أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم حسون - أحلام فجر العربي - حلم الموت ...














المزيد.....


أحلام فجر العربي - حلم الموت ...


إبراهيم حسون

الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 09:15
المحور: الادب والفن
    



سيدي ومولاي الله ....
بالرغم أنني كنت أذهب إلى المدرسة حافي القدمين , شبه عاري إلا من ورقة التوت , ومن ذلك الوقت ورغم صغر السن كنت شديد الإيمان بأنك جلّت قدرتك , خلقت الفقير لتفلح عليه أنت وعبادك الصالحين وطبعاً الأغنياء هم عبادك الصالحين , فقد خلقتهم أغنياء مكافأة لهم وخلقت الفقراء عقاباً لهم , وطبعاً بل وختماً , لا ادري السبب ...أقصد لماذا هذا الثواب وهذا العقاب ...
أمي يا سيدي ومولاي , كانت تزجرني وتقول : يا ولد الخير فيما اختاره الله وتتابع لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع وتتابع الله هيأ للمؤمنين الصابرين جنات تجري من تحتها الأنهار فيها كل ماتشتهي الأنفس وما لا يخطر ببال . وبالرغم أنني كنت أصمت واصطنع الإعجاب والإنبهار , لم أكن مقتنع ولا معجب بحرف واحد مما كانت تقوله والدتي رحمها من كانت لا تساوم عليه وعلى جنته , والتي كنت معجب بها أكثر منه , لذاك الصبر الذي كانت تنوء منه الجبال ولم تنء ولم تهن وبقيت إلى أن فارقتني وهذه الدنيا وهي تحثني على القبول بما قسمته لي , ولكنني لم أقبل على الأقل بيني وبين نفسي , لمجموعة من الأسباب أولها وأهمها ... على أي أساس وزعت أطيانك ومزارعك بالمختصر رزقك على عبادك . ولذلك بقيت رغم ذهابي إلى المدرسة الابتدائية التي كانت تبعد عن زريبتكم التي بظتني الوالدة فيها حوالي ثلاث كيلومترات , محشواً ببعض ما أنعمت علينا من البرغل وما ادراك ما البرغل , إفطارك الرباني , وفي العودة كنا نطرش بين شجيرات السنديان بحثاً عن شيء يسد الرمق من القرصعنه والدردار والدّوَّام المرّ , بالرغم من كل ذلك كنت أحلم ........
يا سيدي ومولاي الله .... حَلِمّْت !!! ... أن أصير ...وبالعذر منكم على كل شيء ... أن أصير رئيساً !!!!... بعد فترة صَحّيتُ قليلاً فخفضته إلى وزير ... قلت بيني وبين نفسي , فليكن ... ابتعَدَتْ المدرسة في المرحلة الإعداية وصارت ستة كيلومترات فخفّضتُ الحلم إلى مدير ... وقلت في نفسي لا بأس ... في الثانوية صار الرحيل الأكبر , بل التيه , بالإذن من " أولاد العم " يجب أن نحمل بصلك الشريف والبرغل المقدس إلى المدينة ... وهنا صار يراودني الشك ليس فيما كانت تقوله الوالدة فقط بل في التراث المخفي والمكتوب والمستور والمستتر والمحجوب ... وبالرغم من كل ذلك , هذا الشك اللعين بقي يراودني , وذاك الحلم الألعن ... وبقيت أعاقره أطراف الحديث والسعي ... أقصد ذاك الحلم اللعين الذي خلقته فينا لتزيد مأساتنا مآسي , وتجعلنا كالكلاب المحروقة أرجلها نركض ولا نتعب حتى ونحن على حافة الجورة .... نحمله فوق ظهرنا حتى ونحن نحاول النوم و لا يدعنا
عندما غادرنا نعتل حلمنا إلى الجامعة , يا سيدي ومولاي كثرت الأحلام واقسم لكم صارت تفرخ غصباً عني , بل أقسم بجلالك صارت تغتصبني ... صرت أحلم مثلاً .. مثلاً , أن أسهر في أحد المطاعم أعاقر فخذ امرأة , وأحيانا بل دائم الأحيان , صرت أحلم بمضاجعة أحد اللائي أقابلهن أينما اتجهت ..وأحيانا وأكرر المعذرة أنني أحلم , / والحلم يا سيدي ومولاي خارج نطاق سيطرة الحيوان الذي مثلنا / , صرت أحلم بأكثر من ذلك ... بعد الجامعة , لا جمعتنا لا جنة ولا نار... انخفض الحلم إلى موظفاً له ما يجعله يعيش بكرامة ... واليوم يا سيدي ومولاي أصبح الحلم.. / جافتك الأحلام والكوابيس / أن نعيش بكرامة وبلا كراميل وقلت لنفسي : شيء رائع أن يعيش الإنسان كريم كبقية حيواناتك .... واليوم يا سيدي ومولاي , صار الحلم أن نموت ... أن نموت ..أن نموت , فهذه الحياة التي فلقتنا بها على أنها الحياة ... الحياة الدنيا ... لم نر منها شيء ... فهلا استجبتْ وتحقق لي حلم ... حلم وحيد مجيد لي ولمن بليتهم وخلّفتم ... تحقق حلمنا وتحرم عبادك الصالحين " الأغنياء الحاكمين بأمرك ومشيئتك " من مجموعة " مرابعين أوعبيد "
ربي ومولاي وسيدي ... لك المشيئة , ولك الملك , ولك ما اخفيَّ وما أعلن , وبعلمك نُذبحْ وبإرادتك نَنبحْ , وأنت ربُّ العرش العظيم



#إبراهيم_حسون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب أول للمعرفة
- حلام فجر العربي - حلم ملائكي
- القرندح والمنفى
- أحلام فجر العربي - حلم ليلة صيف
- أحلام فجر العربي - فجر وفخامة الرئيس جورج بوش
- أحلام فجر العربي - درس تربية وطنية
- حلام فجر العربي-أحلام يقظة


المزيد.....




- بعد مسيرة حافلة وجدل كبير.. نجمة كورية شابة تفارق الحياة في ...
- ما الأفلام التي حصدت جوائز البافتا لهذا العام؟
- سفيرة الفلكلور السوداني.. وفاة المطربة آسيا مدني بالقاهرة
- إيهاب الؤاقد :شاعر يقتل الحظ والفوضى !
- الفنان وسام ضياء: الدراما عليها الابتعاد عن المال السياسي وع ...
- لون وذاكرة.. معرض تشكيلي لفناني ذي قار يشارك فيه نحو 60 فنان ...
- إطلاق الدورة الـ14 من جوائز فلسطين للكتاب
- وفاة المطربة آسية مدني مرسال الفلكلور السوداني
- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم حسون - أحلام فجر العربي - حلم الموت ...