أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الروحاني الذاهب إلى عينيك














المزيد.....

الروحاني الذاهب إلى عينيك


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2678 - 2009 / 6 / 15 - 07:59
المحور: الادب والفن
    


(1)
أنا الروحاني الذاهب إلى عينيك.. لن أدرك الشفقة تحت ظل أجفانك الحائرة، بل أدرك الرغبة الجميلة: أن يكون لنا عام قادم نسكن فيه تحت بردة واحدة.. وحين اعطش تغذيني كلمات العسل التي تسكن شفتيك.. وحين يداهمني نعاس اللحظة، أصابع الحرير ستفتش في صدري عن خبايا فتنتها، عندها ينبت عودي من جديد، وسوية نسمع رباعيات الخيام ونستيقظ العمر كله...

(2)
الله جميل...
نتنفس منه عذوبة ما نشتاق إليه في صنع مواصلة خضراء بين وردة الحديقة وخد الرصاصة..
نرى في كونيته حاجتنا لتكوين ذات تتأمل وحدة خلق القصيدة حين يداهمها شغف رسائل القيثارات، فيكون التسبيح موسيقى.. وصلاتي في مساء حرب باردة...
عبارات تتلى في حضرة عشب تمنى عقد قران مودة مع نجمة تخجل حتى من رمشها..
كذا أنت.. صنعك الله.. وهامت بحبك الصين كلها..
أنت... الظل الذي يمشي بأقدام من مفاتيح بيانو اثري، كل نغمة تشكو من ألم الغربة،وكل جملة لحنية تبحث عن تأشيرة في سفارات العشق، ومتى تحضرين بكامل قيافتك الوردية، أتضرع إلى الله الجميل أن يجعلني كحلا تحت الرمش الناعم.. لحظتها سيكون منفى الشاعر، حقيبة امرأة سومرية فقط..!

(3)
على هاجس من رخام مندائي كتبت شاهدة لأول دقيقة من عمر الإحساس بأن المرأة هي أول ما تشتهي ذاكرة الشاعر حين يكون مطر الحلم قصائد أو مظلات نعبر فيها إلى جهة أخرى تخلصنا من هوس الموت اليومي بمفخخة أو عطاس دبابة أو لثام غامق ينظر إليك مجرد دمية بطاريتها تتوقف عن الخفقان لأنه قرر ذلك..
غير أنكِ وبأزل تملكينه من مجد الآلهة القديمة.. ستظلين فوق كل احتمالات الفقدان، ليس لأنك حاجة دائمة، بل لأن شباب دجلة ونهر الغراف وعمال موانئ نهر الفولغا لن يصبح شايهم لذيذا إلا عندما تلامسه شفتاك..

(4)
في جنوبيتك العذبة تسرح غيوم الرحمن المندائية إلى مدن المطر ولهاث القرى ورقص دواب شيخ الطائفة، فأبتكر لك شكلا تهندم فيه أنوثتك الطاغية كما قميص شفاف نرى من خلال نظراته الفائرة نهد البلبل..
أنوثتك التي لم تصنعها هواجس الحرب الكونية الثالثة ولا عولمة المايكروسوفت وبيانات الرهبان البوذيين.. بل صنعها حلاج مسكين بمقهى بغدادية، هناك نواحه إليك سيمفونيات وعتبه حملة مغولية..
حبه لك.. لا يشبه غزل طيور في أقفاص ملونة..
بل هو استذكار لعافية الكلمات منذ سفينة نوح حتى دموع تايتانك
ستبتسم أهوار ناحية الحلم.. ونخيل البصرة سيرقص الفالس في حضرة قيصر روسيا والوالي التركي سيفتل شاربه كما سلفادور دالي في لوحته الإسبانية..
أمي أيضا ستهديك إعجابا أزرق، وأصحاب تكايا الأهوار سيلبسونك وشاح نوبل..
وحدي أحمل قلبي إليك ورغيف خبز يابس...

(5)
مثل أساطير مندائية واضحة القصد أذهب بعيدا إلى عش الحس لأكتشف في الرؤيا وجهك وهو يصفع كل طغاة الأرض بكرباج الورد..
مثل دمعة ترتدي قفازا من ضوء النجمة المشتهية وراء حدود الحلم المفضوح مع همس الشفتين وغزل العينين وأشواق الفقراء المحرومين من لذة شحم أبيض فوق سرير ساخن..
مثل قارعة الطريق.. أنتظر فيك الزمن وحزن نخيل الشاطئ وأشواق العمال البسطاء على أرصفة الطابوق الجيري..
مثل كل شيء يسحر أنظار المارة في مشيتك الموسيقية.. أصنع هاجسي من حبر الوردة وقلم الريح وقصيدة ليل ألماني..
هاجسي الذي أودعته في ذكرياتك.. منه صنعت رؤاي وتوسلت إليك لتكوني بهجتي الدائمة..
وإن لم ترضي برغبة البربري لصوت الناي، سأحمل كتب الآلهة على أكتاف الكرة الأرضية..
ولك سأشيد معبد الكلمات وقواميس ساحرة بلون العنب.. ربما لأنك تستحقين ذلك فعلا...

(6)
مؤنثة خواطر العصفور، ولكل ربيع تحية الجند وقبعاتهم التي تشبه غطاء قدر الطبخ..
مؤنثة ديباجة ابتسامة الملك ومطرزة بكوابيس عارضات الأزياء التركية..
أنت لا تشبهين في طول الضحكة مسافة عد السنتيمات في شارب الوالي، بل تشبهين أمنية ناعمة مثل زجاج قدح الكونياك..
اشرب.. ودعِ العصفور يعبث بغيوم المساء، وتحت جفنيها الفضيين يعد أرقام العمر
وبين صفر وصفر يضع علامة لطريق التائهين..
أنا الروحاني الذاهب إليك، لن يوقفني في رغبتي لاقتنائك سوى ألبوم الطوابع!

طنجة / 2006





#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داخل الوردة... خارج الشكل
- قصائد إلى نساء الهنود الخضر ..
- قصيدة حب إلى شيخ المندائيين...
- طنجة وغرباؤها ، جان جينيه وبول بوولز أنموذجان
- صوفية المكان السومري ..
- دع الوردة تنبت بين شفتيك...
- شيء عن مدينة العمارة العراقية...
- الماركسي الطيب ، ( هل أصبح أسطورة الأولين )..!
- رائعة كافافيس : ( جسد ذكوري بعطر النعناع ) ...
- السياب ورؤيا البلاد ..
- اليونسكو ...دمع أور ، يُسفح مرة أخرى .....................!
- الفنان أحمد الجاسم ..صباح أور ..صباح برلين*
- موسيقى .. لباروكة الملكة الأيزابيث ، ولسوق الغزل* ..
- ديك أوباما ..والمعدان ، هجروا أفغانستان الى فرجينيا ...
- وردة لفلادمير ، قبلة لسليمة مراد ، دودة قز لقميص يوسف ...
- المندائي الطيب .. الله سيغطينا برداءه..
- هلبٌ في علب ...
- المنال والمحال في حمامات النساء
- توراة وعشق وتصوف ...
- لماذا يكره إبن لادن ابو الجوادين ( ع ) ...؟


المزيد.....




- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الروحاني الذاهب إلى عينيك