الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان عبد الرحمن علي - مصر ليست عربية ولن تكون

مصر ليست عربية ولن تكون

رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 08:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

إن الشعوب التي لا تتعلم من أخطاءها من المستحيل أن تتقدم، أو يصبح لها قيمة بين الشعوب، وللأسف الشديد حدث ذلك مع مصر كدولة ومع الشعب منذ أن أصبحت دولة عربية، حيث مشاكل العرب، الحروب من أجل العرب التي خاضتها مصر وما كان لمصر أن تخوض هذه الحروب لو بقيت دولة مستقلة عن العرب كما كانت واستمرت على وحدتها أكثر من مائة قرن، دون أن يكون لها علاقة غير أن العرب وغيرهم كانوا يأتون إلى مصر لكي يتزودون بالغذاء والدواء والعلم، وإلى فترة قريبة تقابلت مع بعض الأشخاص الذين تعلموا في فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي وعلى حساب مصر، أي من دم المصريين، وبشهادة هؤلاء الذين يعترفون بجميل مصر عليهم قالوا لي بالحرف (كنا نتقاضى راتب شهري غير التعليم المجاني) وما كنت أعلم عن ذلك شيئاً لولا أن تقابلت مع هؤلاء الناس المحترمين، مستاءين من بلادهم في العصر الراهن وما تقوم به الدول العربية تجاه المصريين الذين يذهبون إلى العمل فيردون الجميل إليهم بصيغة عقود عمل ونظام الكفيل، واستغلال وإذلال أحفاد الذين ضحوا من أجل العرب قبل ظهور البترول، وإن مصر لم تغلق أبوابها في يوم من الأيام بوجه أي عربي يأتي إليها، وبما أن كل دولة من الدول العربية تعمل من أجل مصالحها فرأيت من واجبي كمواطن مصري مهتم بتاريخ بلده والنهوض بها إلى الأفضل أن أحرك هذا الموضوع الغاية في الأهمية وأذكر المصريين الشرفاء أن يعملوا على ما سوف أقول.

إن مصر ليست عربية ولن تكون، وإن السبيل الوحيد لإنقاذ مصر وتاريخها هو أن تستقل مصر استقلال تام عن العرب بكل أدب واحترام، إلى أن تستقدم مصر أبناءها من الدول العربية ومتعلقاتهم وكذلك الدول العربية يستقدمون أبناءهم ومتعلقاتهم من مصر، دون مضايقات من الجانبين أو المساس بكرامة أي إنسان حتى يكون انفصال حضاري وأن تقوم مصر بإنهاء دور الجامعة العربية في مصر، وأن تجتمع هذه الدول دون مصر لتختار دولة يقام بها الجامعة، وألف مبروك عليهم ونقوم نحن كمصريين بتدريس أبناءنا لغة أجدادنا التي اندثرت على أيدي العرب واندثر تاريخ وحضارة مصر ودور مصر، بسبب الحروب وبسبب أشخاص من المصريين لا يعلمون شيئاً عن تاريخ ومكانة مصر، وما يجب أن تكون، ولا مجال هنا عن الحديث عن الأديان، حتى لا أتهم أنني أنحاز إلى ديانة دون أخرى، وإنما أنحاز إلى بلدي مصر الذي ضاع تاريخها بسبب أعدائها من بعض المصريين الذين يحكمون في مصر منذ انقلاب العسكر والحرامية على النظام الملكي.

ونحن كمصريين لا نكره أحد من العرب ولا نتآمر على أحد، وهذه كانت تجربة استمرت فيها مصر أكثر من ألف عام وفشلت فيها مصر في الانضمام إلى الدول العربية فهل سوف نصحح هذا الخطأ قبل أن تجر مصر مرة أخرى وتدخل في حروب من أجل هؤلاء الذين يرضعون في البترول ويسكنون في الفلل والقصور ويدفع الثمن فقراء مصر في الحروب كما حدث في الماضي، وأن الدولة الوحيدة في العالم التي تضحي بأبناءها من أجل الآخرين هي مصر، هل هناك خطأ أكبر من ذلك لكي يصحح؟!...، ثم أن العرب جميعا دون استثناء في حرب غزة الأخيرة العالم منهم والجاهل كانوا يتحدثون لماذا لا تحارب مصر إسرائيل؟!... أي لا يتذكرون مصر إلا في المصائب.

أما المليارات التي تستثمر في الغرب محرمة على مصر، حتى إسرائيل التي تريد الدول العربية أن تدخل مصر معها في حرب يعيش فيها آلاف من المصريين بكرامة وحرية ويأخذون جميع حقوقهم ويجب على مصر كحكومة أن تشكر إسرائيل على أنها تؤوي آلاف المصريين وتعاملهم بكل احترام على أراضيها أفضل من معاملة العرب للمصريين فهل من يحترم أبناء مصر نعاديه؟!.. أم من يرسل أبناء مصر أموات في التوابيت يستحق أن نعاديه؟!.. وكما قلت نحن كمصريين لا نعادي أحد ولا نفكر في أن نعادي أحد، ولكن ما نريده هو أن نتخلص من هذه العروبة حتى تعلم كل دولة حجمها الطبيعي، ولولا وجود مصر لما بقي للعرب وجود، وأذكر كل مصري مهتم ويريد أن يتقدم وطنه أن يسعى إلى أن تنفصل مصر عن العرب حتى تتذكرنا الأجيال القادمة أننا فعلنا شيئاً من أجلهم كما نتذكر نحن أجدادنا القدماء الذين لم يسبقهم أحد في التاريخ البشري من علم وحضارة وتقدم خرجت إلى العالم أجمع من مصر، فهل يليق دور مصر في هذا العصر يا حكام مصر.
ومن يعترض على هذا الكلام يعد خائن لمصر وعميل ولا يفكر إلا في نفسه وخسارة فيه اسم مصري.

رمضان عبد الرحمن علي

#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات

رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -

تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

التسلسل: 1 العدد: 28565 - my dear brother

2009 / 6 / 18 - 20:16
التحكم: الحوار المتمدن wahabi salafi

الاخ الكريم رمضان عبدالرحمن علي
1) مسالة عروبة مصر واسلام مصر هي حقيقة على الارض فالعربية
هي لغة كل سكان مصر مسلمين ومسيحيين ومنذ ازيد من الف عام
ولاشك ان من حق المصريين ان يدرسوا عن حضارتهم الفرعونية وامجادها
كما يعرفوا موقعهم الان كجزء من العالم العربي والاسلامي
2) السيد هيكل تحدث وبالوثائق في برنامج مع هيكل عن حروب مصر
ضد اسرائيل وهذه الحروب جميعا كانت حروب من اجل مصر اولا وما تتحدث
عنه انه حدود (مصر) هي حدود (مصر) بعد ان قصقصوا اجنحتها
ففصلوا السودان عن مصر وفصلوا غزة عن مصر وهي التي كانت تحت
ادارة المصريين والان سيفصلون جنوب السودان ومشاريع (خنق مصر) و
بناء السدود في دول مصب النيل معروفة ومعروفة الجهات التي تقف واراءها
3) انا من الجزيرة العربية ولنا اساتذة افضل واطباء ومهندسين وعمال عاديين وفدوا الينا من مصر وعملوا من اجل مساعدتنا لاتمام تنميتنا ونحن
نشكرهم كل الشكر على ذلك وقد عرفت الكثير منهم وهؤلاء الاشخاص
بعضهم الان يملك اموالا طائلة حصلها بجهده وهو يساهم في نهضة مصر
ان حجم التحويلات المصرية من دول الخليج حسب هيكل يصل الى ثمانية
عشر مليار دولار وهذا مبلغ يدل دلالة واضحة على ان المصالح بين
مصر ودول الاقليم متبادلة فدول الا
       49 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 2 العدد: 28571 - نعم سيدى عندك الحق

2009 / 6 / 18 - 20:45
التحكم: الحوار المتمدن مصرى

نعم سيدى عندك الحق فمحاوله تعريب مصر ماهى الا محاولات نرجسيه من اشخاص ارادوا بناء امبراطوريات شخصيه مستخدمين الدين الاسلامى وما سببه من خلط بين الدين والقوميه (مفهوم الامه الاسلاميه) بدايه بالملك فاروق الذى اوعزت بريطانيا له بتأسيس جامعه الدول العربيه ظانا انه سيتوج ملكا عليها ونهايه بجمال عبد الناصر الذى اراد ان يكون القائد (الامبراطور) لها وفشل بجداره حتى بالحفاظ على الوحده الوهميه مع سوريا مع انه فرط فى وحده مصر والسودان قبل ان يتملكه جنون العظمه وحلم الامبراطوريه العربيه الكبرى
       87 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 3 العدد: 28625 - ونحن ما شأننا ؟

2009 / 6 / 19 - 07:41
التحكم: الحوار المتمدن ARABIA

لا افهم معنى قول الاستاذ ان مصر دخلت الحروب فيما البقيه ينعمون
بالبترول ؟

هل يقصد الكاتب الخليجيين او العراقيين او الليبيين ؟

ان كان يقصد اي فصيل منهم , فاعلم يا استاذي انه نحن
ايضا لا شأن لنا بفلسطين ولا حربها , فهي شأنكم انتم
فقط دول التماس مع اسرائيل , نحن من تم حشرنا في حرب
لا شان لنا بها , نحن من جيشنا اعلامنا وشعوبنا وارسلنا
الجيوش والاموال الي مصر في الاخر تعايرنا !!!

عجبا !!!

نحن لا نحتاج عروبتكم ولا نريدها , ونحن من نطلب منكم
ان تخلصونا من هذه الرابطه باسرع وقت , ماذا استفاد العراق
والخليج ولييبيا من رابطة العروبه غير صرف الاموال علي
مصر وتوظيف ملايين العاطلين بها وشراء افلامها ومسلسلاتها
التي لم يعد يرغب بشرائها احد بعد ان سحبت الاعمال السوريه والاجنبيه منها البساط

اريحونا واعلنوها مصر مصريه وليست عربيه لنرتاح من هذا
الرابط الذي اختلقتموه من اجل تحشرونا في صراع مع اسرائيل
لا ذنب لنا به
       255 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 4 العدد: 28627 - اكاذيب العروبة

2009 / 6 / 19 - 08:06
التحكم: الحوار المتمدن محمد البدري

العروبة لها حججها المادية في تحويل اي مجتمع الي مجتمع عربي. فالعروبة في مصدرها واساسها هي موقف انثروبولوجي لبدو الصحراء بكل انساقهم بدءا من علاقات القرابة والدين والزواج بل وشكل ومضامين ملامح اساطيرهم وملاحمهم التي تعبر عن مضمون الوعي الاجتماعي في مراحل ما قبل الوعي. بهذا التحليل المقارن بين مصر ومجتمعات البداوة العربية بل والمجتمعات النهرية فان الخلاف بينهما يقول بعدم عروبة كثير من مجتمعات الشرق الاوسط كالعراق ومصر وبلاد الشام . فالتاريخ يقول بان هذه المجتمعات كانت ضحية العرب والبداوة حيث فرضت الفاقة وندرة الغذاء بالصحراء اتاوة باسم الدين عليهم وهي المسماه جزية. فالانساق الدينية في مصر وغيرها من المجتمعات الغير عربية تخلو دياناتها من هذا الشروط التي هي البلطجة بعينها او هي قانون مافيا الاديان الصحراوية. فالدين في مصر هو رؤية كونية وعلاقات بين عناصر الكون في تشكيل فني يتخذ شكل الاسطورة بينما الاسلام لذي هو دين العرب فهو ليس اكثر من قانون عقابي او علاقة ضمان لبقاء القبيلة واو علي حساب جيرانها من القبائل والتي امتدت لتصبح علي حساب باقي مجتمعات الشرق بالغزو المسلح. اما صوره الكون والوجود في الاسلام كما في قصة الخلق وغيرها فهي ليست سوي ركام ما وصل الي قبائل العرب وخاصة في مكة من تراث
       244 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 5 العدد: 28632 - مجرد سؤال

2009 / 6 / 19 - 08:43
التحكم: الحوار المتمدن عدنان عاكف

في هذه اللحظة بالذات بلغ عدد المشاركين في التقييم 18 والنسبة التي حصلت عليها هذه المقالة القيمة 94%
وفي هذه اللحظة بالذات بلغ عدد الذين شاركو بتقييم مقالة - أكاديمية عدنان عاكف - للسيد فادي والمنشورة على نفس هذا العدد 18، والنسبة التي حصلت عليها المقالة 94%
هل ان هذا التطابق بالأرقام مجرد صدفة؟
       98 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 6 العدد: 28657 - الأكثر خطورة

2009 / 6 / 19 - 12:47
التحكم: الحوار المتمدن جميل السلحوت

الاكثر خطورة على أية أمة من الأمم هو أن يظهر لها اعداء من ابنائها.
       211 أعجبنى           المزيد-الاشراك

| نسخة قابلة للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295