أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - وردة الكاريبي بموسيقى معسكر التاجي()














المزيد.....


وردة الكاريبي بموسيقى معسكر التاجي()


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 12:19
المحور: الادب والفن
    


(1)
في أول الفصيل حين ينظر العريف إلى جنوده كما عدسة عين الفراشة لحظة الولوج إلى الوردة..
يقف خط الاستواء..
يقسم هواجسنا إلى أربع أضلاع ودمعة أم..
كل ضلع له هاجس يختبئ فيه وكتاب يحن إليه
وربيئة في شمال كان بالنسبة لنا كما ثوب القطن لجسد الحلاج..
في أول الجنوب، حيث المساء كركرات البط وهو يغنـي على ليلاه غناء الغيمة لمظلة المطر
ارقب من يأتي..
وأتمناه امرأة من طين دجلة تمسك وردة كاريبية،
ورزا من طعام معسكرات الجيش
حيث ألفتنا وعاداتنا الليلية تشبه مراهقا يتمنى أن يكون ربطة عنق في رقبة غزال فرعوني
إنها أمنياتنا..
ذهبت.. وبقينا نعلم القطط الباليه...

(2)
مثل أجنة في رحم، غفونا..
مدججين بشباك صيادي الليل الأخضر ورزقهم المتأثر بأوراق اليانصيب
مثل روح تتعجل الطيران بمركبة ناسا القمرية
نستعجل لحظة التمنـي
ليس لأن البرد قاس كمخالب قط تايلندي
بل لأننا تركنا هناك حواء تئن من الشهوة
بل الأهم من هذا
تركنا هناك تاريخنا يلوك بعصيدته البرابرة...

(3)
في الليل الكاريبي حيث يرانا دمعنا وخلجات النفس، فيصنع السلوى لانتظار قد يطول ويقصر حسب حاجة العريف لجنود في الصولة القادمة..
لا أعرف كم دفنوا في مقابر دلمون..
لا أعرف كم بترت عندهم أصابع القصيدة
لا أعرف كم ذهبت فيه الذاكرة إلى نسيان فصيلة الدم وقرص الهوية..؟
أعرف فقط.. في دافوس سيجتمع الأغنياء
ويبيعون بلدي رزا وطحينا وأطباقا لاقطة
وفي المحصلة جارنا المسكين سيترك زوجته المسكينة ويتزوج صبية هولندية..

(4)
وردة لها بهاء التوابل تسقط على إناء الشهوة قنابل من قبلات حارة، تمشي بحذاء السندريلا الريفية وتصل لحظة الصفنة على أريكة مقهى، تفكر في مارة الشارع، في دوي المدافع وليل الشام المفتوح على خواطر الذاهبين لأقدار الوحشة والسحت في بلاد كان يلهو على أعتاب طيشها الرشيد والمتوكل وأبو نؤاس..
والآن الليل فيها يشتهي بساطيل الشرطة وظلام الفزع المفاجئ حين تداهمك رؤى البنتاغون وتسأل عن طفل كان يلهو في حاضنة الخوف، تسأل عن بطيخ أفغاني في ثلاجة بيتك، عن امرأة كنت تحبها وهاجرت إلى بنجوين()..
هناك كان العالم كله ثلج وعصيدة..
نأكلها فيغيب الصوم فينا ونتذكر سحر العراق...

(5)
وردة الكاريبي...
ساحات عرض الفصائل المتنورة بألواح حروف الكلام المسماري وهي تنتظر نعوش قدرها في صباح من صباحات التاجي..
المغـنـي الهاييتي يطلق لحن الشعوب البدائية،
وصبية بلون الدبس الأسود ترقص..
حوت يطربه العد، وعصافير الكاظم (ع) تلقط عجين الصمون العسكري
وجيل بكامله يتطلع لما سيكون..
هناك.. سيأتي زمان.. أفخاذنا مشاريع تعب
ودموعنا زناجيل عاشوراء..
وسيكون حب الحسين والعراق حاضرا في السهرات كلها..
وحدي... على وسادة غيمة أبحر إلى لحظة أكون فيها أنا الصفر..
والسبعة المبشرون وزراء في حكومة الصومال المؤقتة..

(6)
دمعة في جفن غاليلو وهو يقسم بكل السادة الياسريين إن الأرض على شكل بطيخة، وقساوسة محكمة التفتيش لا يصدقون..
ليتنـي جملة مدعوكة بالسمن البلدي في رسالة حب..
مسمار في نعش نحات من أهل النعمانية()
راوده حلم المتنبي فاستيقظ على هدير مدرعات الهمر
الهمر التي تطرق أبوابنا كل صباح وتأكل معنا الجبنة والشاي..
وردة الكاريبي لك
ولي دمعة تمشي على رصيف أحلامي وتتزحلق في اللهفة إليك..
يا أجمل وردة في حدائق المندائيين
أنت يا قوس قزح..
والنشاب ليس سوى سعفة من برحية أطلقت سكرها في صلعة بيكاسو
وجعلت التكعيبيين يستنكرون تمزيق ثياب حبيبتنا بغداد...


*معسكر التاجي : واحد من اهم معسكرات الجيش العراقي ، كان يقع في ضواحي بغداد في منطقة التاجي ، وهو اليوم قاعدة امريكية.
دمشق / 8 / تشرين أول / 2007



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروحاني الذاهب إلى عينيك
- داخل الوردة... خارج الشكل
- قصائد إلى نساء الهنود الخضر ..
- قصيدة حب إلى شيخ المندائيين...
- طنجة وغرباؤها ، جان جينيه وبول بوولز أنموذجان
- صوفية المكان السومري ..
- دع الوردة تنبت بين شفتيك...
- شيء عن مدينة العمارة العراقية...
- الماركسي الطيب ، ( هل أصبح أسطورة الأولين )..!
- رائعة كافافيس : ( جسد ذكوري بعطر النعناع ) ...
- السياب ورؤيا البلاد ..
- اليونسكو ...دمع أور ، يُسفح مرة أخرى .....................!
- الفنان أحمد الجاسم ..صباح أور ..صباح برلين*
- موسيقى .. لباروكة الملكة الأيزابيث ، ولسوق الغزل* ..
- ديك أوباما ..والمعدان ، هجروا أفغانستان الى فرجينيا ...
- وردة لفلادمير ، قبلة لسليمة مراد ، دودة قز لقميص يوسف ...
- المندائي الطيب .. الله سيغطينا برداءه..
- هلبٌ في علب ...
- المنال والمحال في حمامات النساء
- توراة وعشق وتصوف ...


المزيد.....




- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...
- تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - وردة الكاريبي بموسيقى معسكر التاجي()