أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - بين ولاية الفقيه وولاية الرئيس.














المزيد.....

بين ولاية الفقيه وولاية الرئيس.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 08:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الصعب أن نتحدث عما يدور الآن في إيران بعد انتخابات، أظهرت بما لايقبل الشك أن الديمقراطية، حاجة ماسة ولابد منها من أجل تطور أي مجتمع، ومهما كانت تفاصيله، ومهما كانت إشكالياته. من الصعب التحدث عن هذه الانتخابات دون التأكيد أن النظام الإيراني، منذ البداية فيه من المرونة، والمؤسساتية ما يجعل الحديث عن ديكتاتورية الفقيه أمرا ليس حقيقيا في لحظات كثيرة. ولاية الفقيه التي أسسها وثبتها الخميني بعد ثورة الشعب الإيراني على نظام الشاه، هذه الولاية والتي ماكان لها أن تتحول إلى ديكتاتورية بالمعنى الفعلي للعبارة، دون أن يستمر مؤسسها بتأسيسها كما خطط لها، ولكن وفاة الخميني، السريعة بعد الثورة، وانشغاله بالحرب العراقية الإيرانية، جعلت ديكتاتورية هذه الولاية الفقهية لم تكتمل لاماديا ولا رمزيا، وتوزع هذا الرأسمال المادي والرمزي- السلطة- على مراكز القوى التي نتحدث عنها هنا، وأدت وفاته هذه إلى توزع في السلطة في إيران لم يكن موجودا أصلا في هيكيلة الخميني الذي أراد تأسيسها وتطبيقها لتصبح نموذجا إسلاميا. هذا التوزع في القوى والسلطة، هو الذي أعطى النظام الإيراني مرونة، ليست قليلة بالتعاطي مع مستجداته الداخلية والخارجية، وتحول الفقيه بحد ذاته إلى مركز من مراكز هذه القوى، حتى لو كان له الحجم الأكبر من الحضور والقوة لكنه لم يستطع أن يزيح من دربه باقي القوى، بغض النظر عن إرادته سواء كانت إرادة تريد قبضة فردية ومن حديد على السلطة أم كان ينظر إلى أن هنالك مصلحة للنظام ولدولته الإيرانية في بقاء هذا التوزع في القوى، بغض النظر عن هذه الإرادة بقي النظام في إيران، قريبا من الاستبداد بعيدا قليلا عن الديكتاتورية، لهذا من الصعب الحكم على تفاعلات ما يجري في إيران دون النظر إلى هذه المرونة العالية لنظام استبدادي، والذي لم نشهد نموذجا آخر شبيها له في العالم المعاصر.
استثنائية النموذج الإيراني، أن الهوامش الواسعة نسبيا فيه هي نتاج توزع قوى هي أصلا تنزع نحو الديكتاتورية وهذه أيضا مفارقة غير مسجلة من قبل، وما يعرف الآن بالتيار الإصلاحي ليس سوى خلطة من تيارات ومصالح، بينها ماهو متناقض جدا، فليس هنالك وارد تلاقي أنصار خاتمي مع أنصار رفسنجاني الذي بات يعتبر إصلاحي في السنوات الأخيرة، وحتى بين مير حسين موسوي وبين كروبي.
وخوف هؤلاء من رفع الغطاء عنهم كما حدث مع كثر من رموز هذا النظام في السابق، جعلهم ينقلون المعركة إلى الشارع. لأنهم تلمسوا في السنوات الأخيرة محاولة جادة من قبل مؤسسة الفقيه الأوحد، لضرب كافة مراكز القوى وبطريقة هادئة. وهذا ليس له علاقة بنجاح سياسة إيران برأسيها القوي خامنئي والضعيف نجاد، لأن هذه السياسة أقله على الصعيد الإقليمي قد حققت نجاحات تذكر، في لبنان والعراق وسورية وبعضا من دول الخليج العربي، وفرضت حتى على الولايات المتحدة موازين قوى جديدة، وإلا من أتى باتفاق الدوحة، ومن جعل ساركوزي يركض نحو دمشق، وأوباما يريد الحوار مع إيران؟
ولاية الفقيه في إيران باتت الآن أرحم بكثير من ولاية الرئيس وأولي الأمر في بلداننا، وخاصة سورية. وأكثر نجاعة ودينامية في استيعاب المستجدات المجتمعية. ولاية الرئيس باتت من التكلس حدا فاق كل تصور، وهم البقاء في قوقعة السلطة هذه بات أجندة واحدة وحيدة، هي التي يتم العمل عليها ووفقا لها، بغض النظر عن احتياجات المجتمع السوري. وانطلاقا من تحليلنا هذا لماذا لم يستطع النظام في سورية فرز مراكز قوى علنية؟ لأن ولاية الرئيس محكمة الإغلاق ولا يمكن فتحها. ولهذا أيضا عندما يتم الحديث عن تيار إصلاحي في سورية مثلا يوضع الرئيس الأسد على رأسه، لماذا؟
إن توزع مراكز القوى في إيران قد قوى من مؤسسات الدولة الإيرانية، بينما تضاؤلها حتى العدم في سورية، أصبحت الدولة ملكية شخصية، بغض النظر عن إدارة هذه الملكية. وبغض النظر سواء كانت صالحة أم طالحة.
ولاية الرئيس نظاما لا يحتمل أي نص مكتوب، نص يشكل ناظم عمل، لا يطيق الكتابة أصلا. نواظم العمل تكون قرارات شفهية لحظية، بينما ولاية الفقيه تحتاج دوما إلى نصها إلى كتبتها وكتابها.
وبقي القول" أن ولاية الرئيس من المستحيل أن تتحول على ولاية فقيه، لأنها لا تمتلك نصا يكون قادرا على استيعاب أية أكثرية، كما تفعل ولاية الفقيه في إيران.
وهذا سر من أسرار مأزق سورية ومرونة النظام الإيراني.







#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (1)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا والإسلام زيف العنوان فكيف يكون المتن؟
- فرصة ثانية ل14 آذار لبنان يصوت
- نظريات لا تغير في الوقائع.
- أوباما في السنة الأخيرة من ولايته.
- مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد-من وضع رجال دين أم رجال- ...
- مصر دولة قبل أن تكون نظاماً سياسياً
- المعارضة السورية، ملاحظات واقتراحات.
- سجلنا مواقف...وماذا بعد؟
- كيد المعارضون وضعف المعارضة- جبهة الخلاص كنموذج-
- وقفة مع ما يجري! واقع حالنا.
- نعم النظام السوري ممانع
- التغيير في الميزان السياسي
- لماذا وقع الإخوان المسلمون في الفخ؟
- الحوار لا يلغي التوافقات داخل المعارضة السورية
- التغيير بين سلطة الفكر وميزان السياسة.
- المعارضة السورية بين التعليق الفكري والسياسي لنشاطها.
- ما الجديد في المصالحة العربية؟
- قرار جلب البشير لايمس السودان
- الحوار مع النظام لا يؤسس على اتهام المعارضة.
- غزة على حدود نفاقنا!


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة اغتيال جنرال روسي كبير بتفجير سيارة شرق موسك ...
- RT ترصد غارة على بناء سكني مدني في غزة
- مساعد الرئيس الروسي: بوتين وويتكوف بحثا استئناف المحادثات ال ...
- -خضعتُ لـ 100 عملية جراحية ولن أتوقف أبداً-
- -هل أصبح إنجاب الكثير من الأطفال وسيلة لاستعادة عظمة أمريكا؟ ...
- ترامب لمجلة تايم الأمريكية: مستعد للقاء مرشد الثورة علي خامن ...
- -من دعا هؤلاء؟- جدارية ساخرة في روما -تلطش- بعض المشاركين في ...
- لقطات تظهر لحظة وقوع زلزال إسطنبول وسط استمرار الهزات الارتد ...
- ترامب يكشف عن تطور جديد بخصوص المفاوضات الروسية الأوكرانية
- أبو عبيدة: مجاهدونا في العقد القتالية والكمائن الدفاعية جاهز ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - بين ولاية الفقيه وولاية الرئيس.