أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الإعلام ورجال السياسة فى بلاد العم سام














المزيد.....

الإعلام ورجال السياسة فى بلاد العم سام


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من المبالغة أن نقول إن الإعلام الأمريكى بأشكاله المختلفة يمثل سلطة غير رسمية لما له من أثر بالغ على الشعب حيث يساهم فى صياغة قرارات المواطنين وفى تحديد مواقفهم تجاه القضايا السياسية وتجاه المرشحين فى الانتخابات النيابية والرئاسية. ومما لاشك فيه فإن الآباء المؤسسين الذين صاغوا الدستور الأمريكى فى عام 1787م قد حرصوا على إضفاء القوة والحماية على الإعلام من خلال تبنى المادة التى تتعلق بحرية التعبير وهى المادة الأولى فى التعديلات الدستورية والتى تحظر إصدار أو إقرار قوانين تشريعية من شأنها أن تضع قيودا على حرية التعبير. ولا يمكن إغفال أهمية هذه المادة حين نسعى لدراسة الدور الذى يلعبه الإعلام فى الحياة السياسية الأمريكية.

من المعروف أن الإعلام قد يلعب دورا فى كشف الحقائق والأسرار التى تكتنف المرشحين للرئاسة أو الكونجرس ليساهم بذلك فى معاونة الناخبين على الاختيار السليم للمرشح الذى يرونه مناسبا للوظيفة. ولا شك أن الإعلام قد يساهم فى إسقاط أو انسحاب احد المرشحين من حلبة المنافسة إذا ما سلط الأضواء على الجوانب السلبية فى شخصية المرشح. كان جارى هارت سناتور ولاية كولورادو (1975-1987) قد سعى مرتين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية مرة فى عام 1984 ومرة أخرى فى عام 1988 حيث كان هارت قاب قوسين أو أدنى من الفوز بترشيح الحزب الديمقراطى لولا الفضيحة التى كشفت النقاب عن علاقته بإحدى الفتيات. والجدير بالذكر أن الإشاعات التى روجتها الصحف حول علاقاته النسائية انطلقت منذ بداية حملته الانتخابية فى 13 ابريل 1987م والتى تصدى لها هارت بالتكذيب بل ذهب أبعد من ذلك حين تحدى الصحافة أن تقتفى أثره حيثما ذهب. وتولى ثلاثة صحفيين (فيلدر وسافاج وماكجى) بجريدة "ميامى هيرالد" مراقبة هارت حيث شاهدوا ذات يوم فتاة جميلة تخرج من منزله ولم تتردد الجريدة فى بنشر القصة غير أن هارت وأعوانه اتهموا الصحيفة بالتسرع وعدم تحرى الدقة قى سرد الرواية ولم يمض يومان حتى تسلمت الصحيفة معلومات تفيد أن هارت قضى ليلة على ظهر يخت بصحبة فتاة تدعى دونا رايس (29 عاما) واستطاعت الصحيفة أن تحصل على صورة للفتاة وهى تجلس على ركبتيه مما دفع هارت للانسحاب من الانتخابات فى 8 مايو 1987م أى فى غضون أسبوعين من نشر الصورة ولم يتردد هارت فى صب جام غضبه على الصحافة واتهمها بالتآمر لإقصائه من السباق. لقد فعل هارت ما فعله ريتشارد نيكسون فى مؤتمره الصحفى فى 7 نوفمبر 1962م حين ألقى باللائمة على الصحافة عندما فشل فى انتخابات كاليفورنيا. وكلنا يتذكر الصحفيين المغمورين فى جريدة " الواشنطن بوست" بوب وودوارد وكارل برنشتاين اللذين توليا فى 17 يونيو 1972 التحقيق فى السرقة التى حدثت فى المقر الرئيسى للحزب الديمقراطى فى مبنى ووترحيت فى العاصمة واشنطن وقد كشفت تحرياتهما أن لجنة الحزب الجمهورى المنوط بها الإعداد لإعادة انتخاب نيكسون قد قامت ببعض الأعمال القذرة التى تتمثل فى وضع أجهزة تجسس فى مبنى الحزب المنافس وأثبتت التحقيقات فيما بعد تورط نيكسون فى هذه الأعمال مما دفعه للاستقالة فى 9 أغسطس 1974م وكاد يتعرض للمحاكمة لولا العفو الذى أصدره الرئيس فورد.

ولا نبالغ إذا قلنا إن الإعلام الحر فى بلاد العم سام قد يدفع المرء للتفكير قبل الخوض فى أى انتخابات رئاسية. لقد رفض ماريو كومو (حاكم ولاية نيويورك لثلاث دورات) المشاركة فى الانتخابات الرئاسية فى 1988 و1992. وما يبين تردده فى خوض التجربة هو أنه فى عام 1992 كاد أن يستقل طائرته الخاصة للحاق بموعد التسجيل لسباق الرئاسة إلا أنه فضل البقاء فى البانى (عاصمة الولاية) لمناقشة الموازنة فى المجلس التشريعى ومن المرجح أن كومو أعاد النظر فى القرار خشية من التغطية الإعلامية التى أعدت العدة للتنقيب فى كل ممارسات أفراد عائلته منذ أن حط والداه أقدامهما على جزيرة أليس القريبة من نيويورك.

تخيل لو أن القائمين على الدستور الأمريكى لم يعيروا اهتماما لحرية التعبير ولم يصادقوا على المادة الأولى التى تتضمنها التعديلات. أظن لو حدث ذلك لما تمكن صحفيو "ميامى هيرالد" من كشف كذب وخداع جارى هارت الذى أنكر إقامة علاقة غير شرعية مع فتاة. لو حدث ذلك لما تمكن الشابان بوب وودوارد وكارل برنشتاين من كشف المؤامرة التى دبرها نيكسون ورجاله عندما تجسسوا على مكاتب الحزب الديمقراطي فى مبنى ووتر جيت. لو حدث ذلك لما خشى ماريو كومو من خوض الانتخابات الرئاسية فى الثمانينيات. وليس معنى ذلك أن الإعلام الأمريكى يتمتع بحرية مطلقة إذ لا يجرؤ رجل إعلام أن يفجر قضية ساخنة دون تقديم أدلة كافية. وإذا كان الشىء بالشىء يذكر فإننى أقولها صراحة إن الحرية التى يعيشها الإعلام المصرى لا نظير له فى أية دولة عربية أو إسلامية. روز اليوسف، عدد 1201، 15 يونيو 2009م، ص11.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعار أوباما: نعم نستطيع ... أن نتحاور
- انتبهوا أيها السادة...
- من هم العبيد ومن هم الأسياد فى مصر؟
- حزب الله أم حزب إيران؟
- هل يمكن التخلص من السرقات الفكرية؟
- الصحافة وروز اليوسف وملف النوبة
- أزمة القيادة فى النوبة
- هل من سبيل للقضاء على الشكاوى الكيدية؟
- أهالى النوبة ومنطقة كركر
- فرحة أهل النوبة... هل ستكتمل؟
- الفساد فى ولاية أوباما
- قضية الفرص الضائعة
- حرب غزة ومعايير النصر والهزيمة
- هل ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة؟
- متى تتحد حركات المقاومة فى الأراضى المحتلة؟
- سقوط أقنعة وعمامات التحريض
- المتاجرة بدماء الفلسطينيين فى غزة... إلى متى؟
- مؤسساتنا التعليمية ومعايير الجودة
- هيكل وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- ظاهرة المتناقضات فى الشخصية المصرية


المزيد.....




- انسداد بالشرايين ونوبة قلبية وسط زلزال مفاجئ.. رحلة رجل إلى ...
- حليف أردوغان: المعارضة تحاول إثارة الفوضى في تركيا
- ماسك يتهم -معهد السلام الأمريكي- بحذف بيانات مالية لإخفاء جر ...
- الدفاع الروسية: قوات كييف هاجمت محطتي كهرباء في بيلغورود واب ...
- هل تضرب طهران تل أبيب؟ إسرائيل تتوقع حدوث هجوم استباقي بسبب ...
- كذبة نيسان: تعرف على أبرز خمس أكاذيب أُطلقت بالمناسبة
- ترامب: واثق من -تنفيذ- بوتين نصيبه من الاتفاق بشأن أوكرانيا ...
- مستشار خامنئي: إذا ارتكبت أمريكا خطأ فإن إيران ستضطر للتحرك ...
- إقامة الأجانب الحاصلين على تأشيرة إلكترونية في روسيا تمدد إل ...
- مصدر: الجيش الروسي وجه ضربة استباقية لقوات أوكرانية حاولت اج ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الإعلام ورجال السياسة فى بلاد العم سام