لتنتبه شعوب المنطقة: 14 آذار انتخبت بري مرة خامسة

غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2690 - 2009 / 6 / 27 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نجحت حركة الرابع عشر من آذار في الانتخابات اللبنانية الأخيرة، وكنت قد كتبت مقالا بعنوان فرصة ثانية للحركة، بأن منحها الشعب اللبناني الثقة مرة ثانية، و ما يمكننا قوله الآن" بداية الخذلان لهذا الشعب. وإسراع قوى الرابع عشر من آذار ماعدا حزبي القوات والكتائب، إلى التصويت لنبيه بري، الخاسر في الانتخابات.

كيف يمكن تبرير هذه الخطوة بإعادة انتخاب من أوقف حال البرلمان اللبناني لأكثر من عام، وكيف يمكن انتخاب شخصية سياسية، لها توجه واضح، غير لبناني! كما أن انتخابه بهذا العدد من النواب يشير إلى أن الموضوع يمكننا تسميته، بصفقة للمرة الخامسة، فإذا كان المشهد السياسي سيعود إلى ماكان عليه قبل الانتخابات، فلماذا تمت الانتخابات إذن؟
كان من الأجدى لنبيه بري، أن يطلب عدم ترشحه لرئاسة ولاية برلمانية خامسة، وأن يعترف بأنه خسر في الانتخابات، إن كان الموضوع الذي أتى في خطاب توليه العرش البرلماني اللبناني، أنه حريص على الدولة وضد التقاسم..الخ المعزوفة اللبنانية الجديدة.

كان من الأجدى لقوى الرابع عشر من آذار أن تقوم بإرسال أوراقها بيضاء كلها، لكي يعرف الشعب اللبناني أن نبيه بري مفروض بقوة السلاح على رئاسة البرلمان.
وعلى شاكلة البرلمان ستكون الحكومة المقبلة، بغض النظر من سيترأسها، ستكون حكومة الثلث المعطل..عجيب، لماذا إذن الانتخابات؟

وكمواطن سوري، فاجأني موقف السيد عبد الحليم خدام بأنه يرى في نبيه بري أفضل الخيارات المتاحة. وهو كنائب سابق للرئيس السوري، ومسؤول لفترة طويلة عن الملف اللبناني، مستندا على عرف اتفاق الطائف، بأن من يأتي رئيسا للبرلمان اللبناني يجب أن يتمتع بشعبية داخل الطائفة الشيعية في لبنان، ولا يوجد الآن أفضل من نبيه بري كسياسي مخضرم على حد قوله. وهذا قادني إلى سؤال" لماذا إذن لا يرشح حزب الله أحد شخصياته لكونه الحزب الأقوى داخل الطائفة الشيعية اللبنانية الكريمة الآن؟

إن هذا الانتخاب للسيد بري من جديد، يؤسس أن الانتخابات عبارة عن كرنفال لا أكثر ولا أقل، وهذا سيكون له تأثير على شعوب المنطقة، بأن الانتخابات لن تغير ولم تغير في اللوحة السياسية شيئا.


والمحصلة الأخرى من هذا التعيين المنتخب للرئيس بري، أن القيادة السورية قد فرضت شروطها، بظهير إيراني، ولعبة التهدئة الساركوزية- الأوبامية هذه ليست سوى كذبة كبيرة كانت الأوضاع في إيران الآن، عبارة عن طوق نجاة مثقوب، وآني لتلك السياسة، أي أن الأحداث في طهران قد أجلت قليلا تبيان هزالة هذه السياسة، وستعود طهران قريبا جدا لتقول للجميع أنا من يحدد ما الذي يجري في لبنان.


وتصبح حركة الرابع من آذار أقلية مرة أخرى بقوة الحضور الإيراني..حتى لو كان هنالك صفقة مع النظام السوري، هنالك من يقول أن أولى نتائجها هي تحقيقات مجلة دير شبيغل الألمانية التي اتهمت حزب الله باغتيال الراحل رفيق الحريري. حتى لو ان هذه الصفقة صحيحة، ولكن دون إيران يبقى الرهان عبث، وهذا هو ما يجب أن تنتبه له شعوب المنطقة، لأن نجاد سيأتيكم هذه المرة، على طبق من أوباما مصنوع في باريس، وموقع من قبل الجنرال غورو، الذي كان أول جنرال فرنسي دخل إلى دمشق في بداية الاستعمار الفرنسي لسورية.

وإسرائيل تنتظر مرة أخرى..ربما حربا جديدة مع حزب الله، أو ما يشبه الحرب، لأنها كانت مع فوز حزب الله ومع اكتساح نجاد للانتخابات الإيرانية. خصوصا إذا علمنا أن القوات الإيرانية- العراقية، ستتسلم المدن العراقية من الجيش الأمريكي بعد نهاية هذا الشهر، التاريخ المحدد لموعد انسحاب الجيش الأمريكي من المدن والبلدات العراقية.

ويمكن تلخيص الأمر أنه إزالة ما تبقى من آثار المحافظين الجدد، وهذا ما سيكون له تبعات كثيرة أهمها" أن الاستبداد والتخلف سينتصر من جديد عند العرب وعند الإيرانيين ولبنان ليس خارج المعادلة"

#غسان_المفلح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات