رسالة مجانية للولايات المتحدة الأمريكية

رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 06:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السياسة الأمريكية وأخطاءها التاريخية منذ عصر النهضة الصناعية في العالم وتقدم الدول الكبرى في الصناعة العسكرية، شهد العالم بعد هذا التقدم الصناعي الحرب العالمية الأولى والثانية، وكلفت هذه الحروب أموال لا نستطيع حصرها، ناهيك عن الذين قتلوا وهم بمئات الملايين، دون أن يكون هناك دافع إلى نشوب الحرب، وانتهت بالمأساة على جميع الدول التي تورطت في تلك الحروب، وبعدها انقسم العالم ما بين الشرق والغرب، ومرة أخرى دخلت الدول الكبرى على سبيل المثال أمريكا وروسيا بما يعرف بالحرب الباردة، وانتهت دون صدام عسكري وبقيت هذه الدول تعمل إلى الآن على نظام الدفاع الجوي والاستطلاع والإنذار المبكر عن طريق الأقمار الصناعية، حتى تحصن كل دولة أجواءها من أي اعتداءات خارجية.

ومن أخطاء أمريكا أيضاً أنها انجرفت ودخلت حروب كحرب فيتنام وأفغانستان والعراق وتدخلها المباشر وغير المباشر في معظم دول العالم، والحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهذا شيء جميل، ولكن إن الخطأ الأكبر أن السياسة الأمريكية بما يخص أمريكا كدولة حتى تتدخل في شؤون الدول لا بد أن تتبرع بالمساعدات والمنح بالمليارات دون جدوى، إن هذه الدول لا تستحق هذه المساعدات وأن توفر أمريكا هذه الأموال وأن تنفقها على الشعب الأمريكي، وأن تترك أمر هذه الدول لتصفي بعضها البعض طالما أنهم يرفضون الديمقراطية وحقوق الإنسان التي بسببها لم يترك إرث لأمريكا في معظم دول العالم غير الحقد والكراهية لأمريكا، وهذا ما لا يدركه السياسيون منذ عقود طويلة، حيث ترسل الدولة جنودها في معظم دول العالم بداعي أن المصالح الأمريكية تقتضي ذلك، وهذا هو الخطأ التاريخي في السياسة الأمريكية، إنها لا تعلم أن أمن أمريكا هو على الأراضي الأمريكية وليس خارج القطر بآلاف الكيلومترات، أي على أمريكا أن تكلل هذه الإمكانيات بما لديها من تقدم عسكري في رصد أي شيء وتدميره قبل أن يخترق الأجواء الأمريكية دفاعاً عن أراضيها ومصالحها كما يقولون، أما إذا كانت أمريكا تشعر بالتهديد بما يخص النفط فهذا خطأ جسيم لسبب بسيط جداً وهو لأن أمريكا تستهلك من إنتاج النفط ما يقارب ثلث استهلاك العالم، فماذا لو لم تستورد أمريكا النفط من هذه الدول؟!.. أعتقد أن هذه الدول سوف تموت من الجوع، أي الذي يشعر بالتهديد الدول التي تصدر وليست الدول المستوردة، فهل ستعي أمريكا هذه الرسالة المجانية؟!..

وليس من العدل أيضاً أن تنفق أموال الضرائب التي تؤخذ من الشعب الأمريكي على الشعوب الأخرى بما يسمى إصلاح العالم، وإن الأجيال القادمة سوف تلعن كل من كان له قرار أو ساهم إلى أن تجر أمريكا في حروب لم يكن لها داعي غير خسران الجنود والنقود، ومن وجهة نظري أن تراكم وأخطاء السياسيون دون إدراك أنهم بذلك يسعون إلى إنهاء أمريكا على أيدي أبناءها، وربما ما قد قلته يصبح له ثمن في المستقبل ولكن سوف يكون الوقت قد فات.

#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات