أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - الانتخابات الايرانية في ضوء مقاييس الديمقراطية














المزيد.....

الانتخابات الايرانية في ضوء مقاييس الديمقراطية


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توظف طهران الرسمية الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة للبرهنة على المنحى الديمقراطي للعملية السياسية بايران، وتمتعها بالشرعية التامة لكون ان الرئيس والبرلمان جاؤا بناء على ارادة الناخبين. بيد ان سير العملية الانتخابية والقوانين والقواعد التي تتحكم بها تثير العديد من التساؤلات والشكوك بمدى ديمقراطية العملية السياسية، وتجعل من المناسب الحديث عن استغلال بعض مقاييس الديمقراطية ( الانتخابات) لاضفاء الشرعية على تمسك النخبة الحاكمة بالسلطة.
من نافل القول ان الديمقراطية حزمة واسعة من الاليات والقواعد وان التخلي عن بعضها يحولها الى " اسلوب اعرج" وان الانتخابات وحدها غير كافية لاشاعتها والتعامل وفق مقاييسها. الديمقراطية تستدعي من بين قضايا اخرى ايضا وجود قضاء مستقل وان تكفل من دون حدود حرية التعبير والعقيدة. ان هجوم قوات الامن على رموز المعارضة في اليوم التالي للانتخابات الرئاسية بايران وزج العشرات منهم في المعتقلات لا يتنهك فقط واحد من اهم اعمدة الديمقراطية الذي يضمن للاقلية حرية النشاط ويحترم موقفها، انه يثير روائح مزعجة تذكر في تلك السنوات الصعبة التي اجتازتها العملية السياسية بايران حينما كافة اشكال المعارضة والجهر بالراي الاخر ممنوعة وتجري محاسبته دون الالتفاف للقوانين المرعية.
واشار المتابعون للحملة الانتخابات بايران الى ان السلطة التنفيذية تدخلت بصورة فضة في سيرها، حيث كانت توفر افضل الاجواء واكثرها مناسبة لحملة واحد من المرشحين وحتى سولت لنفسها شراء " ذمم" الناخبين حقا باسعار رخيصة بتوزيع مواد غذائية او مكرمات مالية لسد رمق الجائعين الذين لا توجد احصاءات رسمية دقيقة بعددهم.ونفس الادارات المحلية قامت بالتضييق على الحملات الانتخابية للمرشحين " غير المريحين" اؤلئك الذي وعدوا ايران بطريق اخر وخلقوا في نفوس الشباب وشرائح واسعة من المجتمع جذوة الامل وفتح النوافذ على العالم الاخر وهبوب رياح التغيير لتجديد الحياة التي تلوح لهم رمادية. وهؤلاء هم الذين خرجوا للشوارع محتجين على نتائج الانتخابات التي خيبت تطلعاتهم.
ان الرئيس الايراني في كل الاحوال لن يعبر عن ارادة الناخبين الذين صوتوا لهم وهو ايضا غير ملزم بادخال الوعود العسلية التي قدمها للناخبين الى حيز الوجود، لانه سيخضع وفق الدستور لمرجعية اخرى غير منتخبة هي التي تصنع القرارات دون الرجوع لمرجعية اخرى لانها مطلقة.
مع كل ذلك ان الانتخابات هذه المرة كانت خطوة نحو الامام مقارنة بسابقتها، واتسمت بجرأة المعارضة ومادام ان منطق التاريخ يرفض الجمود فلا بد ان تكون النتائج الاخرى للانتخابات بمثابة الضوء الذي سيكتسح الظلام.
ان نداعيات الانتخابات ايقظت القوى الطامحة للتغير واضفاء روح على الحياة بصورة حقيقية وليس الاكتفاء بالتكنلوجيات بما في ذلك النووية والصارخية وانما تخطيها الى العلاقات الاجتماعية الى حرية الفرد وخياراته ووصوله للخير والجمال ليس وفق اسلوب صمم له قبل ان يولد وانما ان يساهم بصنعه بخياره.
ان تداعيات الانتخابات اطلقت قوى الاحتجاج من " القنينة" وسيكون من الصعب ارجاعها، ولم يظل امام القيادة الايرانية الا ان تدرك الواقع وتباشر بالاصلاحات الحقيقية وارساء نظام حكم يحترم حقوق الناس وارادتهم ومساهمتهم بادارة بلادهم.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة العربية بين الانقراض وفورة المقاومة:على هامش مناظرة ...
- العلاقات العربية الروسية تدشن موسمها الجديد
- محطة بوشهر الكهروذرية : مصدر قلق جديد لمنطقة الخليج
- العالم العربي والحاجة الى ايران
- قضية -قاذف الحذاء- بين القانون والسياسة
- نهاية عصر الدبلوماسية لحل المشاكل الدولية
- بمناسبة انعقاد مؤتمره الثالث عشر: الحزب الشيوعي الروسي امام ...
- هل يطل وجه امريكا الجديد من غوانتينامو؟
- عالم من ورق
- متى يكتشف العرب روسيا الاخرى؟ على هامش زيارة القذافي لموسكو
- المواجهة في القوقاز تتحول الى مواجهة بين روسيا والغرب
- قرار ميدفيديف بين الترحيب والمخاوف
- وراء كواليس السياسة: اوسيتيا الجنوبية وابخازيا والمقايضات ال ...
- اسيتيا الجنوبية: من الحرب الساخنة الى حرب الدبلوماسية
- الغرب يشن حربا غير عادلة على روسيا
- حرب جديدة لاهداف قديمة في القوقاز
- كلمة في سولجينيتسين : بمناسبة رحيله
- في عصر التطورات العاصفة: الروس يصوتون لستالين
- ايتماتوف: رحلة ابداع طويلة
- روسيا بين اوباما وماكين


المزيد.....




- رأي.. عمر حرقوص يكتب: وداعاً قصة -الحرة-
- ترامب يصف جولة رئيس الصين بجنوب شرق آسيا بأنها فرصة -للعبث- ...
- مبعوث ترامب: المحادثات مع إيران تركز على -التحقق- من برنامجه ...
- الأول منذ 30 عاما.. اكتشاف مضاد حيوي يواجه سلالات مرض السيلا ...
- من هو الداعية نبيل العوضي الذي سُحبت جنسيته الكويتية مرتين؟ ...
- عاصفة رملية تتسبب بأكثر من ألفي حالة اختناق، وإغلاق مطارات ج ...
- بيربوك: -الموت حاضر في كل مكان في أجزاء واسعة من السودان
- وارسو: لا مساعدة لأوكرانيا دون أن نتربح منها
- فرنسا تقدم مساعدات للجيش اللبناني (صور)
- مراسل RT: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في جنوب لبنان


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - الانتخابات الايرانية في ضوء مقاييس الديمقراطية