أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جاسم الحلفي - إيران : اصلاحيون و متشددون و هناك اتجاه ثالث














المزيد.....


إيران : اصلاحيون و متشددون و هناك اتجاه ثالث


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 09:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كشفت الحركة الاحتجاجية الشعبية على نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران عن عمق الأزمة الداخلية التي يعشها النظام السياسي هناك. وربما كان التشكيك بنزاهة الانتخابات، هي البدء في الإعلان عن أجواء عدم الثقة والتوتر السياسي، فالإبعاد التي ذهبت إليها الجماهير في التواجد في الشوارع هي أعمق من اعتراضات على عمليات تزوير حدثت مهما بلغ حجمها. فبدت المشكلة اخطر بكثير من مجرد تباين أراء ضمن إطار النظام الواحد، وقد تم التعبير عنه عبر منافسة انتخابية بين المتشددين والإصلاحيين على موقع رئيس الجمهورية، هذا الموقع الذي هو ليس مؤثرا بالحد الذي يمنح الشخص المعني قدرات على تنفيذ أي برنامج دون وصاية المرشد الأعلى وحسب الدور الذي منحه له الدستور.

ان نزول المواطنين إلى اكبر شوارع وساحات طهران يوميا للتظاهر والاحتجاج، دون أي اكتراث لتصريحات التهدئة التي أطلقها عدد من الإصلاحيين بعد إعلان نتائج الانتخابات مباشرة من جانب، وتهديدات المتشددين المتكررة لمن لا يمتثل إلى قرارات السلطة بعدم التظاهر من جانب أخر، وما رافق ذلك من غياب تواجد القادة الإصلاحيين في الأيام الأولى للاحتجاج، وتنفيذ المتشددين لتهديداتهم باستخدام وسائل القمع وما أسفر عنها من تصاعد لأعداد الضحايا في الأيام التالية، ويدلل على ان الموضوع هو أكثر من مجرد حقوق انتخابية وأصوات ذهبت إلى غير مستحقيها، رغم رغبة الناشطين في المجال السياسي في إحداث تغيير نوعي في بنية النظام السياسي، ولو كان تحت عباءة الاصلاحين في المرحلة الأولى. فالحاجة الى تحسين الأوضاع المعشية والحياتية للمواطنين تشكل الدافع الحقيقي للاحتجاجات الجماهيرية، والتي هي اشمل من البرنامج المعلن للاصلاحين.

فهناك تفشي كبير للفقر والبطالة تجاوز ثمانية ملايين عاطل عن العمل وتراجعت معدلات التنمية، وبلغت نسبة التضخم 30%، وهناك حديث واسع عن فساد مالي وإداري كبير لم يسلم منه حتى رموز الإصلاحيين، وهناك اتهامات توجه إلى مسؤولون كبار والى أبناهم، فيما كشفت فضيحة الشهادة الجامعية المزورة لوزير الداخلية، حجم الفساد ونفاذه الى هذا المرفق المهم في النظام.
وكان موضوع الفساد احد أهم الملفات التي تم تبادلها في اتهامات المتنافسين لبعضهم البعض في حملاتهم الانتخابية, وشكلت الاتهامات في استغلال المواقع والنفوذ في السلطة للإثراء على حساب الشعب الإيراني، أهم مشهد في المناظرات التلفزيونية.

ان الحركة الاحتجاجية لم تولد من فراغ ولم تظهر فجأة بل هي نتيجة طبيعية للتراكمات الكمية، من النضال اليومي المطلبي والنقابي، والتذمر المتصاعد من سوء الأوضاع المعيشية للمواطنين. فقد شهد العام الحالي والعامين السابقين جملة من الاعتصامات منها ما قام بها طلبة الجامعات، وكذلك الإضرابات العمالية، التي شملت طهران وسنندج وأصفهان وديزفول والشوش. وكانت المطالب في كل هذه النشاطات، تتركز حول تحسين الأحوال المعشية وحق التنظيم النقابي وتحسين الأجور وصرف أجور ساعات العمل الإضافي ودفع تعويضات الخطورة.

ان مطلب تحسين الأوضاع الحياتية هو مطلب راهن، الى جانب المطالب السياسية الأخرى في كل هذه النشاطات، لكنه يبدو غائبا عن كلا الاتجاهين، المتشدد والإصلاحي، وإذا كان موجودا فهو شعار براق ووعد لم يحققه رئيس إصلاحي سابق او رئيس متشدد حالي! وستبقى مطالب الناس العادلة قائمة لأنها في الواقع تعبر عن اتجاه ثالث، يشق طريقه وان ببط، هو يحمل الرغبة الحقيقة في التغيير، ليس على المستوى السياسي وحسب بل على الصعيد الاجتماعي أيضا.







#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الأحزاب وضمان الخيارات الديمقراطية
- رن ... رن... خارج منطقة التغطية!
- الدور الرقابي للبرلمان ومدى ابتعاده عن الصفقات السياسية
- تحديات تشريعية إمام الكتل السياسية
- المؤسسة العسكرية وبناء الدولة المدنية
- على لسان الصادق المهدي
- انتخابات كوردستان: أية منافسة ستشهد؟
- غياب الكبار عن حملة تعليم الكبار
- أصوات للتغيير
- تجاذبات توزيع المناصب في المحافظات
- البرلمان يستجوب المفوضية، فمن يستجوب البرلمان
- للفساد محاصصة تحميه
- دعم النقابات ام محاصرتها؟
- رأي في اجتثاث البعث والمصالحة
- الانتخابات واللعبة الصفرية
- التقييم حين يكون منتجاً
- نحو حملة واسعة ضد الانتهاكات ومن أجل التغيير
- الانتخابات... مفوضية -مستقلة- وقوانين غائبة!
- انتخبت بديلا اخر، فلا تستولوا على صوتي!
- المرشحون الاشباح والبرامج المنسية


المزيد.....




- بحجم دراجة نارية.. سمكة تونة تُباع بأكثر من مليون دولار بمزا ...
- -هل هذه مزحة؟-.. شاهد راكبًا يعلق بسيارة أجرة ذاتية القيادة ...
- رئيس أذربيجان يتهم روسيا بـ-التستر- على حادث تحطم طائرة الرك ...
- فريق CNN يزور نهر الليطاني بلبنان.. ما أهميته بالنسبة لإسرائ ...
- الحرب بيومها الـ459: مقتل قائد سرية إسرائيلي ونائبه بشمال قط ...
- سوريا: التوغل الإسرائيلي واحتلال أراضي القنيطرة يثير غضب سكا ...
- ترامب والذكاء الاصطناعي.. خمسة تحديات تنتظر العالم في 2025
- مبعوث ترامب الخاص يؤجل زيارته إلى كييف
- دراسة تنصح بأفضل الوجبات الصحية للعام الجديد 2025
- بايدن يزور نيو أورلينز لتكريم ذكرى ضحايا هجوم رأس السنة (صور ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جاسم الحلفي - إيران : اصلاحيون و متشددون و هناك اتجاه ثالث