|
القبح ومدلولات الجمال في القبيح4
كريم الثوري
الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 06:24
المحور:
الادب والفن
القُبح ومدلولات الجمال في القبيح 4
47 فقط تذكّـر أيُها النائي الجميل لن اتوسلك بعد اليوم لتشفع لي فانا جرمك الآثِم وقد انفلت عن طوعك ساعة شَجار مع احد وكلائك الغلاظ وعليَ ان اعودَ الى الدارِ وحيداً وثملاً كالمعتاد دون مساعدة من احد مستدلا نجمة تنير لي انواء خطواتي فاتبعها أتعثـّـر بتعاليمك المرويات بهم عنك هكذا تعلمت في محرابك، سيدي البهي يوم كنتَ بقربي فحالوا بيني وبينك كدتُ اروم اللحاقَ قريباً فانفد بجلدي اليك لولا لحظة لست مسؤلاً عنها فاشغلوني بتلمس الحواس صهيلاً فاختلقت بقراطيسهم وتعاويذهم واسحارهم فهرّبوني منك لائذاً اليهم مستحيلاً كنت بعيداً مسافة قربهم منّي ولكن..... فانكشفت غمامة الوهم بعدما انشطروا وهم يتخاصمون بكَ عليك بدلالتي فلذت بصمتيَ منغمساً فعبوديتي لا تليق إلاّ في سماويـّتك المُباهلة وسفليتي من سموِّكَ المتعال وليلي ينتظر اشراقات نهارك ،لا تذللاً وانـّما لإكمال دورتي فيك ثانيةً حدّ المستطاع ورحيلي حتى سقوط قرصكَ الاحمر خلف التل لانبعثَ واكتشف وجهي المصبوخ بالعتمة فانت توهجي في عتمة القمر يوم علمتني فاضعتكَ ، كيف أضعتـكَ؟ وانصفتني فما استطعت ، لماذا....؟ دليلي كان محراث قديم استجمعته ايامي وبوصلتي تمردت علي فخانتني والقدر فالتشويش لغة العصر..... هم واسطته باحبارهم وصومعاتهم وكروشهم المتهدلة المستطيلة من الخلف وشفاهمم البسملات بارتعاشات مكتسبة.. استدانوها والفقراء كيف وكم..... فخانوا الامانة........ يحملون القرانَ الكريمَ في اذقانهم المتسخات بالقمل، وبأشياء أخـر حينما تمتد اظافرهم لتستنزل اياتك المحكمات كذلك كانوا وسيكونون بعيداً او قريباً من دون فواصل انظروا الى الكوارث واستعينوا بالصبر عباد الرحمن الصبر تلقمناها يوم كنا علقة فمضغة ولم نجد لها تعريفاً غير ان نستكين ونرى ما يفعلوا بنا اولياء امور الطاعة الواجبة او المستحبة ارباب الارض ......
48 ما انت بحاجة لتتذكر..حاشاك وقد وهبتني لغة العقل في كعب راسي اقولها لاذكـّرهم فيك؟ اولئك النائمون في محرابك الطويل العريض وهم قيام..... يُصَلونَ تذلُلاً ويتباكون اقدارهم لينالوا من شفقتك وكأنهم ليسوا عِليًن؟ أمعاتٌ لاتجيد سوى الإسترسال كببغاوات يجدنَ التناسخ ليكذبوكَ ثانيةً ، فتغفر لهم في وجدانهم الاعور انزع عنهم اقنعتهم... ايه ربي عرّيهم.. ليتأملوا اي تكامل في عِريهُم فانت ارحم من الأم على رضيعها كما يتقولونك في رابعة النهار ويرجموكَ في عتمة الليل تلك سجاياهم مُذ عهدناهم فينا... ......... 49 ما عدت اتلمس خطواتي فيكً جيداً وقد ملاءوا اصقاع الدنيا زورا وبهتانا وهم يعرجون بك في كل شاردة وواردة مُتخطين اسمائك الحسنى بمسمياتهم حتى اصقلوها بمهارة الكهنة الافذاذ فَصَدّقَ الناس انهم سبابتكَ ، إن اشاروا ولسانكَ ، إن نطقوا وعينيكَ ، إن ابصروا واقدامكَ و إن تحركوا أين لي بصاعقة عاد وثمود لتريحهم مما انا فيه والى الابد ليروني فأراك فأرِيِهم أيهم ...... وسيطاً متسخا بين النقل والعقل رحمتك..... بعد زوال الاوطان نقمتك....
50 امتلآت الارض بالفساد واشرأََبـّت به حتى صرنا ناكل الفاكهة بطعم الحرباء فتَسيدّت نوادرنا وبالاً علينا وسط الاحبة الاعداء كلنا لا يعرف السبب وكأنها الأرض التي ابتُليَت بنا او السماوات وقد شَحت علينا او نوادينا و ما عادت تؤنسنا أو الطرقات وقد ضيعت خطواتنا فتكاسلت .. أ و الأحزاب فانشطرت فينا فتطاولت ... فباضت كما الدجاج شيعاً واحزابا فجاءت الديوك الوانها قد تغيرت بعد ان غربتلتها الاغترابات فوهبتها لكنتها فاتقنت حرفة القول الحصيف وتركت لنا حرية الإختيار في معتقل التكوين والتشكيل ذلك هو العراق الجديد القديم فابشروا خيرا ذبابة زرقاءَ تطـنّ براس واحد والف ذنب بذنبي هلموا نكتال بعشرة مكاييل.......
51 كلما تأملت الطبيعة الخضراء تلسعني رياح رملية قادمة من الصحراء فاحتمي بسنبلة جلبتها معي من جنوب العراق وفسيلة رطب –خستاوي- زرعتها في شرفتي انبتت قطيعاً من اشجار النخيل امتدت لسابع جار فجأئني الحراس بكلابهم البوليسية ..وحذرني الاقربون ثمة انين في الليل وضياء خجول ودمعة محبوسة وغناء "لمشحوف" يشق اعمدة البردي الكثيف وبعوض غير مالوف يعتاش على جماجم الموتى في الحروب التي خلفتها الحروب غادرت الطمأنية ارض الكناغر فاشتكت قوائمها الاعلى بعدما تعودت الجري على اربع من شدة الخوف والزحام ومشهد الدماء والخيول والذهول في عراق الف ليلة وليلة وشهرزاد مازالت تردد حكاياها وقد تخطت المليون رواية وشاخت..... لحاكم تتري لحاكم منغولي لحاكم سيعود مُقنناً بالحكايات والاقاويل والاشارات..... والعباد في ارزاقهم يتنافسون بقتالهم الشريف المُشرف حتى قيام الساعة......
52
ليس هناك متسع للشكوى والتوسل أنين مقموع فما عاد الجار يتفقد جاره ، واللقمة لا تكفي نصفين اصنع قافلة الرحيل او انظمّ الى القطيع تاكل ما ياكلون وتشرب ما يشربون فتنام ليلتك مدهونا بصبغتهم وتصبح كما يصبحون على وطن مذبوح من الوريد الى الوريد.. والدماء سجال ارحل ثانية او لا ترحل.. تلك مشيئتك تمرّد او انظم اليهم ..ذلك قدرك فاليوم 24سـاعة ، والليل كما النهار تعلم ان تخلق بهجتك وتضمد جراحاتك فليس غيرك.. أملك المنشود أبكِ عليك........ ثيمة الايام تعلـّمها والا سنتقرض بعودك فما عادت التوابيت تكفي وارض النجف اشتغلت بالعقار قال انا ميتٌ اليوم فلِمَ تنصحني قلت اوصي نفسي كي لا اعود غداً (ساعود حتما لكي اعود.................)!! ولو بعد غد...... في كوبي القديم المطعـّم بالهيل وحصيرة سعف اتربع عليها وكسرة خبز بماء الفرات وشمسأ تلسعني فاستدق بها ملح جبيني..... فقيافتي مازالت على الرف بغبارها الوطني... عبق روحي إن لم يكن من اجلك....... فمن اجل ما تبقى من الذكريات في صلب اولادي مسك العراق.........
#كريم_الثوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القبح ومدلولات الجمال في القبيح3
-
حوار مع اشباح تترصدني
-
القبح ومدلولات الجمال في القبيح القسم الثاني
-
حوار مع حمار
-
القبح ومدلولات الجمال في القبيح
-
حوار مع كلب
-
حوار مع ديناصور بشري
-
يردس حيا الماشايفها
-
حوار مع ديك استرالي
-
حوار مع قطة
-
مدينة الثورة بين الحرية والتزمت الديني
-
مدينة الثورة 3
-
وثائق رجل
-
عندما تكتب المومس شعرا
-
الشعراء
-
ذاكرة الرماد
-
صديقي الشاعر
-
الطريق الى مدينة المحرومين
-
مدينة الثورة
-
من ذاكرة الوجع
المزيد.....
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|