أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما الذي يقوي روح الانتماء للوطن دون غيره














المزيد.....

ما الذي يقوي روح الانتماء للوطن دون غيره


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 08:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما يقول اي منا انه منتمي الى الوطن و هو يعيش بما فيه و مما امضاه من حياته في السراء و الضراء ، و يتمنى في قرارة نفسه التقدم و التطور للمجتمع الذي ترعرع فيه . و لكن الانتماء الحقيقيغير المعيشة السطحية فقط، فهو اداء الواجبات من تلقاء امر الذات و الضمير و الحصول على الحقوق باسترضاءعقلي و نفسي تام ، وتكون الاحساس نابعة من الاعماق بالانتماء و عدم الاغتراب وفي جو من الحرية و في ظل توفر المقومات الاساسية لبناء الوطن و متطلباته كبيت اكبر للجميع .
يتميز اي فرد بعدة صفات و انتماءات سوى كان فئويا او عرقيا او دينيا او مذهبيا او مناطقيا ، و لكن ما يدفع اي مواطن للانتماء الاكبر من كل ذلك هو اعتقاده و ايمانه بان الوطن هو الضامن و الحاضن الحقيقي للانتماءات جميعا ،و هو الذي يوفر الدافع الحقيقي لمعرفة الذات و يجيش في كيانه ما يؤمن بانها صحوة الضمير و الانتماء ضمن المعيشة الجمعية لابناء الشعب المتعدد الاوجه و الاشكال .
وهنا يمكن ان نحصر المقومات الاساسية لتحديد الانتماء في تاريخ الوطن و المجتمع و الشعوب التي يعيش معهم ، و ايمانه و ثقافته و نظرته الى المفاهيم المتعددة المتعلقة بالمجتمع و الوطن و الثقافة و السياسة، بالاضافة الى ما يتعلق بالمصالح العامة و الخاصة ، و ما يدفع الفرد في التزامه بالافكار و الفلسفات و ما يخص التمدن و ما يحدث من المستجدات و ما موجود في مساحة و اطار معين لما يخص الوطن و ما يهمه .
العقلية و النظرة و التفكير فيما موجود على المستوى الذي يعيش فيه الفرد هو الذي يحدد و يميز ما يدفعه الى الانتماءات ، و لم ينتمي الى الوطن بشكل طبيعي و بدافع ذاتي و عفوي الا من كان اعلى و اكبر من المؤمنين بالانتماءات الصغيرة التي لا تصل الى جزء يسيرمما يحتويه الوطن و ما يعنيه وهو المبني بحق و باسترضاء كافة افراد الشعب دون فرض او اكراه . من كان ملتصقا بالافكار و الفلسفات الغيبية ، كيف يُراد به ان يزيل ما يعتقد في ذهنه و يعود الى الارض و الواقع ، من لم يؤمن بما هو فيه منذ ولادته ، فكيف يمكن ان يُزرع فيه هذا الاحساس بطريقة عسكرية فوقية ، من لم يؤمن بما يعرف بالوطن كمفهوم و كهوية و يعتقد بافكار بعيدة عما نشيراليه و نقصده و يؤمن بهويات اخرى، فكيف السبيل الى تغيير هويته الفكرية العقيدية الفلسفية و السياسية .
ان كانت الحقوق العامة مضمونة للمواطن و هي التي يمكن ان تغيٍر من المستوى الثقافي و العقلية في ظل العدالة الاجتماعية و المساواة و الحرية بعيدا عن الاكراه ، و في مقدمة المقومات هو انتماء المواطن الى تاريخ الوطن و اعتباره جزءا من كيانه، و ايمانه باحقية بناء وطنه و اعتقاده بانه الاطار الحقيقي لضمان مساحة معيشته بسلام و امان، و شعوره الخاص تجاه تربته و مناخ بلده بعيدا عن التعصب ، و هو متجاوز للمعتقدات و المساحات الصغيرة من الافكار و الاعتقادات الاخرى . و الاهم هو احساسه بعدم استعلاء فئة على الاخرى و هضم حقوق اي من الشرائح من قبل الاخرين ، و ان الانتماء الاكبر و هو الافضل له و للمواطنين كافة من الانتماءات الصغيرة الاخرى ، ان اثبت ذلك على ارض الواقع و احسه المواطن بما يمتلك من الاحساسيس.، و الشعب المتعدد الفئات و الشرائح و الاعراق فيه من التناقضات التي تصعب ترسيخ الانتماء الى الوطن الى غيره و لكن بتجاوز الاعتقادات التي مرت عليها الزمن يمكن التضحية و الافتداء بالمصالح الصغيرة من اجل الهدف الاكبر.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة التكبر و الاحساس بالنقص معا في السياسة العراقية
- من يصنع الدكتاتورية و يقوُيها ؟
- كيف تمحى العادات و التقاليد الخرافية في الشرق ؟
- اية سلطة ترضي العراقيين جميعا
- الاصلاح و التغيير من الرؤى الواقعية
- استقرار المجتمع مرتبط بالمساواة و العدالة الاجتماعية
- الوعي العام للشعب يحدد الاختيار في الانتخابات
- مابين المثقف و السلطة و مسيرة الحكم
- لماذا اختير النظام الفدرالي للعراق ؟
- دور الصحافة الكوردستانية في نجاح الانتخابات البرلمانية
- هل تنفذ امريكا في العراق ما طبقته في اليابان
- ستكون الانتخابات البرلمانية انعطافة هامة في اقليم كوردستان
- الديموقراطية و المعارضة في الشرق الاوسط
- وصول المراة الى البرلمان من دون( الكوتا )!
- ما بين النظام الرئاسي و البرلماني الملائم للعراق
- التيارات المحافظة بين الفكر و الواقع
- المواطن و المشاركة في القرارات السياسية
- من يُجري التغيير و الاصلاح في اية سلطة سياسية
- هل توجد صحافة مستقلة في الشرق الاوسط
- ما بين الانتقاد و العمل على ارض الواقع


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما الذي يقوي روح الانتماء للوطن دون غيره