مازن فتحي خليل
الحوار المتمدن-العدد: 2685 - 2009 / 6 / 22 - 05:02
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
في 10 ديسمبر من عام 1948 اعتمدت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ثم قانت بعد الاعتماد بإصدار هذا الإعلان ليكون مرجعا مهما لجميع الدول والأفراد على حد سواء. لقد صدر هذا الإعلان من منطلق مبادئ احترام إنسانية الإنسان والمحافظة على كرامته وحريته الشخصية وحقوقه كاملة. المادة 16
للرجل والمرأة متى بلغا سن الزواج حق التزوج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس أو الدين، ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحلاله.
لا يبرم عقد الزواج إلا برضى الطرفين الراغبين في الزواج رضى كاملاً لا إكراه فيه.
ورغم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي أوصى بأكثر من مادة في حقوق المرأة
إلا أن وضع المرأة في قطاع غزة اجتماعيا وحقوقيا واقتصاديا لم يتحسن بالشكل الذي يتناسب مع قيمتها الإنسانية ودورها الإنساني في الأسرة والمجتمع
تؤكد المعطيات الإحصائية خلال الأعوام الخمسة المنصرمة إلى أن ظاهرة قتل النساء في تزايد مستمر في مناطق السلطة الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة وبالتحديد في السنتين الماضيتين في ظل حكومة حماس في غزة, , وذلك بذريعة "غسل العار" وارضاء للمجتمع الذي يرجع سبب ذلك إلي أن هذا الفعل تطبيق للشريعة الإسلامية وهذا أمر عادي, وهي جرائم بشعة ترتكب تحت عنوان "تطهير الشرف" باسم الشرف , في ارتفاع مستمر من سنة إلى أخرى, ولكنها تفاقمت في الفترة الأخيرة في ظل النظام والقانون الجديد الذي أقرته حكومة حماس في غزة، فليس هناك أي رادع، فالقاتل علي خلفية شرف لا يتعرض لأي مسائلة قانونية، وهناك حوادث كثير غطتها حكومة حماس في غزة بتبرير ديني راح ضحيته عشرات النساء البريئات، والدلائل واضحة وكثيرة في غزة، وهنا اذكر حادثة بيت لاهيا عندما رفضت احد الفتيات الزواج من احد الأعضاء الشبان المنتمين لحركة حماس في غزة، حيث رفضت الزواج منه، وبعد فترة تقدم احد الشبان لخطبتها وتمت الخطوبة، وفي احد الأيام كانت تمشي هذه الفتاة هي وخطيبها في الشارع ولم تعرف قدرها فقام الشاب الأول الذي تقدم لخطبتها بإطلاق النار عليه وماتت في المكان وأصيب خطيبها، وبعدها غطت شرطة حماس علي الحادث وقالت انه يرجع لسبب الشرف وغسل العار، فدفعت لوالد الفتاة بعض النقود ليسكت عما حادث أم القاتل فهو حر طليق ولا يستطيع احد محاسبته، ولأنه من حماس فهو يمثل الدين ، والحوادث والشاهد كثيرة في غزة، إذ يقوم الذكور من أفراد الكثير من العائلات بقتل النساء بذريعة غسل العار نتيجة شبهات أو اتهامات أو بسبب محاولة من البعض للإساءة المقصودة لهذه العائلة أو تلك , أو بسبب وشاية كاذبة عن علاقات جنسية أو حب بين النساء والرجال. ويضع هؤلاء الرجال أنفسهم قضاة ينفذون الحكم بالموت على النساء حتى دون العودة إلى القانون، والبراءة موجودة للقاتل فهو يطبق أمر الله.
وحسب طبيعة مجتمع قطاع غزة المبني علي العادات والتقاليد والتي يقال عنها منبثقة عن الدين ونتيجة الإسلام السياسي الذي بدأت حماس تطبقه في القطاع، حيث اصدر وزير داخلية حكومة حماس في غزة عدة قرارات منافية للأخلاق وحقوق الإنسان التي اقرها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فهناك مثلا علي سبيل الذكر، منع الفتيات من لباس البنطلون أو الجينز وفرض غطاء الرأس علي طالبات المدارس، ومنعهم من السباحة في البحر، والمنع التدريجي للنساء بعدم الذهاب إلي الأسواق والمناطق العامة، أو كما قال احد الكتاب حماس تطبق طالبان جديدة في غزة ، ولا انسي هنا تزايد أيضا ظاهرة زواج رجال الدين التابعين لحماس في غزة بالزواج بأربع وخمس نساء، والمرأة ليس لها قوة ولا حيلة فتجد نفسها مستسلمة فهي كسلعة تباع ولا تعرف من يشتريها كل هذا يدعوا المنظمات الحقوقية والإنسانية ومنظمات مناصرة المرأة للتدخل ورفض مثل هكذا قرارات، حماية للنساء من التطرف الإسلامي الخطير الذي بات يشكل خطورة علي باقي المجتمعات العربية، ورجوعا للظاهرة السابقة حيث أري أن انتشار ظاهرة قتل النساء بحجة الشرف والدين راجع للعديد من العوامل أهمها
- تفاقم دور ونشاط وممارسات قوى الإسلام السياسي السلفية والمتخلفة ونشر قيمها في دول لا يزال المجتمع المدني وقيمه الحضارية الجديدة , الحرية الفردية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومساواة المرأة بالرجل فيها بعيد المنال.
- طبيعة المجتمع الذكوري السائد الذي لا يرى في المرأة سوى جانب الجنس , وينظر إليها على أنها سلعة تباع وتشترى وناقصة العقل ويسكنها الشيطان دوماً , إضافة إلى ممارسة التمييز الصارخ ضد المرأة في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات.
- دور سياسة الحكومات الحاكمة و التي تساند بصورة مباشرة أو غير مباشرة تلك الظواهر المنتهكة لحقوق و انسانية المراة وذلك عن طريق عدم وجود أحكام و عقوبات صارمة ضد المجرمين ومرتكبي القتل بدافع غسل العار ,وعدم الالتزام بالمواثيق الدولية المناهضة للعنف ضد المراة.
- غالبية المؤسسات الدينية وشيوخ الدين الذين يروجون لهذه الظاهرة بذريعة حماية المجتمع من التفسخ الخلقي فينصبون من أنفسهم حماة وقضاة في آن دون وجه حق.
- التقاليد والعادات البالية والموروثة من عهود مظلمة سابقة وعجز عن وعي دور ومكانة المرأة في المجتمع
- التخلف الاجتماعي وتأخر الوعي والعقلانية في سلوك الفرد والمجتمع بشكل عام وتجلياته في ظاهرة جرائم الشرف وغياب عملية التنوير الديني والاجتماعي , إضافة إلى حصول ردة حضارية في العديد من المجتمعات في الدول العربية والمنطقة وعودة العشائرية وفرض معاييرها وقيمها على الفرد والمجتمع والتحكم بسلوكه.
- وجود قوانين مدنية وفتاوى دينية لمعظم شيوخ الدين التي تساند ذلك وتحث على ارتكاب جرائم الشرف بذريعة غسل العار وحماية الأخلاق.
ومن هنا نقف جنب ونتضامن مع المرأة ضد هذه الجرائم البشعة التي ترتكب يومياً وعلى نطاق واسع ونطالب :
- مطالبة حكومة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية إلى وضع حد نهائي لمثل هذه الممارسات العدوانية والنضال مع شعوبهم ضدها وتفنيد الأسس التي تستند إليها في ممارسة مثل هذه الأفعال الإجرامية.
- مطالبة حكومة حماس في قطاع غزة إلغاء القوانين التي تسمح أو تتساهل مع مرتكبي جرائم "الشرف" أو تسمح بضرب المرأة أو العنف ضد العائلة , وتشديد العقوبات ضد من يمارس ذلك ومعاقبة من يختفي خلفها ويشجع عليها واعتبارها جرائم القتل العمد .
- التضامن مع المرأة في قطاع غزة وتشكيل لجان للدفاع عنها وحمايتها من العنف والقتل وإقامة دور لاستقبال النساء اللواتي يخضعن لعنف الذكور من أفراد العائلة أو المتهمات بممارسات جنسية ومعرضات للقتل "بحجة غسل العار وتطهير الشرف".
#مازن_فتحي_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟