أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - لو كنتُ مواطناً أوروبيا













المزيد.....

لو كنتُ مواطناً أوروبيا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2677 - 2009 / 6 / 14 - 09:48
المحور: كتابات ساخرة
    


هذا الموضوع فكرتُ به كثيراً , فعلاً لو كنتُ أنا مواطن أوروبي, لتغيرت في حياتي أشياء كثيرة , ولنلتُ حقوقي كاملة , المساواة , وحقوق الإنسان , والتعددية السياسية والحزبية والفكرية تكون في حياته أمور طبيعية وليست كفراً أو إلحادا ً.
وليس مهماإ هنالك أن أمد كل يوم أمام أرجلي مصلوة للصلاة , ولا يطالبني هنالك مسؤولي المباشر بضرورة الصلاة وإلا إنهال عليً بالتهم الزائفة , الله لا يسامحه ربه .
ولو كنت شاعراً غزلياً كورياً أو أي شيء آخر , لكتب عن حبيبته بصراحة ودونما خجل,ولوصف تنورتها القصيرة بأشياء طويلة .

في بلداننا العربية , عندنا حرية غريبة , عاوز (بدك) إتكون فاسد ؟ ما فيش مشكلة , بس يجب أن تصلي كل الأوقات وبعد ذلك إفعل ما يحلو لك , مارس كل فنون الفساد.
واحمل معك في الطريق أي شيء ما عدى أن تحمل الكتب والأوراق.

لو أن الصحف العربية أيضاً تصدر في إحدى الدول الغربية بنفس الوتيرة وبنفس النظام , وبنفس أقلام الكتاب , لأجبرت على إغلاق نفسها أو تطوير حالها , فمثل تلك الصحف هنالك لا يقرأها أحد.
ولو أن الصحفيين والكتاب أو بعض الصحفيين العرب والكتاب العرب , يكتبون في الصحف الأوروبية , لبحثوا لهم هنالك عن أي عمل آخر ما عدى الثقافة , فهنالك لا يوجد تطبيل وتزمير وتأليه للأشخاص وللمسؤولين .

فعلاً لو كنت مواطناً أمريكياً وأعملُ في إحدى الجامعات الأمريكية , لما طاردونني هنالك لمجرد أنني أقرأ كثيراً .

آه لو أني أمريكي!!
ولو كنتُ شاعراً أوروبياً , لما حاصرونني هنالك في عدة أساليب , لمجرد أن يخجلون أمام الرأي العام من إعتقالي, فعندنا أساليب كصيرة لتزهيق المثقفين والنيل من كرامتهم.

ولو كان جهاد العلاونه كاتباً أوروبياً من الدرجة العاشرة ويعشق إعلامية في إحدى المحطات الأمريكية , لما..إحتاج إلى دليل سياحي وعراف إلكتروني, ولما إحتاجت هي إلى إيميلات وهمية للتخاطب معه .

ولو كان جهاد العلاونه مواطناً مسيحياً يدين بدين الرب يسوع , لما وجد ألف شيخ يخطب في الكنيسة عنه كل يوم أحدأو جمعة خطبة عصماء تبشره بالنار التي وقودها الشعراء والأدباء والمفكرون, أنا إستمعتُ اليوم إلى خطبة عصماء كان قد ندد بها الخطيب من على المنبر بالفضائيات العربية ووصفها بأنها فتنة وخلاعة ومجون ولعنها مليون لعنة واحمر وجهه مثل البندورة الحمراء وكاد أن يهجم على المصليين ويقتلهم واحداً واحداً , والناس تطأطأ رؤوسها طرباً وخنوعاً له .

آه لو أني مسيحي! أرثوذكسي ؟كاثوليكي؟ بروتستنتي؟ ليس مهماً.

ولو كان جهاد العلاونه مواطناً فرنسياً , ويعمل في إحدى الجامعات الفرنسية لما إتصل به أشخاص يهددونه بإسم المخابرات الفرنسية من أجل إرعابه والتحرش به سياسياً كلما كتب قصيدة جديدة أو مقالة جميلة.
آه لو أني فرنسي!!
ولو كان جهاد العلاونه مواطناً بريطانياً إنكليزياً ليس من الدرجة الأولى على إعتباره من الدرجة العاشرة بعد المليون, لما نقلوه من موقع عمله أكثر من ثلاثة مرات بحجة عدم الحاجة له , وبحجة أنه يقرأ كثيراً ويتردد في ساعات الإستراحة على المكتبة كثيراً ويستعير في كل إسبوع كتابين.
آه لو أني من حثالة الإنكليز!!حتى حثالة الإنكليز أفضل منّا .
ولو كان جهاد العلاونه زنجياً أمريكياً ويعمل في إحدى الجامعات الأمريكية , لما طلبوا منه إخلاء مكتبه من أجل تحويل المكتب إلى كنيسة للصلاة أو مسجدٍ لإمامة المسلمين .
آه يا بلد ! آهٍ لو أني زنجيٌ..

ولو كان جهاد العلاونه مواطناً أسترالياً ويعبدُ الطواطم , لما طارده أحد بحجة عبادته لطوطم غريب عن الأستراليين , يتعارض مع النهضة القومجية الأسترالية.
آه لو أن لحمي لحم أستراليٌ
ولو كان جهاد العلاونه مواطناً روسياً , لما تعب طوال النهار وهو يبحث عن مكان تحت الشمس يلعبُ به مع أطفاله .
آهٍ لو أني روسي شيوعي!!
آه لو كنتُ فنزويلياً أو أي شيء آخر ما عدى أن أكون عربيا.
.
آخ يا بلد لو أن دمي ولحمي في فنزويلا..آه لو أني أعيش في فنزويلا!
ولو كان جهاد العلاونه مواطناً نرويجياً , لما إحتاج هذا العام قرضاً مالياً من أجل طباعة ديوان من الشعر لا يكلف أكثر من ألفين دولار أمريكي, يهديه لحبه في عيد ميلاده .
ولو كان جهاد العلاونه مواطناً إسرائيلياً , لما تاه في الطرقات وهو يبحث عن الأمكنة الضائعة , ولكان الفساد الإداري الذي يعاني منه أقل بكثير من فساد الدول العربية الإسلامية والتي تدعوا إلى توحيد الله وتفريق الصف العربي الواحد.
ولو كان جهاد العلاونه مواطناً يابانياً وعيونه مشقوقة بالطول أو بالعرض , لما إستدان 500دينار أردني من أجل شراء جهاز حاسوب.
ولو كان جهاد العلاونه كاتباً ألمانياً , لطبع أكثر من 12 مليون نسخة من أي كتاب يؤلفه .

ولو كان جهاد العلاونه مواطناً تركياً , لما واجه أي صعوبة في التعبير عن رأيه في لبس الحجاب أو خلعه.
ولو كان جهاد العلاونه مواطناً برازيلياً ويلعب كرة القدم , لما واجه صعوبة في الإحتراف ولوجد مثله مليون شبيه يدعمونه في إحترافه .

ولكن جهاد العلاونه مواطن عربي حتى في أفراحه لا يجد شخصاً يفرح معه , ولا كتفاً يبكي عليه في ساعات الليل الأخيرة .

ولو كان المواطن العربي سويسرياً , لما فكر في الإنتحار وهو في سن السادسة والعشرين من عمره ولأخّر ذلك الموضوع إلى أن يبلغ سِنّه سِن الخمسين سنة.
ولكن جهاد العلاونه مواطنٌ عربي يضيع ُ عُمره وشبابه وهو يفتش ُ عن أحبابه في كل مكان .

ولكن جهاد العلاونه مواطن عربي , محضور عليه أن يشم وردة جميلة وزهرة جميلة .

عن جد..خلينا نفترض إفتراضات صحيحة لو كان واحد مثلي يعيش في دولة تحترم العمل الثقافي أو السياسي , السياسي بالنسبة لي مش مهم إكثير, بس الثقافي عندي إستعداد للقتال عنه , وأنا فعلاً في معركة أنا أقاتل كل يوم العمالقة العرب الطغاة وكأنهم طواحين هواء حقيقية وليست وهمية .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعتذار للحوار المتمدن
- خفة دم مصطفى أمين
- جلالة الإنبراطور باراك أوباما
- إنتصرنا في كل المعارك
- أنا
- امرأة ليبرالية مظلومة
- اللهم لا تنصرنا على أمريكيا
- إخترنا لكم : بان الخليط
- تحت رعاية وزير الثقافة الأردني , حفل توقيع كتابي الثاني
- جاءتني الدوره الشهريه
- رساله من طفله عربيه في الصف الخامس
- لا حول ولا قوة لي إلا بالأردني
- إستفزاز الكُتّاب
- خرافة التطهر من الجنابة
- اللغة والتنمية الشاملة
- أتمناها بحضني وحشايا في حشاها
- إنفلونزا العشق
- يا الله لا اتنجح إولادي
- مقال باللهجه العاميه
- شاعر ما حدى شاعر معه


المزيد.....




- حماس تدعو لترجمة القرارات الأممية إلى خطوات تنهي الاحتلال وت ...
- محكمة برازيلية تتهم المغنية البريطانية أديل بسرقة أغنية
- نور الدين هواري: مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي باللغة العربية ...
- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - لو كنتُ مواطناً أوروبيا