أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بكر أحمد - هل ستنزع ايران القناع عن وجهها














المزيد.....

هل ستنزع ايران القناع عن وجهها


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 10:08
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تسرب إلى يداي قبل فترة كتاب يتحدث عن عودة المهدي المنتظر ، وكان الكتاب من الطرافة التي أكد فيها بأن الرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد سيكون هو قائد القوات المسلحة الخاصة بالمهدي المنتظر المتوقع خروجه قريبا و الذي سيجوب العالم ليحررها من قوى الاستكبار والظلم .

هذا الكتاب ومثله كثير لا يمكن الاستخفاف به مهما أحتوى من خرافات لأنه منتشر بين عامة الناس بلغة بسيطة تداعب مخيلتهم الطفولية وتختطفهم إلى عالم غير حقيقي ومختلف ، عالم تستطيع فيه أن تحقق كل أمانيك بدون أن يرف لك رمش وأن تعيش بشكل مختلف عما تعيشه الآن ، ولعل مثل هذه الكتب تفسر لنا شعبية أحمدي نجاد في القرى والأرياف وهي الفئة المستهدفة و الخصبة لتقبل مثل تلك الروايات الأسطورية ، بينما قد نلحظ بأن شعبية الإصلاحيين منتشرة بين الشباب الجامعي الذي سئم هذه الخرافات وشعر أنها طوق يكبل يديه وحريته وفكره .

الغريب في الأمر أن الصراع الإيراني الإيراني هو بين أطراف الثورة نفسها ألتي طالما تشدقت بأنها هي خيار الشعب الوحيد ، وذلك بعدما قامت بتصفية كل خصومها بعنف وبشدة ، ولم يكن أحد يتوقع بأن الخلاف سيكون بين جناح يدعي أحدهما بأنه محافظ والآخر بأنه إصلاحي ، وكلى الجناحين يرتدي عمامته وجلبابه ويتحدث بنفس اللهجة واللغة ويحمل مدلولات خطابية واحدة لا تختلف عن الأخرى إلا في بعض الهوامش ، ويعتقد الكثيرون أن أس الخلاف الجوهري والحقيقي بين أقطاب النزاع في إيران و الذي يحاول الجميع إخفائه هي بدعة ما تسمى " بولاية الفقيه " التي تعتبر أسوء أنواع الديكتاتوريات والمستنسخة من العصور الوسطي البابوية حيث أن الحاكم ما هو إلا ظل لله على الأرض وأنه منفذ رغبات السماء التي في طبيعتها دوما تسعى للعدالة ، و صاحب الولاية وبما أنه ممثل رسمي لقوى غير مرئية فلا بد له أن يمتلك مقدرات مختلفة عن باقي البشر وهذا لا يمكن حدوثه دون صلاحيات مطلقة تجيز له تقرير مصير الشعب الإيراني برمته حسب ما تقتضيه الحاجة ومن تلك القرارات اختيار رئيس مناسب يستمر في مقارعة الشياطين في أرض المعمورة .

نظام قائم على هذه التصورات القروسطية لا يمكن بأي حال من الأحوال وصفه بنظام ديمقراطي حتى وأن كانت هذه الديمقراطية له سمات وخصوصية متفردة عن الديمقراطية المتعارف عليها عالميا ، فما جدوى أن يخرج شعب بأكلمة ويزج به في طوابير طويلة وتصرف الملايين من المال العام وتشل الحركة في البلاد لأجل التصويت على رئيس لا يملك من الصلاحيات إلا ما يسمح له صاحب الولاية بعمله ، هو حتما أمر وأن أستمر ثلاثون عاما فلا بد له أن يتوقف كما يحدث الآن .

لكن ما تأثير ذلك على المنطقة وعلى العرب تحديدا ، خاصة أن العرب تضرروا كثيرا من التدخلات الإيرانية ، وكانت الأكثر ألما هو ما فعلوه في العراق ، وكيف أن إيران متورطة في إثارة النعرة الطائفية وكيف تستغل أوضاع العراقيين لتوسعة نفوذها وتحطيم أي محاولة جادة لإعادة بناء هذا البلد العربي العريق وكم حاولت عبر عملائها نزع هذا البلد عن عروبته وهويته وإلباسه لبوسا طائفيا بغيضا حتى تلحقه بها من باب الولاية عليه ، وربما الثورة الحالية في إيران أن كتب لها النجاح ، ستساعد العراقيين كثيرا بتدبر شئونهم دون تدخلات سلبية ، كما ستمنح الكثير من القضايا العربية المتأزمة شيء من العقلنة وتعيد الهدوء إلي المنطقة وتسمح لأصحاب الفكر التنويري الديمقراطي الحقيقي بالظهور مرة أخرى بعيدا عن التحدث بلكنة طائفية بائسة ، فالخطاب الطائفي لم يظهر كركن أساسي في المفردة العربية منذ زمن طويل كما هو كائن الآن وهذا ما كان له أن يحدث لولا تورط إيران في العراق وخلقها بؤر مذهبية حتى تجد لها موطئ قدم في هذا البلد العربي المتمدن .

كما أن إيران تبدوا لنا و بشكل غير معتاد ضعيفة وهشة مع أجيال تربت على الثقافة الأبوية حالها كحال العرب ، إلا أنها تبدوا أكثر قمعا وعنفا عن سواها في تعاملها مع طرف من أطراف حكمها ، مما يعطي انطباع بأن الانفتاح إن نجحت ثورته الحالية سيكون له مع العرب أثرا إيجابيا وأكثر تعاونا وسلاما على المنطقة ، فنسخة إيران النجادية وخطابها المتشنج تجاه العرب وعملها الغير أخلاقي في العراق واحتلالها الجزر الإماراتية وتهديدها لأكثر من مرة للملكة البحرين يجعلها في نظر المواطن العربي أسوة بإسرائيل التي هي الأخرى تحتل بقعة عربية وتعيث فسادا في شعبه ، لكن إيران تزيد عن ذلك بخطابها المذهبي ومشروعها التي تصر على تصديره إلى المنطقة والمبنى على خلفيات تاريخية وعرقية بغيضة .

بمزيد من الإعجاب نرقب شجاعة الشباب الإيراني ومناهضته للاستبداد الديني والغلو المذهبي ، وبمزيد من الترقب نأمل أن تنجح هذه الثورة الإصلاحية وتنتزع الديناصورات من سدة الحكم لتمنح إيران نفسا أكثر شبابا ومصالحة مع نفسها أولا ومع من حولها ثانيا .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين العدالة الدولية عن مجازر الجنوب في اليمن
- لا أعبث ...ولكني أعشق الحياة
- بين تقديم الروح فداءً للوحدة اليمنية وعدمية المعارضة .
- في اليمن اما الكي او بتر العضو الفاسد
- كيف تكون إنفصاليا حتى النخاع ووحدويا جدا في آن معا ؟
- ترانيم ليست في محلها
- نجل الرئيس ...مرتشي
- نعم لمفاخذة الرضيعة
- رغم المصالحة إلا أنها اسوء قمة عربية
- عزل دول الأعتدال العربي أمر في غاية الأهمية .
- كم تبلغ قيمة حذاء الصحفي منتظر الزيدي
- شكرا مصر
- مواقيت مشبوهة
- ما هي اليمن بالنسبة لإسرائيل ؟
- في بلاد الديمقراطية ، تضامنا مع اليمنيين الذين غيروا دينهم
- من الرائع ان تبقى عروبيا
- اشياء اود أو تعرفيها
- بعد ثلاثون عاما .....من صفات الديكتاتور ان يزداد يدكتاتورية
- على اللقاء المشترك أن يحدد موقفه من موجود ميليشيات دينية
- متى ستسقط العاصمة صنعاء


المزيد.....




- اليمن: الحوثيون يعلنون مقتل ستة وإصابة العشرات في ضربة أمريك ...
- محمد بن زايد يستقبل الشرع ويؤكد دعم الإمارات لإعادة بناء سور ...
- السلطات الروسية تتلقى عشرات الطلبات من أقارب الجنود الأوكران ...
- -أكسيوس-: الجولة الثانية من المفاوضات الأمريكية الإيرانية قد ...
- يواجه -خطرا كبيرا-.. نتنياهو مفصول عن الواقع وينفذ -استراتيج ...
- -لوفيغارو-: الجزائر تطرد 12 موظفا من السفارة الفرنسية في قرا ...
- المغرب.. وفاة معلمة متأثرة باعتداء طالب عليها وسط غضب كبير ( ...
- مستشار ترامب ينفي وجود أي توترات في علاقته مع ماسك
- طفرة كبرى.. فك الشفرة الوراثية الكاملة لستة أنواع من القردة ...
- الإكوادور.. الرئيس الحالي دانييل نوبوا يتقدم في انتخابات الر ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - بكر أحمد - هل ستنزع ايران القناع عن وجهها