها وجودها الفعلي على الساحة العراقية .
والظاهر خلال الفترة السابقة هو انتشار حالة العنف والتفجيرات والتي يمكن ان نطلق عنها (تفجيرات المناسبات ) . ان خلايا الارهاب تختار مناسبة معينة تبعث من خلالها رسالة وجودها على الارض ، تلك الحالة تشكل واحدة من حالات الضعف والخلل الامني.
ميدانيا هنالك انتشار في الكثير من مناطق العراق تحسبا للحالات الطارئة ، وهذا الانتشار هو انتشار كمي على مايبدو، علما ان مانحتاجة هو ذلك التواجد النوعي المبني على الجهد الاستخباراتي الذي يمكن له أن يستبق الاعمال الارهابية ويوصل الجهاز الامني الى حلقات الارهاب المهمة وتفكيكها لقطع دابر العمليات الارهابية قبل وقوعها .
عمليا المواطن لايمكنه الاستفادة من توقعات حدوث العمليات الارهابية خلال فترة الانسحاب الامريكي من المدن ، بل مايهمه هو عدم وقوعها أصلا ، فالتوقعات يمكن لأي شخص عادي التحدث بها ولاتحتاج الى خبرة في المجالات العسكرية والامنية .
الاستعدادات التي يتحدث عنها المسؤولون الامنيون يجب ان ترتقي لمستوى الحدث ، والاستعدادات تلك يجب ان تكون وقائية استباقية وليست استعدادات لما بعد وقوع الحدث .
#عمران_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟