أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فائدة آل ياسين - اليتم في حياة السياب














المزيد.....

اليتم في حياة السياب


فائدة آل ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 08:09
المحور: الادب والفن
    


يعتبر الشاعر الكبير بدر شاكر السياب رائد التجدد والتجديد في الشعر العربي المعاصر في العراق فلقد اطلق (أ.د.عبد الواحد لؤلؤه) مصطلح التجدد بدلا ً من التجديد على هذه الحركة الشعريه الحديثه والمعاصره لانه يرى ان (التجديد) عمليه مفروضه من خارج الشعر وكأنها دخيله عليه اما (التجدد) فهو نمو ونضج يأتي من داخل الشعر فتنتعش شجرة الشعر حتى تتخذ اغصانها اشكالا ً جديدة وزهورها نضاره ملفته ولكن تبقى الشجره هي الشجره نفسها وهذا ما يتطابق مع رأي السياب في (التجدد في الشعر) حيث قال: (ان التجدد نمو من القديم لا رفض له او ثورة عليه)
ومن يدرس حياة السياب عبر مراحلها المتنوعه والمتفرقه نجد ان لطفولته اكبر الأثر على تكوينه النفسي والاجتماعي والأبداعي فلقد عانى من (اليتم) وهو احد اهم العناصر تأثيرا ً في تأسيس اللبنات الأولى لذاك البناء الأنساني المميز لشخصيته
فلقد تحولت الحرمانات العاطفيه بأفتقاده (الأم) رغم تعلقه الشديد بها ثم افتقاده (الجده) بعد ان عوضته عن حنان الأم المفعم بالأحتضان الحقيقي اضافتة ص الى افتقاده لحلمه الممتع وحبه الأول (وفيقه) بعد تزويجها لغيره رغم انها من بنات عمومته بعد كل ذلك استطاع ان يحول حرماناته كلها الى ينابيع رفدت تجربته الشعريه حتى صقلت عبقريته الأبداعيه لصالح موهبته
فعندما نقرأ نصوصه التي تجسد معاناته وعذاباته المتتاليه نجدها مشبعه بعذوبة العباره وشفافية المعنى ورشاقة الكلمه ودقة الألفاظ عبر تصويرات متفرده مبرزا ً لوعته وحزنه الشديدين
"تثاءب المساء والغيوم ماتزال
تسح ما تسح من دموعها الثقال
كأن طفلا ًبات يهذي قبل ان ينام
بأن امه التي افاق منذ عام
فلم يجدها ثم حين لج في السؤال
قالوا له (بعد غدٍ تعود)
لبد أن تعود
وان تهامس الرفاق انها هناك
في جانب التل تنام نومة اللحود
تسف من ترابها وتشرب المطر"
ويبقى احساسه الممض بالوحدانيه والوحشه مستمرا ً بسبب قرار والده الرحيل من المدينه ليؤسس لنفسه حياة جديده مع زوجة جديده مما انعكس ذلك الأمر عليه تشبثا ً بالمكان والتصاقا ً بكل ما يمتُ اليه عندها برزت رموزه المكانيه في شعره (بيت الاقنان) (بويب) (جيكور) لتمده تلك الأمكنه بالأمان والأسناد بديلا ً عن الاب
"الا يامنزل الأقنان كم من ساعد مفتول
رأيت... ومن خطى يهتز فيها صخرك الهاري
وكم اغنية خضراء طارت في الضحى المغسول
بالشمس الخريفيه
تحدث عن هوىً عاري
كماء الجدول الرقراق! كم شوق وامنيه!!
ويبقى شاعرنا الكبير مسربل بالمرض والفقر والبحث عن الحب الضائع اضافة الى ان طريقه في مراحل حياته المتفرقه مليء وضاج بالثوريه الوطنيه والأحتراق الأنساني والغيره على العراق من خلال مواقفه السياسيه المتغيره احيانا ً وهي انعكاسات لمعاناته الأولى في حياته ، فقد كان يقدس التراث ويدرسه بوعي وشغف يغرف من معينه لينثره فوق سطوح نصوصه الرائعه مع انه قرأ نصوصا ً اجنبيه كثيرة واطلع من خلالها على الكثير من نتاجات الشعراء الاجانب حيث قيل انه أحب (اليوت) وتأثر به مما بدا ذلك من خلال استعمالاته للأسطوره والرمز في نصوصه المتأخره ورغم اهتمام السياب بالثقافه لأعتقاده انها الخيط مابين القديم والجديد لكن موهبته ظلت اكبر من ثقافته وخبرته الحياتيه وهذا سر تميزه وابداعه
فهو كائن شعري عاش من أجل الشعر لا يعرف في حياتيه مسلكا ً الاه رغم عمله في وظائف متنوعه لكن عالمه شعريا ًبحتا ً فهو يسجن ويطرد من أجله ويمرض ويموت بين اوراق قصائده الخالده
"اسمع غيلان يناديك من الظلام
من نومه اليتيم في خرائب الضجر
سمعت كيف دق بابنا القدر
فأرتعشت على ارتجاف قرعه ضلوع
ورقرقت دموع
فأختلس المسافر الوداع وانحدر"



#فائدة_آل_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لا نظلم الرجال
- الفراشة /قصيدة شعرية
- الذكاء العاطفي أول اسباب نجاح المرأة في القيادة
- رأي في نقد الادب النسوي


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فائدة آل ياسين - اليتم في حياة السياب