|
(عراق الحرائق ).....هل آن الاوان لتجهيز مؤسسات الدولة بالصندوق الاسود؟
ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 08:40
المحور:
كتابات ساخرة
في البدء لابد من التنويه بأنني قد (خمطت ) مقدمة عنوان هذا الموضوع من عنوان المجموعة القصصية الفذة للكاتب الكبير زكريا تامر والموسومة ...(دمشق الحرائق ), فعذرا... غير إن الأمر لا يعدو هذه المرة عن حكايات وأقاصيص ...بل عن وقائع , وأزيد أكثر بان السيرة الشعبية (والرسمية ) العراقية ..ستأتي على كل عناوين المؤلفات القصصية والروائية وتجسدها اسماءا ومضامين ...وفي هذا أيضا سنخالف أهل الأرض ...فبدلا من استنباط القصة والرواية من الواقع وإعادة إنتاجها إبداعيا .. ..سنقوم بتجسيد كل حكايات وقصص أهل الدنيا في واقعنا العراقي دونما حاجة لمخرج أو ممثلين ...وبإبداع رباني ملهم.... فقد مثلنا (الصخب والعنف ) و(ارض النفاق ) و(الإخوة كارامازوف )و (الجريمة والعقاب ) و(المعذبون في الأرض ) وبلاد العجائب )و(الرجال والفئران )و(البؤساء ) و(الإخوة الأعداء )و ......الخ مما لن يمر عنوان أدبي إلا وجسدناه واقعا .... و(عراق الحرائق ) فلمنا الأخير الذي ربما سيمتد عرضه لشهور طوال ابتدأ أول أمره في أعظم سينما في العراق ...كيف؟ .......سأقول لكم : شب حريق في وزارة الصحة ووزارة الصحة للعلم تقع في منطقة (الباب المعظم ).. وهذا المكان يقع في (مركز) بغداد بالضبط....وفي عمارة عالية ترى من أطراف بغداد الأربع .. ثم ...إن الحريق قد شب في( مركز) العمارة ..في الطابقين السادس والسابع من عمارة تتكون من اثني عشر طابقا بملحقاتها ... ثم ...أن الحريق قد نشب في (مركز )الوقت من النهار ..بحدود الساعة الثانية عشرة ظهرا.... ليس عبثا وجود هذه (المركزيات ) الثلاث في حادث واحد...
قبل أن نترك أبواب الأخماس تضرب أبواب الأسداس ينبغي وللأمانة أن نشير إلى ما نعرف وما يتداوله الشارع عامة وخاصة وهو : 1-أن وزير الصحة هو من التكنوقراط المستقلين الذين لا يحسبون على أي حزب في العملية السياسية 2-أن وزير الصحة من (العصاميين )الذين تدرجوا (داخل العراق ) ولم يأتوا من خارجه .. حسب السياق المهني والتدرج الطبي حتى وصل إلى منصب مدير عام دائرة صحية قبل استيزاره ..والتي كما يشاع في الشارع جاءت لحسن أدائه المهني 3-بشهادة الكثير من داخل الوزارة أن عهده ومنذ استيزاره قد شهد تطهيرا كبيرا للوزارة من الممارسات الطائفية التي أصبحت سمة للوزارة في السنوات التي سبقت استيزاره....
إذن لماذا تم هذا الفعل ؟ومن المقصود به ؟ ومن المنتفع منه ؟...ناهيك عن الضررو هو ضرر مدفوع من (ضلع )كل مواطن عراقي مسكين تحسب الدولة أن الميزانية التي تقرها تذهب لصالحه..إن حسنت النوايا وطهرت أيادي المؤتمنين عليها ....
الحريق الذي استمر لساعة ونصف لم يبق بالتأكيد أية وثيقة ...وكل وثائق هذين الطابقين مهمة ..كونها تتعلق بعقود وزارة الصحة الخاصة باستيرادات الأدوية والمستلزمات الطبية .....
أول إعلان متلفز لمدير الدفاع المدني هو أن الحادث (ربما يكون نتيجة تماس كهربائي ).. ثم وفي يوم تال يصرح مصدر في وزارة الداخلية (عدم استبعاد أن يكون الحادث جنائيا )....يا الله ...ربما سنقع ولو لمرة على مصدر إرهاب أو تخريب كنا قد وعدنا آلاف المرات بالكشف عن أمثاله وظل طي الكتمان !!!
(نود أن نزج هذا التصريح للنائب الدكتور محمود عثمان عن كتلة التحالف الكردستاني والذي صرح به أمس من أن (رئيس الوزراء قد ابلغ قادة الكتل النيابية من انه سيفتح كل الملفات إن ظلت المطالبة باستجواب الوزراء من قبل البرلمانيين مستمرة)... لا يمكنني –لأسباب خاصة- أن أتداخل في تعليلات لمثل هذا التصريح إن صح ..وأتمنى على غيري ممن تتيح له الظروف وضعا افضل ان يحاول تحليل الموضوع .... غير انني اتساءل (طبعا غير مستبعد للدوافع الجنائية التي قد تظهر )...هل ان هذا الحريق رسالة موجهة الى رئيس الوزراء ..يقول مرتكبوها : ان لنا القدرة ان نضرب في (المركز )..من حكومتك ,بل وحتى في وزارة (افضل وزرائك ..شعبيا على الاقل ).. طبعا مثل هذه الرسالة لا تاتي الا من كتلة سياسية يهدد وزراءها بالاستجواب !! والا فالرجل وزير الصحة لا كتلة حزبية له ...
يبدو ان رمزية (النار ) ستتدخل مافيويا (وليس فلسفيا بحسب باشلار ) في صناعة الدولة القادمة من خلال مفهوم (الارهاب مقابل الفساد )... وطالما ان (النار ) هي النذير في المفهوم اللاهوتي ..فان نذرا اخرى قادمة ...لان (التسليم )لما يشاء البعض لن يكون ... وطالما ان (النار ) في المفهوم الفيزيقي تعني (الامحاء )...لما يثير الريبة وجعله رمادا ....فان (امحاءات ) اخرى ستستمر ..لان ما يراد اخفاءه مما صار يزكم الانوف ...كثير بل وكثير جدا ...
وعودة الى المنطق من عوالم الافتراضات والفلسفات عودة للامر الواقع الذي هو واقع لابد (ولا حول ولا قوة الا بالله ) فاننا نقترح على جهة مراقبة المال العام (ديوان الرقابة المالية ) التعاقد مع احدى الشركات المصنعة للحواسيب على صناعة (الحاسوب الاسود ) على غرار (الصندوق الاسود )..الذي تزود به الطائرات والذي يبقى محتفظا بالمعلومات في كل الظروف حريقا او غريقا او ما يجتهد المفسدون تدبيره من عوامل الاتلاف ... على ان توزع هذه الحواسيب السود الى كافة مؤسسات الدولة وتحفظ فيها كل الوثائق التي لها ادنى مساس بمال الدولة ..كي يتم الرجوع اليها عند حصول مثل هذه الحرائق التي ربما لن تنتهي سيرتها.... ونتمنى ان يكون حجمها كبيرا ومعدنها من النوع السام لكي لا يضطر بعض (الحيتان ) الى (ابتلاعها ) هي الاخرى عند الضرورة ...
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ديمقراطية الاسلام السياسي.......وعملية صيد الافيال باستخدام
...
-
هل وجدت بائع الفرح ...ايها الصديق الغريب؟
-
سلامات د.كاظم المقدادي....وسلاما لسبعينك التي تابى الاستراحة
...
-
من الذي ينبغي ان يدفع التعويضات ...ياعراقيون ويا كويتيون ؟
-
ماهي العلاقة بين موضوع الاستاذ عبد العالي الحراك ....و(الكسك
...
-
ديوان الحساب ........................(30)
-
ديوان الحساب ............................(29)
-
على من سابكي غدا؟
-
رسالة في مواساة الغرباء..........وماجدوى البكاء يااخت , ان ك
...
-
حول الطفولة في العراق ....ثانية!!!.............(شجون اخرى اث
...
-
ديوان الحساب .....................(28)
-
طفولات كباقات الورود .....ملقاة على مزابل العراق
-
بصحتك يا ....(برلمان )!!
-
ديوان الحساب ....................(27)
-
محنة الرضا ..........امتحان الارادة .....(كبندول الكتابة الذ
...
-
ديوان الحساب ..............(26)
-
الهرُ........والخمرْ
-
ديوان الحساب .........(25)
-
ديوان الحساب (23)
-
ديوان الحساب .....(24)
المزيد.....
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|