سلافة حجاوي واغنيات فلسطينية

توفيق الشيخ حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2690 - 2009 / 6 / 27 - 04:02
المحور: الادب والفن
    

اغنيات فلسطينية – مجموعة شعرية صدرت عن وزارة الأعلام العراقية عام – 1977 – للشاعرة سلافة حجاوي ... تحتوي المجموعة على ثلاثين قصيدة تتميز بوضوح اللحظة الشعرية لكل قصيدة من القصائد ... وتعبر فيها عن احلام العودة للوطن الممتد ما بين الألم والحنين .. تؤمن باننا آتون يا

وطني نلم خطى الشهداء ونجمع اعقاب البنادق قبضة من تراب ودم – وعلى ابوابك نكتب اسم الثورة بالضوء واشجار العنب وكالبرق حينما يلمع بين الثلوج والضباب والرياح والأمطار .. هكذا تبرز المحطات الدموية في تأريخ الشعب الفلسطيني , انها الأشارات الضوئية التي سطعت وتسطع من خلالها البنادق الثائرة .. وهذا ما يتمثل في قصيدة – العودة -

( رفقا ستدخلونها ... وحين تدخلونها ... تلمسوا التراب ... فكل شبر من ثراها مترع الدماء ... عشرون عاما سوف تدفعونها ... تحية القلب الى الوفاء ... الى لقاء صاخب يضج بالغناء... والموت ...والحياة ... ) في هذا الزمن الذي تمتد فيه السكاكين الحادة الى ظهر الثائر ... في زمن المد الرجعي

تطل علينا الشاعرة في قصيدة – رؤيا دير ياسين – حيث تزحف خيوط الفجر ببطء وهدوء وتزحف نحو القرية ايضا – سحب الموت والدمار – عندها سجل التأريخ عنوانا لواحدة من اكثر المذابح العنصرية بشاعة ووحشية : ( ما زال صوت امك الدفين ... يرن في مجاهل السنين ... يا حبها , يا حب دير ياسين...ها انذا اراك في الليل ... مع الرجال الاخرين تعبر الجبال ... وصدر أمك الذي تسمعه يصيح ... ما زال ينزف الرؤى ... ) فلسطين اليك يا وطني المغتصب , لقد نفذت الدموع ولكن لم ينفذ الصبر ولا الصمود , فقد طال الأشتياق لأن القلب يخفق بحب كل شبر من الوطن والأصرار على العودة وذلك في

قصيدة – اغنية حب الى الوطن - ( حبيبي ضاع , كحل العين في جفنيه بيسان ... وحيفا , فلقة الرمان, في خديه شطآن ... له شعر كموج البحر , عكا فيه اطياب ... ويافا فوق مبسمه مواويل واكواب ... حبي ضاع , في جنبه ذكرانا ... ) من غزة كانت انطلاقة جديدة قيد الولادة , كانت عشقا حملناه , كان

شعرها الأخضر يمتد على امواج البحر , كان لهبا ودخانا ورمادا , ستظلين في القلب لأنك ما زلت مدينة محشوة بالزلازل , وفي عروقك تتحرك انهار دم غاضب , وذلك في قصيدة – غزة في القلب - ( انهمر الحزن على غزة ... واندفق الدم بلا حمرة ... الأرض في عيونهن أشرقت ميدان ... الأرض في عيونهن غاية الأنسان ... تخفق حمراء فدائيه ... في قلب غزيه ... ) ومن لبنان تبدأ الحكاية , ارادها جلادوا العصر دما وجوعا وكفرا لكنها كالزهرة تتفتح , كالشمس تفتت ذرات الغيوم , كعاصفة الصخب والعنف تصفي اشلاء الدوامة المصطرعة في حب القرن العشرين , ومن سواعد المقاتلين وعبر جثث الشهداء كان الميلاد العظيم , ميلاد الأرادة التي تجاوزت الضعف والقهر لتعلن ان القمر الآتي جميل ,وهذا ما تعبر عنه الشاعرة في قصيدة مهداة الى شهداء لبنان – اغنية الشهيد – ( قميصك الأحمر ... ممزق في الظهر ... ووجهك الأسمر ... موسد في الصخر ... يا قوس سنديان ... يا تاج اقحوان ... الارز في التلال ... بكاؤه شلال ... وانت في التراب ... وانت في التراب ... ) الأن حان ان ترفعي عن عينيك ما تحجب الرؤيا , لأن الشمس بدأت تغيب فلا تحزني فالحزن تحجب الرؤيا والغروب ليس نهاية ( لا تحزني ان مات ... ايتها الأشجار ... فالليل قيل النهار ... والصبح آت .. آت ) لقدازدادت احزاننا ومواجعنا بفقدان الوطن ويبقى الحنين يمر عبرالأحزان والغربة والنفي التي في داخلنا فتذرف العيون دمعا وتنبت من بين زهورها ثوار وتحمل في طياتها العنفوان , فمهما طال بعدك يا فلسطين فانا في انتظار العودة , من قصيدة - الحزن العائد – ( الى حيفا ., الى يافا سنهرع يا احبائي ... نغني ارض آبائي ... وعند الصبح احزان الشتاء المر تندثر ... وعند القدس حيث التل والزيتون والقمر ... سيشرق وجه احباب دفناهم ولكن دون اكفان .. ) وتنكشف لواعج النفس ويظهر الشوق الكامن في القلب المهاجر عن وطنه والذي يعاني آلم الفراق وجراح النفي والغربة وستبقى تلك الجراح تنزف دما قانيا ما دام القلب بعيد عن الوطن والأهل , من قصيدة - رسائل الى الوطن – ( بعيد انت يا وطني ... كأنك في المدى غيمة ... مضت في الريح نحو الغرب ... وانحدرت الى العتمة ... سابحث عنك في التفاح ... في الرمان ... في الكرمه ... ) وعلى امتداد الديوان تؤكد الشاعرة سلافة حجاوي ان الأمة العربية حاضرة بما فيها من آلام ونضال , واستطاعت تقديم بعض الصور الفنية التي تجسد الكلمة الصادقة والمعبرة عن الأمل القادم من رحم الرعد وفوهات البنادق ...

#توفيق_الشيخ_حسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات