أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد الدين رائف - حول الانتخابات اللبنانية وقضايا المرأة














المزيد.....

حول الانتخابات اللبنانية وقضايا المرأة


عماد الدين رائف

الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 04:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم تتوقف منظمات المجتمع المدني اللبناني كثيراً عند البرامج الانتخابية للتكتلات والأحزاب الرئيسية التي رشحت أعضاءها إلى الندوة البرلمانية، إذ إن هذه البرامج لم تتعدى كونها تعاميم لا ترتبط بآليات تطبيق محددة من جهة، ولم تحدد فترات زمنية ضمن فترة أربع سنوات، وهي الولاية العادية لمجلس النواب العتيد؛ لكنها توقفت مطولاً عند أداء الطبقة السياسية، والحكومة التي أنتجها اتفاق الدوحة أواخر أيار/ مايو 2008، والتي استمرت في حكم البلاد لمدة عام ونيف، موصلة البلاد إلى "اللاموازنة"، وإصلاحات منقوصة تضمنها قانون انتخاب أعاد البلاد ستين عاماً إلى الوراء، مع إضافة نكهات طائفية ومذهبية إلى كل دائرة انتخابية مصغرة تبعاً لمصالح وأحجام أمراء الحرب الأهلية السيئة الذكر التي عانت منها البلاد طويلاً ولم تستطع أن تلملم نتائجها بعد.

المرأة ومقاطعة الانتخابات

كان من المتوقع في أوساط المجتمع المدني اللبناني أن يتم تجاهل المطلب الإصلاحي المتضمن لمبدأ كوتا نسائية مقتطعة، تتمثل فيها المرأة اللبنانية في الندوة البرلمانية، وقد سعت المنظمات المدنية المتبنية لقضايا المرأة بقوة نحو إقرار هذا الإصلاح الذي لم تعبأ به الطبقة السياسية في سلطتي الموالاة والمعارضة خلال العام الفائت. لكن الموقف الذي أطلقته الناشطة الاجتماعية زويا روحانا من على منبر منظمة "كفى عنفاً واستغلالاً"، وهي المديرة العامة لهذه المنظمة للدورة الحالية، كان موقفاً جرئياً وداعياً النساء إلى مقاطعة الانتخابات النيابية وذلك لقضايا تعتبر أهم من حجز كوتا نسائية في المجلس النيابي، قضايا تمس بحياة المرأة اللبنانية المنتقصة الحقوق.

في مؤتمر صحافي قبيل الانتخابات، أطلقت روحانا صرخة المرأة المعذبة في لبنان، قالت: "كنا نتمنى أن نهدي قراراً لمجلس الوزراء يعلن فيه مسؤولية الدولة اللبنانية بتوفير الحماية للنساء من خلال تبني مشروع قانون حمايتهن من العنف، ولكن للأسف، لم يصدر مثل هذا القرار. فلقد قرر مجلس الوزراء تأجيل هذا الموضوع وتشكيل لجنة للمزيد من الدراسة لمشروع قانون المقترح والعودة إلى مجلس الوزراء لإقراره! فلا بأس إن استمرت النساء يعانين أو يقتلن لبضعة أشهر وربما سنوات إضافية، فلم العجلة! فهل تؤكد حكومتنا بقرارها هذا صحة الشعار الشهير القائل بأن اللجان هي مقبرة المشاريع؟".

تضيف روحانا: "ربما كان يفترض بنا أن نتفاجأ بوضع هذا القانون بنداً أولاً على جدول الأعمال، فهذا المجلس هو تجمع للقوى السياسية التي تتنافس في حمى معركة انتخابية غابت قضية المرأة عن مبارزاتها، ولقد كان يفترض بنا أن نتوقع مثل هذا القرار، فالوقت الآن ليس مناسباًُ لطرح مثل هذه القضايا الثانوية، إنها قضايا قابلة للتأجيل لحين الانتهاء من المعارك الأهم".

بعد الانتخابات

بطبيعة الحال، لم تجد تلك الصرخة إلى مقاطعة الانتخابات صدى يذكر لدى المرأة اللبنانية بشكل عام، فاللغة السائدة الوحيدة كانت لغة الطائفية والاصطفاف المذهبي المناطقي، فكما غابت البرامج غابت الحقوق؛ وربما لم تعد الآلية المتبعة لدى المنظمات المدنية المتبنية للحقوق ذات جدوى تذكر إن لم تمر عبر النفق الطائفي المناطقي، كما ترغب الطبقة السياسية الحاكمة بشدة. ولكننا هنا نتحدث عن نمطين لا يلتقيان، فمن غير المنطقي أن تستعطي الحركة النسائية حقوقها من طبقة سياسية ما زالت تعيش عقلية الإقطاع والمزارعية.

فالمطالب المحقة للحركة النسائية في بلد يتغنى بديمقراطية على قياس أمراء الطوائف ستبقى مطالب في المرحلة المقبلة. القوى السياسية الحاكمة توافقياً على حساب الخاسر الوحيد، أي الشعب اللبناني، لا تعطي الحق للمرأة بحضانة أولادها، ولا بمنحهم جنسيتها، ولا بأبسط الحقوق الإنسانية بالحماية من العنف، هي قوى سياسية تعود اليوم بنفس الصيغة التي أنتجتها انتخابات 2005، لا تعترف بالمرأة اللبنانية كمواطنة بل مجرد صوت في صندوق الاقتراع، كما لاحظنا في 7 حزيران، فالطريق أمام الحركة النسائية ما تزال طويلة وشاقة، على الرغم من أن كل مطلب من هذه المطالب المحقة قد احتل حيزاً في برامج طويلة المدى وحملات مستمرة. ربما يتطلب الأمر وقتاً طويلاً من التوعية المباشرة للنساء حول حقوقهن، وهذا ما لم تبخل به الحركة النسائية في لبنان وفق قدراتها المتواضعة، ففي بلد تغيب فيه الحقوق ويحتل منابره خطاب مهيأ للتشنج والتحريض في أي لحظة، من الممكن النظر فيه إلى كل فتاة كمشروع امرأة تطالب بحضانة أولادها من دون جدوى، أو امرأة تنجب "أجانب" لتموت أماً لأجانب، أو مشروع امرأة تخضع لجرعات متفاوتة من العنف المنزلي، الأسري، الجسدي، الاقتصادي... والقائمة تطول.

أتت نتيجة الانتخابات النيابية التي يحاول معظم المحللين فرزها مذهبياً ليعرفوا إلى من تميل كفة الغالبية الشعبية – المذهبية فيها، لكن أحداً لم يفدنا كم امرأة اقترعت كرهاً لصالح توجهات قد لا تراها تصب في مصلحتها، وللمرة الأولى في لبنان تحتسب أواق الصناديق البيضاء، لكن متى ستحتسب تلك الأوراق الملطخة بدم العنف المتمادي الذي ما يزال مشروعاً وقانونياً؟




#عماد_الدين_رائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان: ما قبل أزمتي الغذاء والاقتصاد العالميتين.. وما بعدهما
- متى ننصف المرأة.. ولو على الورق؟!
- حول أهمية التكييف الوظيفي في دمج الأشخاص المعوقين اقتصادياً. ...
- نساء لبنانيات يروين قصص تعرضهن للعنف والتعذيب
- التمييز القانوني ضد المرأة في لبنان
- بين المجتمع المدني العربي وقمة الكويت القادمة
- ستون عاماً على انتهاكات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- تشي غيفارا يحتفل في بيروت بألوان عربية
- في يوم الغذاء العالمي: دعوة الى الاستيقاظ دعماً للجياع حول ا ...
- زيادة أجور هزيلة تقدم كإنجاز حكومي
- في الرهان على المجتمع المدني اللبناني
- حراك المجتمع المدني اللبناني .. نحو -وطن لجميع ابنائه-
- المجتمع المدني اللبناني يناقش البيان الوزاري
- أي قانون انتخاب يريده المهمّشون في لبنان
- رسالة المجتمع المدني اللبناني إلى السياسيين
- حول -النداء العالمي لمكافحة الفقر-.. عربياً
- حملة لا للحرب في لبنان... بين السياق والنتائج
- المجتمع المدني اللبناني ينتصر!
- دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 3-4
- دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 4-4


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...
- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد الدين رائف - حول الانتخابات اللبنانية وقضايا المرأة