|
ثورة الحرية الإيرانية
شريف حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 10:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مواجهة المظاهرات بالقمع، مرفوضة فى كل مكان. فما بالنا بالمواجهة بالرصاص الحى؟ فتاة، غير مُسلحة، تبلغ من العُمر 26 عاماً، تم إطلاق النار عليها يوم السبت، 20 يونيو الماضى، من قبل قوى الأمن الإيرانية المعروفة بالباسيج، لا لشئ، إلا أنها كانت من ضمن المطالبين بالحرية ضمن آلاف من الشباب الآخرين فى شوارع العاصمة طهران، بعد أن زورت السُلطات الرسمية بزعامة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، على خامنئي، نتائج الانتخابات الرئاسية فى إيران، لصالح الرئيس الإيرانى السابق، محمود أحمدى نجاد، خادم النظام.
ويقوم الباسيج، المؤلف بالأساس من رجال حزب الله بايران، كما أذاعت وكالات الأنباء، بإطلاق هذا النار على المتظاهرين، لأنهم يسعون نحو الحرية. ولو أن المرشد الأعلى يريد أن يُجنب إيران ويلات هذا الانقسام العميق بإيران، لسمح بإعادة الانتخابات بإشراف جهاز مُحايد، لأن الأمن القومى الإيرانى اليوم، مُعرض للخطر، من جراء هذه التظاهرات التى تشق البلاد فى قلبها، ولكنه لا يريد فعل هذا، مؤكداً أنه زور الانتخابات بالفعل.
إن ديمقراطية إيران ليست بديمقراطية، ولكنها أكبر أكذوبة يتلاعب بها البعض ويحاولون تسويقها لنا، على أساس أنها مُمثلة للديمقراطية الإسلامية الوحيدة بالشرق الأوسط. فالمرشد الأعلى يُحدد من يريد الترشُح لانتخابات الرئاسة، وفقاً لولائه لمبادئ الثورة الإيرانية، التى نراها ماثلة فى هذا العنف! ثم يتم الاختيار من بين المُرشحين على هذا الأساس. ولأن موسوى، خرج عن المألوف، ووعد بما لا يتماشى مع إرادة المرشد، زورت الانتخابات، فغضب أغلبية الشعب من الشباب الذين انتخبوا موسوى، لأن نجاد قام بأعمال ضد حريتهم الأساسية وقمعهم فترة ولايته الأولى.
وهناك من يسأل، ولما الاهتمام بإيران، لماذا نشغل بالنا بمن سوانا، ونحن نعانى أيضاً نقصاً فى الديمقراطية؟ وأقول له، إن إيران دولة مهمة بالمنطقة، وهى دولة تهم مصر كثيراً فى توازن القوى بالشرق الأوسط. إن تأييدنا لشباب الحرية فى إيران، الذين لا محالة سينتصرون فى النهاية، ووقوفنا بجانبهم فى ثورتهم اليوم، سيُحدد علاقة مصر بايران مستقبلاً. إن الأمر خاص بمصر بأكملها. إن وقوفنا إلى جانب إيران اليوم، ليس من أجل عيون الحزب الوطنى، ولكن من أجل العلاقات المصرية - الإيرانية المستقبلية. فهل لا نهتم بإيران؟
ولكن الغريب، ورغم تلك الحقيقة المهمة، أن هناك من كان يتحالف مع إيران فى وقت قريب، من قوى المعارضة المصرية، واليوم لا نسمع صوته! نعم، هم الإخوان، الذى أصر على كشفهم للمرة المليون! أين هم؟ أين هى تلك النداءات من أجل حرية "المسلمين" فى غزة؟ أين هى تلك النداءات اليوم من أجل مسلمى إيران؟ أين هى تلك النداءات والتأييدات التى كانت ملئ السمع والبصر؟ لا أسكت الله لك حساً يا مهدى عاكف! أين أنت؟ أم أن الحُرية تُقسم وفقاً للأهواء؟ والمسلمون يوزعون وفقاً للميول؟ غريب حقاً أن يختفى الإخوان هكذا فى مثل تلك القضية، وبغض النظر عن محاكمتهم فى قضية التنظيم الدولى الذى اكتُشف مؤخراً، لأن مهدى عاكف فى مكتبه بالمنيل يُتابع ما يحدث فى إيران ويعرفه جيداً!
ها هى فتاة فى ربيع العُمر تُقتل، من قبل الباسيج، ولا نسمع صوتا ممن اتهم الحُكام العرب، بأنهم أنصاف رجال. وبينما يملُك الرئيس بشار الأسد علاقة مُتميزة بإيران، لم نسمع له حساً أو اقتراحاً بالتدخل للوساطة مثلاً، بين المعسكرين المتصارعين اليوم فى إيران. وأين حسن نصر الله، الذى كان يقول بأنه سيجعل من الجيش اللبنانى الأقوى فى الشرق الأوسط، بالتسليح من إيران، من قضية الحرية فى فارس، وقد نادى الشعب المصرى بالثورة على الحاكم وخلق الفوضى فى مصر؟ وأين حماس، التى اختلقت حرباً فى غزة من أجل لى ذراع مصر بالمعبر لتحقق المشيئة الإيرانية فى فتحه، رغم التحذيرات المصرية بعدم رفضها مد الهدنة مع إسرائيل؟ وأين هى المُعارضة القومية فى مصر، التى وقفت مع كل هؤلاء؟ وأين هو محمد حسنين هيكل، صديق إيران الكبير؟ أين كل هؤلاء؟
لقد طلب الحسن بنى صدر، رئيس إيران الإسلامية الأول، والذى عزله الخومينى فى 21 يونيو 1981، بألا تؤيد الحكومات الرسمية حول العالم، شباب الحرية فى إيران، حتى لا يلوى المرشد الإيرانى الأعلى الحقائق، ويقول إن الثوار مدعومون من الحكومات فى الخارج، وعلى هذا، فإن موقف الحكومة المصرية متوافق مع هذا النداء. ولكن أين مواقف المُعارضة؟ أم أن المُعارضة تنتظر حتى يتبين لها النصر، فتؤيد؟ ولكن لحظتها، ستظهر وكأنها لا تختلف عمن تنادى بإسقاطهم فى شئ، عندما يقفون ضدها!!
إن نصر الإيرانيين من أجل حريتهم قريب، وإنه لواضح، أنهم يخطون نحو تحقيق مطالبهم. لقد ثاروا فيما قبل عام 1979، ومروا بتضحيات كثيرة، واليوم يثورون مرة أخرى وليس لديهم ما يخسروه، بعد 4 سنوات عِجاف، فى ظل حكم نجاد. أنهم يضحون ولن يتوقفوا ما لم تُحقق مطالبهم. الأمر واضح وضوح الشمس. وكل يوم يمر، يزداد الأمر وضوحاً، ويزداد الإيرانيون قُرباً من الحرية، ونزداد نحن قُرباً من إيران. وعلينا أن نُظهر لهم بكل الوسائل المُمكنة، من أجل بلادنا أيضاً، أننا نقف معهم، من أجل حريتهم وحُريتنا!
#شريف_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوصفة السحرية لطبق المهلبية
-
الدين ليس ديكتاتورية
-
تلخيص مشكلة وطن فى تيه المعانى
-
العلمانية مش كُفر
-
الصراع الحقيقى فى مصر
المزيد.....
-
بيستوريوس: لا يجوز أن نكون في موقف المتفرج تجاه ما يحدث في س
...
-
أردوغان يعلن -مصالحة تاريخية- بين الصومال وإثيوبيا
-
الرئيس التركي أردوغان: اتخذنا الخطوة الأولى لبداية جديدة بين
...
-
قوات -قسد- تسقط طائرة أمريكية مسيرة
-
-CBS NEWS-: ترامب يوجه دعوة إلى شي جين بينغ لحضور حفل تنصيبه
...
-
مجلس النواب الأمريكي يصادق على الميزانية الدفاعية بحجم 884 م
...
-
العراق.. استهداف -مفرزة إرهابية- في كركوك (فيديو)
-
موسكو تقوم بتحديث وسائل النقل العام
-
قوات كردية تسقط بالخطأ طائرة أميركية بدون طيار في سوريا
-
رئيس الإمارات وملك الأردن يبحثان التطورات الإقليمية
المزيد.....
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
المزيد.....
|