درويش محمى
الحوار المتمدن-العدد: 2685 - 2009 / 6 / 22 - 05:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من السابق لاوانه، التكهن بما ستحمله الينا الايام المقبلة من احداث وتطورات على الساحة الايرانية، ولأن "في العجلة الندامة" فمن الافضل التروي والتأني في الحكم على مايجري في ايران، والا اننا سنقع في الغلطة نفسها التي وقع فيها الولي الفقيه والمرشد الاعلى للثورة الاسلامية السيد علي خامنئي، حين وصف فوز احمدي نجاد في الانتخابات الاخيرة بالعيد الكبير والنصر التاريخي للاسلام، وربما نقع في الورطة التي وقع فيها عميد الدبلوماسية العربية والامين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى، حين تسرع وارسل بتبريكاته لاحمدي نجاد في نفس اليوم الذي اعلن فيه عن حقيقة تلك الانتخابات المزورة .
مناظرات تلفزيونية بين المرشحين للرئاسة على الطريقة الامريكية، وانتخابات "ديمقراطية" شارك فيها 40 مليون ايراني في ظل نظام اسلامي فاشي حتى العظم، وعمليات تزوير واسعة لنتائج تلك الانتخابات، وولي فقيه يؤيد مرشح ويفضله على الاخر، ومجلس صيانة الدستور المنحاز، والحرس الثوري "الباسداران" وميليشيا "الباسيج" القوة الضاربة للجمهورية الاسلامية جاهزة وعلى اهبة الاستعداد للانقاض على قمع كل ماهو معارض، ومظاهرات مليونية يقودها المرشح الرئاسي الاسلامي الاصلاحي مير حسين موسوي، يشارك فيها جيل كامل من الشباب لهم توجهات ليبرالية غربية، تجعل من الصعب اليوم توقع ما ستؤول اليه الاضطرابات والمظاهرات العارمة في مدن كطهران واصفهان وتبريز ومشهد وكرج وغيرها .
كون القضايا والامور في ايران متشابكة للغاية، فكل الاحتمالات واردة، فمن الممكن القضاء على الاصلاحيين بين لحظة واخرى، ومن الممكن وكما وقع الشاه في لحظة ان يقع خامنئي ونظامه الاسلامي في لحظة، لكن من المؤكد ان في ايران غالبية ضاقت ذرعا بالنظام الاسلامي الحالي، ولا شك ان "السما زرقا" في طهران كما هي في بيروت، رغم كل الغيوم التي تلوح في الافق، لكن يبقى الرجل الذي سمح بترسيخ ظاهرة الانتخابات الرئاسية في ايران، رغم كل "الفيلترات" التي وضعها، رجل قليل الحيلة والمعرفة، وكان من الافضل له ولنظامه القيام بأجراء استفتاءات على الطريقة السورية، فالقليل من الهواء الحر كفيل لاشعال النار في ايران، لا نعرف ولا يعرف حتى الولي الفقيه الى اين ستنتهي ؟
#درويش_محمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟