أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - الحب في زمن الكوليرا














المزيد.....

الحب في زمن الكوليرا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2679 - 2009 / 6 / 16 - 09:17
المحور: كتابات ساخرة
    


لا تكاد تمر عطلة صيفية دون ان اتصفح اوأعيد خلالها قراءة رائعة ماركيز ( الحب في زمن الكوليرا ). ولقد شاهدت أحداث الرواية في فلم سينمائي بالعنوان نفسه تعامل المخرج معها بطريقة تجعلك ترغب في مشاهدته ثانية .
يبدأ الفلم من حيث تنتهي الرواية ..بموت زوج ( فرمينا – حبيبة البطل ) وهو طبيب وسيم أحبها جدا وأنجب منها ثلاثة . وفي اللحظة ذاتها كان ( فلورنتينو – بطل الفلم ) ينام مع ( أمريكا ) ..شابة جميلة !. يفتح الشباك فيرى المشهد الجنائزي . يودع ( امريكا ) ويذهب لبيت فرمينا حبيبته التي صارت عجوزا ويقول لها :
+ هذه هي اللحظة التي انتظرتها 51 سنة و 9 أشهر و 4 أيام ، والآن منّ الله عليّ بتحقيق عهد الوفاء الأبدي والحب السرمدي .
توبخه على وقاحته ، كيف تجرّأ بهذا الكلام في يوم وفاة زوجها . تطرده وتأمره أن لا يريها وجهه بعد الآن.
تمر أيام .تهدأ ..تفتح خزانتها ..تقرأ رسائله وترى في احداها خصلة من شعره ..ويبدأ الفلم يحكي قصة حبهما وهما شابان .
المهم هنا هذا السؤال : شاب يقع في حب فتاة ويرفض الزواج من غيرها منتظرا نصف قرن ليموت زوجها! ..هل هذه حالة صحية أم مرضية ؟
قد يكون صحيحا قول شاعرنا :
نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الأول
ان كان يعني به : أن القلب يبقى يحن لحبيبته الأولى حتى لوتزوج ثلاثا!. لكن فلورنتينو لم يتزوج ، وقرر أن لا يمارس الحب طوال حياته ، الى أن اغتصبته امرأة في ليلة ظلماء ففتحت شهيته نحو الجنس ..وافتتح يومها كتابا عنونه : ( النساء ) يسجل فيه اسم الفتاة وتفاصيل الواقعة ! حتى بلغ مجموع مغامراته ( 622) فتاة وامرأة !. ولما سأله شاب عن سرّ تعلّق الفتيات ، أجاب :
+ انني أؤذيهن بمتعة من شدة ألمي .
فيما يعني نفسيا أنه يجد فيهن بديلا يتوهمه حبيبته فيمارس الحب معهن بعنف اشتياقه لها ، او ربما عقابا لخيانتها له .
والحالة المرضية هذه اسميها (عُصاب الحب). وأعني بالعصاب دافعا قسريا يسيطر على صاحبه ويلّح عليه لتنفيذه ، ولن يدعه يرتاح الا حين يحققه. وبوصف فلورنتينو الجميل: (أنها- يقصد حبيبته- شظية لايمكن اخراجها!) .وينتهي الفلم بمشهد زواج العروسين في سفينه يطلب فلورنتينو(مالكها) من قبطانها رفع العلم الأصفر للدلالة على وجود اصابات كوليرا فيها، ليبقى مع حبيبته بالبحر..للأبد!
تتهيأ لإستقباله، يدخل فيقول:
+ هذه اللحظة اللتي انتظرتها 54 سنة وسبعة اشهر و 11 يوما وليلة، بقيت فيها بتولا من اجلك! .
يندسان في الفراش ، يضمها الى صدره (قلبي وصل لمبتغاه الآن ) ..ويهمس في أذنها : (انها الحياة ، وليس الموت ، التي لاتعرف حدوداً )..ويتوحدان في الحب كما لو كانا شابين..لا في السبعين !.
ومن غرائب عصاب الحب هذا أنني قرأت خبراً في جريدة ( الحياة )عن رجل في التسعين قرر أن يتزوج حبيبته الأولى وهي في التسعين أيضا، بعد أن تزوج قبلها ثلاثا ، وتزوجت هي اثنين رحمهما الله!.
ومن غرائبه أن معظمنا يعدّه حباً جميلاً مع انه مرض نفسي. وثمة مؤشر يفيدك في تفحص نفسك، فإن كنت ممن أعاد قراءة (الحب في زمن الكوليرا)، أوغلبتك دموعك مثلي حين شاهدت الفلم! فأنت بالتأكيد مصاب بهذا العصاب الجميل!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة السادسة - سيكولوجيا الدين ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الخامسة -سيكولوجيا الدين : ...
- تساؤلات محرجة .. في الدين - الحلقة الرابعة - سايكولوجيا الدي ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الثالثة - الدين والصحة الن ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الثانية - التطرفان الديني ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الأولى -
- خذوا الحكمة من جلجامش
- دلالات اللون في اعلام دول العالم
- في سيكولجيا المجتمع العراقي بعد نيسان 2003
- في سيكولوجيا الحزب الشيوعي العراقي
- الصحافة : مهنة المتاعب ..والنفاق ايضا !
- علي الوردي ..وازدواج الشخصية العراقية
- كلنا مصابون بحول في العقل !
- ضمير..سز
- عبود ..والشطره ..وحال ما تغير
- في سيكولوجيا الناخب العراقي- قراءة نفسية سياسية -
- اسطورة أوباما ..هل ستنتهي بانتصار الوطن ام بموت البطل ؟!
- ثقافتا الفرد والدور ..واشكاليه السلوك
- في سيكولوجيا تصرّف منتظر الزيدي - ثقافة التعليق
- في سيكولوجيا تصّرف منتظر الزيدي


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - الحب في زمن الكوليرا