أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - شكراً أستاذ فؤاد النمري .. وللبروليتاريا ...؟















المزيد.....

شكراً أستاذ فؤاد النمري .. وللبروليتاريا ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحقيقة أستاذ فؤاد ان معرفتنا بالماركسية خارج الاختصاص ، وما دفعنا إليها هو أولاً وأخيراً العدالة الإنسانية ... والعامل الإنسان .. ففي العرف السائد نجمعهم بالعمال الكادحين والذين تُسرق أتعابهم من قبل المستغلين من أرباب عمل ورأسماليين .. ولم نكن ندري أن أصحاب الحظوة من العمال طبقة ( الديكتاتورية العمالية – البروليتاريا) هم الصف الأول من التقديس لتحقيق الاشتراكية ومن ثم سيادة الشيوعية عن غيرهم من العمال.. ولكن للأخ السيد النمري وثقافته المتميزة وهذا ثابت من سياق النقد وأدبيته في الحوار الهاديء الحضاري .. فيبين مفهوم العامل البروليتاري ..: كيف للسيد حقي أن يعتبر العمال الزراعيين والحدادين والنجارين هم من البروليتاريا ؟ من قال له بهذا ؟ هؤلاء ليسوا من البروليتاريا بحال من الأحوال . ولأنهم ليسوا من البروليتاريا فإن كل ما أتى به السيد مصطفى حقي من نتائج كان مجرد أقوال بغير دلالات ولا قيمة لها . الميزة الحديّة بين البروليتاريا وغير البروليتاريا هي " تقسيم العمل " . في الشغل حيث ينتفي تقسيم العمل يعتبر الشغيلة من البروليتاريا أما حيث هناك تقسيم محدد للعمل فالشغيلة في تلك الحالة ليسوا من البروليتاريا . وكيلا يتوه أولئك الذين لم يدرسوا الإقتصاد الماركسي نشير إلى أن تقسيم العمل هو العمل القابل للمبادلة وحيداً مجرداً دون امتزاج بأي عمل آخر . فالعامل المستأجر لعزق الحديقة مقابل عشر دولارات يومياً مثلاً فإن هذا العامل ليس من البروليتاريا لأنه يستطيع أن يبيع عمله وحده لأي صاحب حديقة آخر . أما الفتاة الأنيقة التي تجلس بجانب المنضدة لتضيف قطعة صغيرة إلى اللوحة الألكترونية في صناعة أجهزة التلفزيون مثلاً فهي من البروليتاريا ومثلها تلك التي تجلس إلى ماكينة الخياطة لتخيط عروة فقط في قميص، فهي كذلك من البروليتاريا . فالفتاة المشتغلة على اللوحة الألكترونية أو على القميص لا تستطيع أن تستبدل عملها في السوق بعيداً عن أعمال مئات العمال الآخرين الذين شاركوا في إنتاج جهاز التلفزيون أو القميص القابلين للمبادلة في السوق بصورتهما النهائية فقط .

وقد زاد في استغرابي حقاً أن المساواة المنشودة ( الشيوعية ) ستتحقق بعد القضاء على العمال أو البروليتاريا أنفسهم وليس على غير العمال فقط , حيث يبين ذلك الاستاذ فؤاد : وحبذا لو كنت لا أزيد في استغراب الأستاذ مصطفى حقي حين أؤكد له أن الشيوعية ستتحقق بعد القضاء على العمال أو البروليتاريا أنفسهم وليس على غير العمال فقط، وهو ما يتحقق بصورة آلية عند القضاء على تقسيم العمل . عندما لا يستطيع أحد ما أن يبيع عمله في السوق وذلك ليس لأن عمله مجرداً من كل الأعمال الأخرى لا يحقق أي قيمة نفعية (Use Value) فقط بل لأنه ليس هناك سوق أصلاً وليس هناك نقد أيضاً ..

ويكمل الأستاذ فؤاد النمري نقده بكل روح رياضية مفعمة بالاحترام والصدق ليردّ على تساؤلاتي : ويتساءل الكاتب أيضاً .. " وهل يتساوى أجر العامل العادي الذي يعمل بالحفر أو النشر أو الخبز أو الخياطة أو رصف الحجارة وصب البيتون وطلاء الجدران مع أجر المهندس المبدع وأستاذ الجامعة والحرفي الماهر والفنان الممثل والرسام .. " ويضيف .. " إن النظرية شيء والتطبيق شيء آخر " ــ وهنا يتساءل الكاتب وهو محق في تساؤله ! ــ فماركس أكد في بحثه الرائع في قانون القيمة أن أجر العامل الماهر هو أكثر من أجر العامل غير الماهر ولا يجوز أن يكون أجر المهندس مثل أجر العامل العادي . وأنا أوافق تماماً أن تنظير السيد حقي غير قابل للتطبيق حيث أنه لا علاقة له على الإطلاق بالعلوم الماركسية أو بالنظرية الماركسية كما يحب تسميتها . لم يفتئت طارق حجي على ماركس بأكثر مما افتأت عليه مصطفى حقي . إننا لا نحرّم انتقاد كارل ماركس أو فلاديمير لينين، بل من واجبنا أن نشجع على انتقادهما كأنجع سبيل لفهمهما، لكن ذلك لا يتوفر بالطبع بغير دراستهما دراسة نقدية معمقة .

ويستمر الأستاذ فؤاد النمري وينتقد مقولتنا " في حال الخمول الشيوعي سنفقد حتمية الصراع وسيموت الإبداع وتندحر بل وتضمحل البشرية ..لأن الطموح هو الدافع لتخطي الصعوبات الحياتية وتطبيق مبدأ كل بحسب قدرته ولكل بحسب حاجته يقتل هذا الطموح الخلاّق "ولأنها مقولات مبتذلة للإعلام الرأسمالي.. في كل الأحوال لم يكن قصدي الإساءة أو التجريح ولكن سياق المقال كان يتطلب التعبير بالكلمات المعبرة الرائجة ..

ويكمل الأستاذ النمري نقده لتصوري عن الإبداع وعوائقه وتأثيره المجتمع بقوله : الأستاذ حقي يعتبر الحياة سلسلة من الصعوبات وهو ليس ملوماً في هذا فالبشرية لم تعرف يوماً غير العمل المأجور الذي يؤجره صاحبه من أجل تحصيل لقمة العيش والنزر اليسير من أسباب الحياة له أولاً كي يؤجر نفسه في اليوم التالي ثم لعائلته . في مثل هذا القيد الذميم من العبودية يستبشر حقي بالإبداع !! الماركسيون الشيوعيون لا يرون في مثل هذا القيد إلا قتلاً للإبداع . الإبداع هو من أفعال الأنسنة المتميزة والمفعمة بالحيوية ؛ ومثل هذه الأفعال لا تترافق إطلاقاً مع قيد العمل المأجور . العكس تماماً هو الصحيح ؛ تحرير الإنسان من كل القيود، قيود الإنتاج وقيود السلطة وقيود الغامض في الغد المجهول وغيرها من القيود الأخرى من شأنه أن يحرر الفضاء ليحلق فيه الإنسان الشيوعي مبدعاً نحو الوصول إلى الطهر الإنساني الذي كان قد غدا هدف الإنسان منذ افتراقه عن مملكة الحيوان . العقل الذي يميز الإنسان عن سائر الحيوانات الأخرى إنما هو انعكاس العلاقة الديالكتيكية بين الإنسان من جهة وأدوات الإنتاج من جهة أخرى، انعكاسها على فسيولوجيا العقدة العصبية في الإنسان .

ولكن في نهاية المقال فإن لي رأياً مخالفاً لنهاية النظام الشيوعي الذي قال عنه الأستاذ فؤاد النمري : وكلمتي الأخيرة للأستاذ مصطفى حقي هي أن الشيوعية ليست نظاماً للإنتاج إذ ليس فيها من أحد يملك الإنتاج وليس هناك من سلطة توزع الإنتاج فالإنتاج مشاع ولا لزوم لتحصيصه وليس فيها من بروليتاريا أو غير بروليتاريا إذ تنعدم الطبقات؛ كما ليس فيها سقوف للحريات ولا مصفوفات للحقوق أو الواجبات وليس فيها ديموقراطية حيث ينتفي فيها كل ما هو غير ديموقراطي في العرف العام .

وليسمح لي الأستاذ النمري أن أشبه نهاية الشيوعية بالجنة الموعودة للإسلام حياة خمول ولا مسؤوليات ولا طموح ولا موت .. مجرد بساتين وطيور مغردة وأنهار من خمر وحوريات وغلمان وكل شيء مشاع ولا طبقات ولا سقوف حريات ولا حقوق ولا سلطات ولا ديمقراطية ولا تعرف حتى العلمانية .. يالها من جنة الشيوعية الخلاّقة (عذرا) وفق تصورنا ...؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور الشعيبي يتجاوز حجر العقل ويبيح السؤال في الحوار ...؟
- أوباما والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ...؟
- أوباما الحرية والعلمانية...؟
- العلمانية قطار الحضارة السريع ...؟
- الحجاب ليس مشكلة ..بل اللواتي رضين بالحجاب مرغمات..؟
- مشكلة الوحده اليمنية .. هل من حل ..؟
- وتنتصر المرأة الكويتية وتدخل مجلس الأمة الكويتي وبجدارة ..؟
- وأخطأ منظّروا الحجاب والمتورطون في التحجب ...؟
- فتوحاتنا بالورود والرياحين ولا عنف في الإسلام أيها البابا .. ...
- مساواة المواطنين في الوطن الواحد لا يتحقق إلا بالعلمانية ..؟
- سقوط خنازير مصر في شرك التعصب الديني ..؟
- الحجاب كان ضرورة طقسية قبل الدينية للرجل والمرأة .. ؟
- طز في حقوق الإنسان و هلا بسوق العبيد ...؟
- بين مَنْ ومِنْ ضاعت لحانا وتضيع قضايانا ...؟
- ديمقراطية البروليتاريا...؟
- استبداد الخلفاء وديكتاتورية البروليتاريا ...!.
- توبة إخوان سورية .. من التقية أم من باب آخر ..؟
- العرب يتناتفون والمسلمون يتذابحون ..!؟
- انها الديمقراطية العربية .. لاحسد بو تفليقة يفوز بنسبة 90% و ...
- المثليون ولدتهم أمهاتهم ومن خلق الله ...؟


المزيد.....




- -لأنهم استولوا على أموالنا-.. شاهد ما قاله ترامب مع هبوط الأ ...
- بكاميرا استشعار حراري.. شاهد كيف عثرت الشرطة على طفل مفقود و ...
- برلين تدعو إلى فتح تحقيق -بشكل عاجل- في مقتل مسعفين في غزة
- طرد السفير الإسرائيلي من مقر الاتحاد الإفريقي
- ألمانيا.. انتقادات للحكومة بسبب قضية إعداد أطفال المدارس لحا ...
- وسائل إعلام: محامو رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو يحتجون على ...
- الجيش الإسرائيلي يدعي استهدف -إرهابي تنكر بزي صحفي- في خان ي ...
- روسيا تطور أول معالج كمي يتألف من 40 كيوبت!
- -بلومبرغ-: رسوم ترامب الجمركية ستضر بالتحول الأخضر في الولاي ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا فقدت 150 جنديا في محور كورسك خلال ي ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - شكراً أستاذ فؤاد النمري .. وللبروليتاريا ...؟