|
دكتوراة في موضوع التحريض على الحزب الشيوعي
محمد نفاع
الحوار المتمدن-العدد: 2673 - 2009 / 6 / 10 - 10:13
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
من المؤسف ومن المقرف ان نرى بعض حاملي الشهادات الجامعية وهم من القلة بمكان، دأبهم وإبداعهم يتميز في التحريض على الحزب الشيوعي، وخاصة في هذه الفترة التي يحتفل فيها الحزب بتسعة عقود على تأسيس حزب شيوعي في البلاد، في فلسطين. لسنا في موقف دفاع، فهذا النفر الذي وضع نفسه في خانة العداء للشيوعية لا "يحرز" لا الهجوم ولا الدفاع. لكن يجب التصدي دفاعا عن الحقيقة ضد التسويف والتزييف، وأنا آمل من الجمهور الذي يقرأ او يستمع الى هذا التحريض ان يوقف هؤلاء عند حدهم، وفي الواقع هذا ما يحدث، لكن ليس بشكل كاف. احد هؤلاء من منطقة الشاغور، وأنا اقصد تحديد هذا المكان بالذات لما لأهله من مساهمة هامة الى جانب الشيوعيين، وفقط تواضعا لا اريد ان اقول بقيادتهم في التصدي للاحتلال والنكبة سنة 48، وإفشال مخطط الهويات المؤقتة الحمراء بحق نصف العرب الذين بقوا في وطنهم، فافشلوا هذه الحلقة شعبيا وجماهيريا اولا، ثم قضائيا عن طريق المحامي حنا نقارة العربي الفلسطيني الشيوعي الاممي، ويأتي ابن الشاغور هذا ويقول ان اسرائيل لم تطرد الشيوعيين لأنهم وافقوا على اقامة دولة اسرائيل. فهل كل الـ 170 الف فلسطيني الذين بقوا في ارضهم هم من الشيوعيين!! وهل كل الذين شُردوا هم من القومجيين الابطال المزاودين. وهذا الباحث بشهادة دكتوراة يعترف باسرائيل وحزبه يعترف باسرائيل جدا اكثر مما هو مطلوب، وكل الدول العربية تعترف باسرائيل، وبعضها يقيم معها علاقات حميمة جدا مثل جمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية الهاشمية ودولة قطر والجامعة العربية والمبادرة العربية ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بكافة مركباتها، وكل ذلك بناء على قرار التقسيم والذي هو ليس الحل الامثل، لكن البديل كان الاخطر وهو ما حدث، فأين بُعاق النظم الرجعية العربية ومزاوداتها هي وابواقها والمنتفعون من اموالها بالامس واليوم، اليوم كلهم يوافقون على اقامة دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران سنة 67، فمن افضل ومن اخطر!! رحم الله صلاح خلف الذي قال: لو نرد على هؤلاء الشباب لما حدثت النكبة، وهؤلاء الشباب هم قيادة الحزب الشيوعي ومعهم كل القوى الوطنية الواعية والشجاعة، وشجاعتها لم تظهر وتبرز فقط في الكلام والشعارات والابحاث والمقابلات والتحليلات والتعقيبات، بل في الساحة والميدان والسجون والمعتقلات، دون اية ذرة خوف لا من الاستعمار ولا من الصهيونية ولا من الرجعية العربية، ولا من الملاحقات ولا السجون ولا الطرد من العمل، الخوف الوحيد كان من الضمير، ومن المسؤولية وانعدامها، ومن التهور المؤقت الموسمي العابر. يحكى عن المرحوم محمد انور السادات انه قال لأحد القادة السوفييت: ان خطأ الاتحاد السوفييتي الوحيد انه لا يسمح لنا بالقضاء على اسرائيل!! فرد الشيوعي السوفييتي: يا سيادة الرئيس هل وصلتم الى تل ابيب وردّكم الجيش الاحمر على اعقابكم!! السادات وصل الى القدس، الى الكنيست ولم يقصد ولم يهدف ابدا القضاء على اسرائيل ولا يجب فعل ذلك لا قولا ولا عملا، ولنتكلم بالمشبرح والمزح – ومزح الرجال جدّ – هل جاء أي نظام عربي اليوم، او أي حزب للقضاء على اسرائيل ووجد جيش الحزب الشيوعي وقياداته العسكرية من مهيب وعقيد وجنرال ومارشال وفرقه المدرعة والمشاة والطيران ترده عن ذلك!! الواقع ان هكذا سؤال بحاجة الى هكذا جواب، على وزن هيك مضبطة بدها هيك توقيع، اذا كان التطرف هو الموديل اليوم لمحاولة تضليل الاجيال الشابة البطلة، فالحزب الشيوعي اكثر حزب متطرف، وهو بعيد جدا عن الاعتدال والحلول الوسط، وهو لا يكتفي فقط بضرورة انسحاب اسرائيل من كل المناطق المحتلة سنة 67، واقامة الدولة العربية الفلسطينية وعاصمتها القدس العربية الشرقية وحق اللاجئين العرب الفلسطينيين في العودة، بل ان هدفه هو القضاء كليا على نظام الاستغلال والاحتلال والتمييز والاضطهاد، وحتى ان الدولة في مفهوم الشيوعيين هي امر مؤقت، فمن اكثر تطرفا مِنّا!! بعضهم يعيّرنا اننا فشلنا في انتخابات الكنيست الاخيرة بالرغم من اننا زدنا مقعدا كما اتحفتنا احدى الصحف!! يبدو ان غضب هؤلاء المنافسين من نجاح الشيوعيين وبقائهم، اكثر بكثير من غضب قوى 14 آذار في لبنان ومعهم الدول العربية المعتدلة ودول الاستعمار من صمود ونجاح المقاومة اللبنانية في التصدي للعدوان الاسرائيلي، ولله في خلقه شؤون، وللشعب مع هؤلاء شؤون، وياما مرّ على هذا الحزب من هالحبق شتلات، ونربأ من استعمال ما استعملته احدى الصحف ضد الشيوعيين عندما كتبت: الكلاب تنبح والقافلة تسير، هذه البذاءات سيضعها الجمهور في مكانها الصحيح.
ليتني ولعلني افهم هذه المعادلة التي نشاهدها ونسمعها: ان فضائيات الدول العربية المعتدلة جدا والصديقة جدا للولايات المتحدة الامريكية وقواعدها العسكرية تدعونا الى التطرف!! وتكثر من ابراز الصوت المتطرف – هكذا – كيف، ولماذا ولم!! ان احدى مآسي شعبنا العربي الفلسطيني هي تدخل النظم الرجعية العربية في شؤونه بوحي مسموع ومكتوب من بريطانيا وبقية الدول الاستعمارية، هذا كان في اواسط الثلاثينيات، وفي اواخر الاربعينيات وما بعدها. فحبذا لو اهتمت تلك النظم ووسائل اعلامها بالاساس في قضايا شعوبها والدفاع عن كرامتها ومصالحها، والدفاع عن طهارة ارضها من قوات وقواعد المستعمرين، ومخططاتهم. انا متأكد ان الاهل الطيبين لهؤلاء المثقفين المتميزين بالعداء للحزب الشيوعي لم يرسلوهم الى الجامعات لهذا الهدف، ولا شعبهم الطيب المجيد هدف الى ذلك، ولا الحزب الشيوعي الثوري والاممي المجيد هدف الى ذلك، بل ان الهدف هو مواجهة سياسة الاضطهاد والتمييز والتجهيل الممارسة ضد هذه الاقلية القومية العربية الفلسطينية الباقية في وطنها. النظم الرجعية العربية انقذت الصهيونية من فشلها في هجرة اليهود الى البلاد، فطردت اليهود من اليمن، والمغرب وتونس والعراق الى اسرائيل وساهمت وبأجرة على الرأس في جلب يهود الحبشة – الفلاشا -. وعندما سمح الاتحاد السوفييتي لواحد من اليهود بمغادرة البلاد وجاء الى اسرائيل قامت قيامة هذه النظم وهي التي كانت تحرّم التجارة مع الاتحاد السوفييتي الملحد، وتصل اموالها وعرق شعوبها الى الغرب الاستعماري المؤمن جدا. اما بعد الانهيار ومجيء هذا العدد الكبير من اليهود الى هنا، فصارت روسيا غورباتشوف وما بعده مؤمنة وتحسنت العلاقات معها. لا توجد اية قوة سياسية عملت وناضلت من اجل بقاء وانتماء ومصالح الاقلية القومية العربية الفلسطينية الباقية في وطنها مثلما عمل ولا يزال الحزب الشيوعي الاسرائيلي اليهودي العربي وكل محطات وأطر التصدي والكفاح في الدفاع عن الارض والمسكن والعمل والتعليم معروف دور الشيوعيين فيها. ومعروف دور الاتحاد والجديد والغد النضالي في كافة المجالات ومنها المجال الثقافي الادبي وادب المقاومة والادب الملتزم، لم نكن ولن نكون زبَدا يذهب هباء وجفاء، كنا وسنظل في الارض وسنبقى.
#محمد_نفاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لتقوية الحزب الشيوعي الاسرائيلي وتمتين وَحدته وتوسيع صفوفه
-
قمة اعتراضية اسمها: غزّة وغبار المجد
-
قوة المقاومة وثقافة المقاومة
-
إنتخابات السلطات المحلية- إمكانات، صعوبات وتحديّات
-
رسالة الى السيد وليد جنبلاط
-
عرب امريكا وعارهم في لبنان
-
أهمية تتابع الاجيال في الحزب
-
ألمعايير الاساسية لمبدأ الاكثرية والاقلية
-
ألعلاقة بين الانتماء الفكري والموقف السياسي والتنظيم الحزبي
-
الولايات المتحدة هي مجرم الحرب وهي الارهاب حزبنا الشيوعي بُع
...
-
رباعية عربية متربعة على عِرض العرب وفتوى الدكتور الشيخ يوسف
...
-
ألرباعية الدولية وأضلاعها الأربعة
-
ألخطاب السياسي وجوهره القومي والوطني والديني والطبقي
-
مأساة الشرق الأوسط بين الأسباب الجوهرية والثانوية
-
لحشد كل الطاقات والجهود الفلسطينية ضد الأعداء وليس ضد الأبنا
...
-
ألاصيل والدّخيل في الحزب الشيوعي
-
تزييف التاريخ وسرقة المواقف ضد الشيوعيين
-
ألثوابت الأساسية للحزب الشيوعي
-
ليُرفع عاليًا صوتُ اليسار العربي ضد الإجرام الإسرائيلي الأمر
...
-
ألفكر الماركسي موقف وممارسة وليس شعارا للتلويح
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|